أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-10
1243
التاريخ: 2024-09-30
213
التاريخ: 2023-02-09
1252
التاريخ: 2024-04-30
718
|
ما الفرق بين العاقل والمجنون؟
قد تقول : إن تصرفات العاقل منضبطة، بينما تصرفات المجنون منفلتة لا ضابط لها. فالعقل يطلب من صاحبه أن يضبط حركاته وسكناته. وأن يميز بين مواقع اللين والشدة. وأن يتجنب الخطأ ويعمل الصح.
هذا بالضبط هو ما نسميه التعادلية في الحياة وهي من أهم صفات الإنسان.
أما المدى الذي تشمله التعادلية فهي كل مجالات العمل.
فلابد أن يعرف الإنسان مثلاً متى يقاوم، ومتى يتراجع؟ ومتى يهاجم، ومتى يدافع؟ ومتى يرتاح، ومتى ينشط؟ ومتى يتحدث، ومتى يصمت؟ ويكون في ذلك متعادلا.
لقد حدث للفرقة الألمانية رقم (٠٠ ٢) التي كانت من أفضل، وأقوى فرق الجيش النازي أن تعرضت إلى ضغط عسكري هائل.
فطلب قادة الجيش من هتلر السماح لهم بالتراجع لتخفيف الضغط عليهم. لكنه رفض، ودعاهم إلى الصمود.
وحاول قائد الفرقة عدة مرات أن يحمل هتلر على السماح لهم بالتراجع، إلا أنه بقي على عناده، وطالبهم بالصمود.
وفي النهاية جاء الخبر المؤسف، فقد أبيد نصف الفرقة تماماً.
فقال هتلر: سنحارب بالنصف الآخر، ونصمد.
ثم جاء خبر إبادة النصف الآخر أيضاً.
فقال هتلر: سنعيد بناء الفرقة (٢٠٠)!
لكن كيف يمكن إعادة من ماتوا ، وقتلوا ، وأبيدوا تماماً؟!
المهم لو كان هتلر ملتزماً بالتعادلية في تصرفاته لما هزم في الحرب العالمية الثانية بعد أن كان يملك أقوى الجيوش!
وتأسيساً على مبدأ التعادلية فإنه ينبغي على العاملين أن يضعوا خططهم للنجاح آخذين بعين الاعتبار احتمال الفشل، كما لابد أن يلتزموا الوسطية في قراراتهم ومواقفهم.
إن التعادلية في الحقيقة تشبه ما يعمله كل من يقف على رجليه، حيث أنه لا يميل باتجاه اليمين، ولا اليسار، ولا الأمام، ولا الخلف، إلا بمقدار ما يستطيع أن يحافظ على توازنه، وإلا سقط.
وكما في الفرد، كذلك في الجماعات.. وكما في الوقوف على القدمين، كذلك في مختلف المواقف. إن من يريد أن ينجح في الحياة فلابد أن يجعل التعادلية منهجه في العمل. ويكون معتدلاً في مواقفه جميعاً، مثلاً الاعتدال بين الصرف للموارد، وبين الجمع لها.
وبين اللين في المواقف، وبين الشدة فيها.
وبين العمل الدائم، وبين الراحة فيه.
وبين الأخذ، وبين العطاء.
فحتى في الكرم فإنه يجب أن يكون الإنسان معتدلاً فيه، كما يقول ربنا تعالى : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
وهكذا فإن التعادلية يجب أن تضبط حياة الإنسان في كل جوانبها حتى تنجح، فحتى مع العائلة، فإن على كل فرد فيها أن يلتزم بالتعادلية بين الاهتمام بالعائلة، وبين الاهتمام بالناس.
فليس ناجحا من يفشل في عائلته وإن نجح في السوق. وليس ناجحاً في العائلة ايضاً من يفشل في السوق.
وهكذا في جميع الأمور، خاصة في القضايا المصيرية كالحرب والسلام وأمثالهما.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|