أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2021
2562
التاريخ: 2023-03-08
1011
التاريخ: 14/9/2022
1278
التاريخ: 28-11-2018
6782
|
دور التخطيط في التنمية :
يمكن التعرف على دور التخطيط في التنمية من خلال استعراض المفاهيم الأساسية للتخطيط بشكل عام والتخطيط الإقليمي بشكل خاص كون العملية التنموية الحديثة تعتمد بشكل مباشر على التخطيط بكافة مستوياته المحلية والإقليمية والشاملة
- مفهوم التخطيط :
إن مفهوم مصطلح التخطيط planning لا يخرج عن المفاهيم النسبية للمصطلحات العلمية الأخرى والتي هي ذات مضامين واسعة في مجالاتها النظرية والتطبيقية ، إذ يختلف الباحثون في تحديد المفاهيم كل حسب تخصصه واتجاهاته وخلفياته الفكرية والايدلوجية والانتماءات الأخرى سواء كانت حضارية أو قومية أو دينيه أو فئوية ....الخ ، إذ أن الوظائف الأساسية التي يحاول الإنسان توظيف التخطيط من اجلها تحدد إلى درجة كبيرة نوع المنطلق أو المرتكز الذي يحدد المفهوم ، ويمكن القول هنا أن تنوع المفاهيم الخاصة بالتخطيط وتنوعها لا يعني الاختلاف وإنما التوافق، ولكن زاوية الرؤيا تختلف للأسباب التي ذكرت . (السعدي سعدي محمد صالح 1989 ) يمكن أن نستعرض بعض المفاهيم الخاصة بمصطلح التخطيط ومن وجهات نظر مختلفة حسب المدرسة الفكرية التي ينتمون لها وتبعا للظروف البيئية للأقاليم:
يرى جون فريدمان في مؤلفه التخطيط الإقليمي (Regional planning) إن التخطيط هو عملية تحديد وإبراز الأهداف الاجتماعية المراد تحقيقها من خلال إعادة تنظيم وترتيب النشاطات المختلفة في مجال زماني و مكاني معين .
جون كلاسون يرى أن الاختلافات القائمة بين المناطق المختلفة من النواحي الاقتصادية والحضارية والسياسية تستدعي اللجوء إلى التخطيط في سبيل تحقيق المعالجات الضرورية لهذه الاختلافات وبالتالي تكون هناك حالة من التوازن بما يؤدي إلى تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية .
: أما بيتر هول فيرى أن التخطيط يعني إعادة ترتيب أجزاء الشيء الواحد (to arrange the parts of) ويعني امتلاك القدرة على التصور للكيفية التي يكون عليها ذلك الشيء والتي ينبغي أن تكون أفضل صورة ممكنة ضمن الظروف المكانية والزمنية المحددة وكذلك إدراك المنجزات التي ستحقق في مرحلة لاحقة ، ويمكن أن يكون المجال المكاني إقليما فيكون ذلك ( التخطيط الإقليمي) .
أما الاقتصاديون فيرون أن التخطيط وسيلة أساسية لقيادة وتحقيق النمو الاقتصادي المتسارع في الأقطار الأقل تطورا من خلال زيادة الدخل والاستثمار الذي ينعكس على الحياة الاقتصادية للسكان بما يحقق رفع المستوى المعاشي . ( موسی ،د. خميس خلف 1990 )
الدكتور، سعدي محمد صالح يرى أن التخطيط يعني مجموعة من التحويرات النظرية والعملية التي يجريها الإنسان بإرادة واعية على عناصر البيئة في سبيل أن يحقق اكبر منفعة عبر أفضل استعمال لجميع مصادر الثروة الطبيعية والبشرية من اجل حالة أحسن وحياة أفضل للإنسان والمجتمع الإنساني ضمن ظروف مكانية وزمانية محددة وبهدف تحقيق المصالح العامة القائمة على العدل والمساواة ولرفاه للمجتمع . السعد، سعديي محمد صالح 1989 )
ونرى أن التخطيط هو مجموعة من القرارات والإجراءات التي تتخذ من قبل متخصصين وتستند على أسس نظرية قابلة للتطبيق على واقع الحال من أجل تنظيم أو تطوير أو تنمية قطاع معين أو من أجل تحقيق تنمية شاملة من خلال الاستثمار الأمثل الموارد البيئة الطبيعية والبشرية بما يحقق تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي تحقيق الرفاهية للمجتمع ، إن هذه الإجراءات والقرارات تتخذ من خلال عملية تخطيطية (planning process) متكاملة ومنتظمة تتضمن الخطوات الآتية :
1- دراسة واقع الحال (existing situation) من خلال أهداف، جغرافية شاملة الخصائص التي يتصف بها البلد أو الإقليم المدروس وعادة ما تتضمن الدراسة واقع الحال الطبيعي والذي يشمل على دراسة التكوين الجيولوجي، أشكال السطح، المناخ، التربة، الموارد المائية والنبات الطبيعي، ثم دراسة السكان، نموهم، وتركيبهم الديموغرافي، وتوزيعهم الجغرافي، ثم دراسة الجانب الاقتصادي بكافة قطاعاته الزراعية ، الصناعية والخدمية . من خلال هذه الدراسة يتم الكشف عن الإمكانات والمعوقات التخطيط .
