أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/10/2022
1267
التاريخ: 2023-02-07
1457
التاريخ: 2024-10-08
266
التاريخ: 2024-06-18
678
|
الاسلام اسم لدين ومذهب اجتماعي وأخلاقي وسياسي واقتصادي و...الخ. مبني على السعي الحثيث لوحدة البشرية والتي تقف تعاليمه الروحية ضد الديكتاتورية من طرف وتخالف الفوضى والعشوائية من طرف آخر.
لهذا السبب يرفض الحرية المطلقة للأفراد التي تؤدي إلى التحلل وكذلك الحرية المقيدة جداً والتي تجبر الآخرين على الاستسلام أمام الضغوط غير المناسبة.
الاسلام يشتمل على الحرية ويفتقد إلى الاستبداد، ويخالف التحرر المطلق والانحلال، الإنسان حسب الرؤية الاسلامية عبد، عبد لله تعالى، وكل عبد يجب أن يرضى بضوابط مولاه، حياته تستقر في الوسط، حرة من جهة ومنضبطة من جهة أخرى
الإسلام دين الأخوة والمساواة والحقوق ولا يمكنه أن يبتعد عن الحرية والاستقلال ولا يمكنه أن يهمل جوانب الحرية، التفت إلى هذا الأمر المهم: لا تكن عبداً لغيرك وقد ولدتك أمك حراً(1)، فهذا أصل في الإسلام.
فلسفة دعوة الإنبياء
هنالك الكثير حول فلسفة البعثة وأسرارها ويمكن القول عنها الكثير جداً في شرح وتفصيل ذلك السر والرمز ولكن يمكن إيجاز جميع ذلك بعبارة واحدة وهي: تحرير البشر من عبودية غير الله تعالى وخلاصه من عوامل الضغط الواردة عليه.
يشير القرآن الكريم إلى ذلك: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}[الأعراف: 157]، تلك هي وظيفة النبي.
وقال علي (عليه السلام): (لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً)(2).
والقول في ظهور الحجة صاحب الزمان (عج) هو: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور: 55].
والحرية الموجودة في هذه الفلسفة هي الحرية القائمة على التوحيد والفضائل الأخلاقية والتي تهتم بالشؤون الإنسانية، وما ظهر خلاف ما ذكر من زيادة أو نقيصة فإنه خارج عن الشكل المشروع للحرية وهذا مورد اتفاق جميع الأنبياء.
الحرية والاختيار
توجد في الإسلام روابط قوية بين الحرية والاختيار وأن الحرية نفسها دليل مهم على اختيار البشر، الاختيار الذي يشعر به كل فرد في ذاته وتؤيده الفطرة ويشعر مقابله بالمسؤولية ولو تعدى حدود الاختيار ولو بصورة غير مرئية فإنه سيتعرض لملامة الفطرة والوجدان.
نعم تلك حقيقة نعترف بها لأن الإنسان خُلق مختاراً: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[الإنسان: 3]، فهو حر في تعيين مستقبله واتخاذ قراره وانتخاب سبيله وطريقة حياته، وهذا الأمر ينعدم في الحيوانات التي تقع تحت سلطة الغريزة(3).
ولو تأمل الإنسان في حالاته وسلوكياته، (افعل هذا أم ذاك) فإنه خير دليل على أنه مخير، واختياره لأحد الأمرين دليل على حريته، أما العقاب والثواب في الإسلام فانه لا يقضي على الميول، ومن الطبيعي أن الميول لا يجدر بها أن تكون مطلقة العنان لأن هذا يؤدي إلى هدر الطاقات الاجتماعية وإلى التناقضات.
أما مسألة الحصن والحصار المعينة في الإسلام فهي لحالات وسلوك ومواضع الإنسان لأن الإنسان ليس بمطلق، ولم يترك الاسلام من ادعى ذلك بل طالبه بالدليل:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة: 111]، {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[القصص: 49].
الحاجة الى الحرية
يعتبر الإسلام طلب الحرية حق طبيعي لكل إنسان وشرطاً لرشده وتطوره إن كان منشأها الفطرة والذات الإنسانية ومن هنا تنبع دعواه بأن: (الناس كلهم أحرار)، حسب الرؤية الإسلامية فإن حياة الإنسان بدون الحرية غير ممكنة وإن كانت فهي من شأن الحيوانات.
