الجغرافيا العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية - التطورات الأخيرة والتقييم الحالي |
806
05:09 مساءً
التاريخ: 13-8-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/11/2022
957
التاريخ: 14/11/2022
996
التاريخ: 18-8-2022
1720
التاريخ: 13-5-2021
1636
|
التطورات الأخيرة والتقييم الحالي
أدت ضرورات أوقات الحرب وتزايد الاهتمام العام إلى زيادة الطلب على الجغرافيا العسكرية تاريخية (2008Palka and Henderson). وأصبح هذا الفرع حاليا أكثر وضوحا من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية. فالظروف الحالية لم تقدم دفعة كبيرة لهذا الاختصاص فحسب، بل ومهدت الطريق النجاح أكبر في المستقبل أيضا.
أولا: أتاحت نهاية الحرب الباردة وانخراط الجيش لاحقا بالعمليات العسكرية غير الحربية (ثم بعمليات الاستقرار والدعم احتمالات ذات نطاق أوسع للدراسات الجغرافية العسكرية Goure 1995; Gutmanis 1995; Palka 1995; Palka and Galgano) (2005 ,2000) فالتطبيقات الجغرافية لدعم القتال الحربي لم تكن شائعة دائمة، مع أنها لا تقدر بثمن. وبالفعل، فقد واجهت هذه التطبيقات مقاومة كبيرة لدرجة أنها قد تكون ساهمت فعلية في انحدار هذا الفرع خلال حقبة فيتنام. ولكن البعثات الإنسانية وبعثات حفظ السلام كانت محل نقاش أقل وتبدو في غاية الجاذبية لجمهور أكبر وللجيل الجديد من الجغرافيين (2005Palka and Galgano).
ثانيا: ملأت كتب کولینز (1998 Collins) ووينترز (1998 Winters) وبالكا وجالجانو (2005 ,2000 Palka and Galgano) الفراغ الذي استمر لأكثر من ربع قرن, وللمرة الأولى منذ نشر كتاب بيلتير وبيرسی (1966Peltier and Pearcy)، تكون هناك أعمال شاملة عن الجغرافيا العسكرية متوافرة لاستخدامها بصفة كتب دراسية في الكليات. ففي كتاب الجغرافيا العسكرية للمحترفين والعامة، يدرس کولینز مجموعة واسعة من الظروف البيئية، ويستخدم المقالات التاريخية القصيرة، ويتناول موضوع الحرب على المستويات التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية.
وفي كتاب محاربة العوامل يسلط هارولد وینترز (1998Harold and Winters) الضوء على تأثيرات الطقس والمناخ والتضاريس والتربة والنباتات في نتائج العمليات العسكرية المهمة. ويوضح من منظور تاريخي أن المشاهد الطبيعية التي تجري فيها المعارك ليست سلبية أو لا يمكن افتراضها. فالمكونات البيئية تعتبر عوامل فاعلة لديها القدرة على تشكيل الصراع والتأثير في نتائجه بشكل حاسم. ويوضح وينترز بأسلوب مقنع أن العلاقات بين البيئة والصراع متغيرة كثيرة، وهي غالبا غير متوقعة وتكون صعبة دائمة.
وفي كتاب نطاق الجغرافيا العسكرية، يحتفظ بالكا وجالجانو بالتركيز في زمن الحرب على الجغرافيا السياسية التقليدية، ويوسعان أيضأ نطاق هذا الفرع من الجغرافيا ليشمل مجموعة واسعة من العمليات العسكرية غير الحربية بالإضافة إلى جهود السلام. ويؤكد كتابها على التآزر بين الجغرافيا والعمليات العسكرية خلال السلسلة الزمنية الممتدة من السلم إلى الحرب، ويأخذ في الحسبان الطبيعة الحالية للنشاطات العسكرية.
وكتابها الأخير بعنوان الجغرافيا العسكرية: من السلم إلى الحرب (2005Palka and Galgano) يأخذ بالحسبان الأحداث المهمة التي وقعت منذ كتابها السابق، مثل الحروب في كوسوفا وأفغانستان والعراق، والانتقال من العمليات العسكرية غير الحربية إلى عمليات الاستقرار والدعم، والحملة التي شنها الجيش الأمريكي لممارسة الإشراف البيئي على منشآته.
