حملة كيب الشمالية بقيادة ميثوين  الحرب بين إنجلترا والبوير (1899-1902)

في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، اندلعت حرب مدمرة في المنطقة التي تعرف اليوم باسم جمهورية جنوب أفريقيا، حيث تحدت جمهوريتان صغيرتان من البوير جبروت الإمبراطورية البريطانية، ومن أكتوبر 1899 إلى مايو 1902، اضطرت بريطانيا إلى مواجهة عدو خاض حربا متقنة في سبيل الوجود والاستقلال. في نهاية الصراع في مايو 1902، استطاعت بريطانيا أخيرة وبفضل تفوقها العسكري والاقتصادي أن تدحر مقاومة البوير العنيدة، لتنهي الحرب بتوقيع معاهدة سلام في فيرينجين جنوبي جوهانسبرغ. لقد كلفت الحرب جمهوريتي البوير استقلالهما ودمرت المشهد الطبيعي. فقد دمرت الحرب حوالي 30000 مزرعة وأكثر من أربعين بلدة بالإضافة إلى أعداد هائلة من المواشي. وبلغ عدد الضحايا 28647 جندية بالإضافة إلى مقتل أكثر من 42000 مدني من جنوب أفريقيا من جميع الأعراق داخل ما كان يسمى "معسكرات الاعتقال". وكان البريطانيون هم من وضعوا هذا النظام لمنع الطعام عن جنود البوير، والحيلولة دون حصولهم على الدعم من السكان المدنيين، ولإضعاف عزيمة البوير. كانت حملة كيب الشمالية التي قادها الفريق بول سانفورد، البارون الثالث في عائلة میثوین، هي الخطوة الافتتاحية للهجوم البريطاني الأولي. ومع أن هذه الحملة توضح تأثير الجغرافيا في حملة عسكرية، فإنها تعطي دروس مهمة تتجاوز تلك الفترة بالذات، وربما تنطبق على عمليات اليوم.