مدن النصف الثاني من القرن العشرين:

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحدت جميع الدول الأوربية وكذلك ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية أن المدن الجديدة تمثل فكرة مقبولا لتحقيق أغراض التعمير والبناء وإصلاح الاختلال في توزيع المستوطنات البشرية في تلك الدول، والذي أظهرته الحرب بما يخدم الأغراض الاقتصادية والسياسية، ومع بداية الستينيات تزايد الاهتمام الدولي بالمدن الجديدة كسياسة تساهم في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، المتفاقمة والمتولدة عن ظاهرة التضخم الحضري، والتي أصبحت تعاني منها جميع دول العالم سواء المتقدمة أو النامية وبرزت المدن الجديدة لتدخل مجال اهتمامات الأمم المتحدة، ونتيجة لتزايد أعداد السكان انتشرت المدن الكبرى بشكل كبير في القرن العشرين، فبعد أن كانت المدن المليونية التي يزيد عدد سكانها علي المليون نسمة لا يزيد عددها سنة 1870 على سبع مدن زادت إلى عشرين مدينة سنة 1900، ثم قفزت إلى 275 مدينة سنة 1990.

ومن هذه المدن المليونية مدن نمت وتوسعت في بيئتها توسعة كبيرة ، وأصبحت تكون مجمعات ضخمة Megalopolis وفي سنة 1970، كان هناك ثلاث مجمعات ضخمة ، بكل منها 10 مليون نسمة فأكثر، وهي مجمعة نيويورك، وطوكيو، ولندن ، زادت إلى 12 مجمعة حضرية سنة 1990، وهي مكسيكو سيتي وساوباولو ولوس أنجلوس ويمباي وكلكتا وأوزاكا وبيونس ايرس وريودي جانيرو ومنطقة الراين - الرور في المانيا والقاهرة وباريس وسيول.