المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قاعدة « القرعة »
18-9-2016
حساسية للقرفة Cinnamon Allergy
8-11-2017
معاوية والموالي
6-11-2017
السر في تسمية يوم السبت بهذا الاسم
2023-07-20
Resonance Escape Probability, (p)
17-4-2017
الأدلة على أن صفات اللّه تعالى عين ذاته
2-07-2015


الولاء امتحان لصدق ايمان الإنسان  
  
1475   08:03 صباحاً   التاريخ: 24-8-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص89 ـ 93
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الحب في الله والبغض في الله هو امتحان لصدق الإنسان في طاعته لله تعالى لأن هناك من يعطي ولاءه لذوي المصالح والمطامع أو المكاسب المادية حتى ولو كان الثمن أن يبيع دنيته وآخرته.. لذلك جعل ذلك مقياساً لإيمان الإنسان وقبول عمله ومثال على ذلك.. ما جرى في قضية الحسين (عليه السلام)، حيث فشل الكثير أمام هذا الامتحان وركضوا لاهثين وراء إغراء السلطان ووعوده المادية حتى ولو كان الثمن هو قتل الحسين (عليه السلام)، ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهذا أحد قتلة الحسين حينما حمل رأسه الشريف إلى ابن زياد دخل عليه وهو يقول:

أوقر ركابي فضة وذهبا          إني قتلت السيد المحجّبا

قتلت خير الناس أماً وأبا      وخيرهم إذ يذكرون النسبا

فغضب ابن زياد من قوله وقال: إذا علمت إنه كذلك فلم قتلته؟ والله لا نلت مني خيراً أبداً ولألحقنك به(1).

وكذلك يتبجح الأخنس بن مرثد الحضرمي من رضهم للأجساد الطاهرة بعد استشهادهم، وهو يعلم أنه يعصي الله تعالى في طاعته أميره، فيقول كما يروي الخوارزمي:

نحن رضضنا الظهر بعد الصدر    بكل  يعسوب  شديد  الأمرِ

حتى عصينا الله رب الأمر           بصنعنا مع الحسين الطهر(2).

لذلك كان هؤلاء يعرفون الحق والباطل إلا أنهم عن علم يحاربون الله ورسوله طمعاً في متاع الدنيا وشهوات أنفسهم.. لذلك أن الولاية والبراءة هي ميزان لإيمان الإنسان بل حتى الرضا بفعل قوم يشرك معهم أجورهم لذلك ورد في زيارة وارث (فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن أمة سمعت بذلك فرضيت به)، والسبب في إلحاق الراضي بالعمل مع المؤدي للعمل والمشارك.. لأن الاستعداد النفسي والعقلي والقناعة موجودة إلا أنها كامنة لم تتهيأ لها الظروف الموضوعية لإظهارها ولو تهيأت تلك الظروف لأبلوا بلاءً حسنا يعني ان الراضي بقتل الحسين لو تكررت تلك الواقعة الأليمة وكان حاضرا وشاهدا لكان قام بقتل الحسين وسبي عياله وشاهد على ذلك رواية وردت أن عليا (عليه السلام)، قال لأصحابه في حرب صفين ما مضمونه أن هناك أقواما في أصلاب الرجال شهدوا هذه المعركة وشاركوكم في أجوركم وفسر هذا بأنهم رضوا وتمنوا حضورهم هناك لذلك ورد أن الأعمال بالنيات ولكل إنسان ما نوى، وقد شاءت الحكمة الإلهية أن يعرض عباده لامتحانات شتى لتظهر استعداداتهم الكامنة وحقيقة إيمانهم وولايتهم كما لو كانت هناك بيضتين متشابهتين أحدهما تحوي ثعبانا ساما وأخرى تحوي طاووسا جميلا فعندما تتعرض البيضتان لظروف خاصة تفقس ويظهر ما كان كامنا فيهما.. وهكذا يكون مجموع الموالون على مر التاريخ منذ آدم (عليه السلام)، إلى اليوم الحاضر أسرة واحدة تشترك في الحب والبغض وقضيتها قضية واحدة ومهمتها واحدة حيث الولاء لله ولرسوله ولأوليائه وقد تحدى حدود الزمان والمكان ووحدة المصير الذي يتعمق فيمنحه إحساسا بالقوة والاعتزاز بالله والإحساس بمعية الله ومعية المؤمنين ما يزيل الشعور بالوحشة والانفراد عن هؤلاء العاملين المضحين الذين واجهوا الطاغوت وفازوا بالسعادة الأبدية حيث قال تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71]، وقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73].

وإن البراءة هي أيضا من ضروريات الدين، إلا أن البراءة قد تكلف الإنسان عناء ومشقة لأن الذي يجامل الجميع ويبتسم للجميع ويداري كل العواطف والأحاسيس ويلعب على كل الحبال ويتجنب الصدام بالجميع لكسب رضاهم.. هذا الإنسان يعيش بسلام وبدون متاعب إلا أنه لا يستطع أن يرتبط بمحور الولاية الإلهية على وجه الأرض ولا يستطيع أن ينتمي إلى هذه الأسرة المسلمة الصادقة التي أعطت ولاءها لله ولرسوله ولأوليائه.

فإن الإنسان لا يكون صادقاً في طاعته وإيمانه ومواقفه من دون ولاء والولاء لا يتم من دون براءة حيث ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: (عشر من لقي الله عز وجل بهن وصل الجنة: 1- شهادة أن لا إله إلا الله 2- وأن محمدا رسول الله 3- الإقرار بما جاء من عند الله عز وجل 4- إقام الصلاة 5- إيتاء الزكاة 6- صوم شهر رمضان 7- حج البيت 8- الولاية لأولياء الله 9- البراءة من أعداء الله 10- اجتناب كل مسكر)(3).

وورد عن الرضا (عليه السلام): روي أن الله أوحى إلى بعض عباد بني إسرائيل، وقد دخل قلبه شيء: أما عبادتك لي فقد تعززت بي، وأما زهدك في الدنيا فقد تعجلت الراحة، فهل واليت لي ولياً وعاديت لي عدواً(4).

وروي أن رجلاً قدم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إني أحبك وأحب فلانا فقال (عليه السلام): (أما الآن فأنت أعور، فأما أن تعمى وأما أن تبصر)(5).

وقيل للصادق (عليه السلام): إن فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم فقال (هيهات كذب من ادعى محبتنا، ولم يتبرأ من عدونا)(6).

وورد عن أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله، وعادِ في الله، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتواددون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئاً.. فقال له: وكيف لي أن أعلم أني واليت وعاديت في الله عز وجل؟ ومن ولي الله عز وجل حتى أواليه؟ ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى علي (عليه السلام)، فقال أترى هذا؟ فقال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، وقال: وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك أو ولدك(7).

وهذا المضمون يؤكده حديث الغدير المعروف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مرآة الجنان لليافعي: 1/132.

2ـ مقتل الحسين للخطيب الخوارزمي: 2/39.

3ـ خصال الصدوق 2: 52، بحار الأنوار 27: 57.

4ـ فقه الرضا: 53، بحار الأنوار 27: 57.

5ـ بحار الأنوار: 27: 58.

6ـ المصدر السابق.

7ـ علل الشرائع: 58، عيون الاخبار:161.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.