ثالثا: أدى تشكيل مجموعة متخصصة بالجغرافيا العسكرية ضمن اتحاد الجغرافيين الأمريكيين إلى تحفيز اهتمام وحماسة متجددة في الأوساط الأكاديمية. ومنذ اجتماع الاتحاد عام 1996 في تشارلوت، تقرر عقد جلسات عدة خلال المؤتمر السنوي لاستيعاب المجموعة الواسعة من الأوراق ضمن هذا الفرع من الجغرافيا. وتتمثل القوة الرئيسية لهذه المؤسسة في المشاركة المتوازنة من قبل الأكاديميين والمخططين والموظفين العسكريين والعاملين في الحكومة. علاوة على ذلك، تضمن مجموعة الخبرات بين الأعضاء، من طلبة الدراسات العليا إلى الأساتذة الفخريين، استمرار القضايا والأفكار الرئيسية، كما تعزز المزج الدقيق بين الأفكار ووجهات النظر.
رابعا: تواصل التطورات التقنية الحديثة إلقاء الضوء على قدرات الأدوات الجغرافية في تسهيل حل المشكلات على صعد متعددة, وقد استعرض کورسون ومينغي Corson) (and Minghi 1996a تطبيقات "باورسین" Powerscene (نظام لتصوير التضاريس بالاعتماد على الحاسوب) لإحداث ثورة في صناعة الحدود. ثم توسعا في تفصيل فوائد باورسين خلال مفاوضات اتفاقية دايتون للسلام (Corson and Minghi 1996b). وبقيامها بذلك، أذكيا الاهتمام الجغرافي العسكري التقليدي بالحدود، التي تعد موضوعة يعود إلى أيام الحرب العالمية الأولى (1979Russell 1954; James and Martin). ومؤخرة، ساهمت الحروب في أفغانستان والعراق في استخدام غير مسبوق للتقنيات على أرض المعركة من أجل دعم التحديد الدقيق للأهداف، ومنع إلحاق الأذى بالقوات الصديقة، وتفادي الأضرار الجانبية، وتعزيز الإلمام بالحالة العسكرية، وجمع المعلومات الاستخبارية، وتقييمات أضرار المعركة (2004Corson and Palka ).
خامسا: عادت الجغرافيا العسكرية للظهور في المدارس العسكرية المهنية, وقد نشرت مجلة باراميترز Parameters مقالة للرئيس السابق لقسم الأمن القومي والاستراتيجية في كلية الحرب الأمريكية، بعنوان «الأهمية الدائمة للجغرافيا»، يطرح فيها أمثلة توضيحية ذات صلة (1997 Hansen). في الآونة الأخيرة، قام أعضاء من الجمعية الجغرافية الأمريكية بزيارة فورت ليفنوورث للتشاور مع الجنرال ديفيد بترايوس، لأن مفهوم فريق التضاريس البشرية والتحليل تم تصميمه وتنفيذه لتعزيز الفهم الثقافي بين الوحدات المنتشرة. ويعرض الخبراء العسكريون في حملتي أفغانستان والعراق العسكريتين وعيا متزايدا للجغرافيا العسكرية، حيث يمرون عبر مدارس التطوير المهني ويتفاعلون مع أعضاء الهيئة التدريسية أو أعضاء فرق التضاريس البشرية والتحليل الذين يقدمون الدعم لوحدات الجيش المنتشرة.
سادسا: تمخضت عن الجهود المشتركة للجغرافيين العسكريين والجيولوجيين أربعة مؤتمرات دولية ناجحة للغاية في الأعوام 2003 و2005 و2007 و2009. وفي كل حالة اجتمع خمسون إلى خمسة وسبعين محترفا وأكاديمية معا لتقديم مجموعة واسعة من الأوراق البحثية المتميزة، والمشاركة في رحلات ميدانية، والخوض في مناقشات علمية. ويقدم هاوسلر (2009 Hausler) سردا رائعة ومفصلا عن المشاركين وموضوعات العرض والأفكار الرئيسية والمنشورات الناتجة عن ذلك.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|