- النظائر المشعة والتجارب البحثية:

تعد النظائر المشعة المستخدمة في الصناعة او الزراعة او الطب من مصادر الملوثات الاشعاعية الخطرة، وقد تتحول النظائر من مستقرة إلى نظائر غير مستقرة وذلك بعد معالجتها بشكل نووي مناسب في المفاعلات النووية وهناك عدة أنواع من مصادر الاشعاع في العراق نتيجة لاختلاف المجالات التي تستعمل فيها فضلا عن مخلفات الحروب من الآلات العسكرية وبقايا الصواريخ صورة (۷).

ولقد اكتشف الباحثون والأطباء عام 1940 خطورة الإشعاعات الذرية عندما وجدوا علاقة بين التشوهات الخلقية وتعرض النساء للأشعة السينية ويعد الانشطار النووي وأنشاء المفاعل النووي عام ۱۹۶۲ البداية الحقيقية لتلوث البيئة بالإشعاعات النووية وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية وما أعقبها من حروب وانفجارات نووية أذ شهد العالم في الفترة ما بين 1945 الى ۱۹۹۳ نطاقا واسعا من التجارب والانفجارات الذرية ولعل انفجار قنبلة هيروشيما ونجازاكي والغبار الذري المصاحب لها خير دليل على ذلك.

فضلا عن ذلك ما تقوم به الرياح بنقل النظائر المشعة فيستنشق الانسان الهواء الملوث والابخرة المشعة وتأتي الأمطار فتغسل عند هبوطها (90%) من التلوث الإشعاعي والمحمول في الرياح وهذه الأمطار الاشعاعية يتسرب منها للإنسان مباشرة وعن طريق غير مباشر من مياه سطحية ومياه جوفية وتستقر في التربة ومن ثم النبات الذي يتناوله الانسان والحيوان ملوثا ايضا. وأسهمت التجارب البحثية في مجال الطاقة الكهربائية انبعاث اشعاعات ومن الصعب التعامل معها بل وحتى النفايات التي تم دفنها اسهمت ايضا في تلوث البيئة المحيطة بها وخاصة الأطعمة التي تم زراعتها. وبمرور الزمن وسباق التسلح ومنذ بدية الأربعينات من القرن الماضي بدأت الدول القيام بعدد من التجارب باستخدام الإشعاع في صناعة الأسلحة الحربية جدول (۳۷) وكانت أول الدول البادئة بالقيام بالتجارب وصنع الأسلحة المشعة هي الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تنطلق أشعة ألفا من الشظايا المتطايرة من الأسلحة كالدبابات وغيرها من الأسلحة فأنها تؤدي إلى أحداث تأينات في الجسم وتدمير مسامات الجلد الإنساني الذي يمسك بها أو يلمسها ومنذ ذلك شهد العالم تأثيرات الأسلحة على الكائنات الحية وغير الحية فظهر إلى الوجود نوع معين من أنواع التلوث البيئي وهو التلوث الإشعاعي.