من النكات المهمة في باب الحرية في الإسلام هي مسألة الامتحان، وأصل الامتحان الالهي أمر ثابت وواجب على جميع الناس ولا يستثنى منه أحد {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }[العنكبوت: 1 - 4]، ونعلم بأن من شروط الامتحان وجود الحرية، لأن انعدامها بالنسبة للممتحن خلافاً للمعقول.
كما تعلمون أن أصل الامتحان في الإسلام مصحوباً بشيء من القاطعية: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ}[البقرة: 155]، وفي آية اُخرى يجعله الغرض من إعطاء السمع، البصر هو: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[الإنسان: 2]، أي للامتحان والبلاء.
الحرية شرط الموفقية، وشرط قبول العبادات، وشرط تقييم الأعمال والعقاب والثواب، وإن انعدمت سيصبح جميع ذلك لا معنى له، تعالى الله عن ذلك.
نوع الحرية في الإسلام
للحرية المطروحة في الإسلام مساحة شاسعة وشرائط متعددة، فإنها تشمل على الحرية في الجسم والنفس والفكر والعاطفة، والتحرر من الأهواء والخوف والأنانية والتملق والعبودية المادية، والتحرر من الطمع والشهوات واللذات والنفس الأمّارة والعبودية لغير الله.
وأما مساحة هذه الحرية فإنها مشروطة ومحدودة بما يلي:
- التقوى مع أننا نشم منها رائحة الحبس والسلاسل والتعذيب.
- الإنسانية والأخلاق والتي تتصدر جميع الضوابط الحياتية.
- الجانب المادي والمعنوي والمحيطي والروحي وكذلك الإقدام في الأمور الدنيوية والاخروية.
- التنزيه عن القيود الحيوانية وحسب قول الامام علي (عليه السلام): الحرية منزهة من الغلّ والمكر(4).
- لها صبغة وهوى معنوي وبعيدة عن المادية الصرفة وهذا الأمر يصدق أيضاً على أسرار الإنسان الأخرى.
من هنا يتضح بأن في الإسلام حرية ولكنها ليست بمعنى الرجوع إلى الوضع الطبيعي والحيواني أو العودة إلى الحيوانية في إطار إشباع الغرائز.
ماهية الحرية الإسلامية
تختلف هذه الحرية عن النوع الغربي والديمقراطي. عُيّن في الإسلام لكل مواضيع الحريات خطوطاً وحدوداً يستطيع الانسان السعي والاقدام داخلها فقط ولا تعني هذه الحدود ضرب أصل الحرية وإنما اسلوباً لتنميتها وحفظها تحت ضوابط ونظام لتكون بالنتيجة سبباً لنمو الفرد وصلاحه، وقطعاً لو مضت بمسالك الاعوجاج فإنها ستكون خطرة جداً ومضرة وستؤدي إلى الانحراف والسقوط بدلاً من التكامل والتطور.
ماهية الحرية لها بعد وسيلي وليس هدفي وفي ظلها تتجلى قدرة السعي إلى الحركة للوصول إلى المقصد، ومن الأصول المهمة هو تأييد وتصديق حالة البشر لنوع وحدّ الحرية ومثال ذلك عبودية الإنسان لله تعالى التي تفقد قدرة الحركة والسير في حالة عدم وضع المعبود للحدود، الخالق اتبعها بنظام وأودعها بضوابط فكرية واسعة، الحرية الإسلامية قبل أن يكون لها صورة أمرية وفريضية فهي مالكة للجنبة العقائدية، والعقائد أمر باطني(5)، تخلق وجوداً خارجياً عند تحركها بالذات وتضع حدوداً للإرادة اللامتناهية للإنسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الإمام علي (عليه السلام)، وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج16، ص14.
2ـ نهج البلاغة، خ31.
3ـ محمود طالقاني، الحرية والاستبداد، ص42.
4ـ غرر الحكم: رقم 1485.
5ـ ويعتبرها الاسلام امر فطري.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|