2- في ضوء ما يتم من دراسة واقع الحال يتم تحديد الأهداف المراد تحقيقها من العملية التخطيطية وعادة ما تكون أهداف عامه وأهداف خاصة وأهداف مرحلية وتحدد وفق الإمكانات المتوفرة . .
3- وضع البدائل (alternatives ) اللازمة لتحقيق الأهداف ، هذه البدائل قد تكن ثلاثة أو أكثر، ولكن يفترض أن تكون ضمن التوجه العام الذي يحقق الأهداف وبالتالي تكون قابلة للاختبار وفق معايير علمية تحدد من قبل متخصصين لاختيار البديل الأفضل .
4- اختيار البديل الأفضل الذي يفترض أن يكون مناسبة للنظام الاقتصادي والسياسي للدولة أو الإقليم الذي يقع تحت تأثير ذلك النظام ، فإذا كان النظام
الاقتصادي يقع تحت تأثير النظام الرأسمالي فعادة ما يستخدم للمفاضلة بين البدائل طريقة (in put out put analyses) تحليل الكلف والفوائد، وإذا كان النظام رأسمالي فعادة ما تستخدم طرقة تحليل الكلف والفوائد ( cost benefit analysis) وما بين الاثنين يمكن أن تستخدم أي طريقة أخرى للاختبار شرط أن تحقق الأهداف المحددة مع مراعاة النظام الاقتصادي والسياسي للبلد الذي تقع تحت تأثيره.
5- اعتماد البديل الأفضل ( Best Alternative) وهنا يجب أن تتخذ الإجراءات الآتية :
أ- تحديد المسؤوليات الإدارية اللازمة للتنفيذ ويفترض أن تكون تلك المسؤوليات واعية ونزيهة لإدارة المشروع المحدد لها .
ب- رصد الأموال اللازمة لتنفيذ المشاريع .
ج- تحديد البرنامج الزمني لتنفيذ تلك المشاريع .
6- المباشرة في تنفيذ الخطة على الواقع حسب البرنامج التطبيقي المحدد ، مع الأخذ بنظر الاعتبار الأولويات في التنفيذ حسب ما تسمح به الإمكانات الفنية على أن لا تتداخل الأعمال بشكل يؤثر على المسار العام للخطة ، مع مراعاة البرنامج الزمني.
7- اختبار مرحلي للخطة المنفذة مع تحديد نسب الانجاز وحسب البرنامج الزمني ، من خلال هذه الإجراءات يتحقق الاطمئنان بان الخطة تنفذ بشكل سليم ، فضلا عن الالتزام بالبرنامج الزمني المحدد بحيث يتم تقييم كل مرحلة وعلاقتها بالمرحلة اللاحقة .
8- اعتماد مبدأ العودة إلى البداية (Feed Back) في حالة مواجهة عقبات أثناء التنفيذ بحيث تؤدي تلك العقبات إلى انحراف الخطة في تحديد الأهداف المحدد لها أو عند اكتشاف كون الخطة لا تحقق حاجات السكان وتطلعاتهم، وفي هذه الحالة الأمر يتطلب مراجعة كل المراحل السابقة بحيث تتحقق من خلال المراجعة الاستثمار الأمثل (full utilization) للموارد وتحقيق أعلى منفعة من خلال تنفيذ الخطة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|