البدايات القديمة للعلاقات العامة

كان العراق المولد الطبيعي للحضارة البشرية وفيه عرف الانسان جذور اغلب المعارف والعلوم وهو في ذلك كان قد سبق الحضارات الأخرى ومن هذا كان حضارات سومر واكد وبابل واشور اول من وضع لبنة ما نسميه اليوم بالعلاقات العامة وتشير حضارات وادي الرافدين الى ان العراقيين القدماء مارسوا اشكال من العلاقات العامة فقد كانت الدول تصدر التعليمات الى المزارعين ومربي الحيوانات في كيفية زراعة المحاصيل وجز صوف الحيوانات كما كانت مسلة حمورابي او تشريع في تاريخ البشرية ينظم العلاقة بين الدولة والشعب وكانت الرقم الطينية وسيلة رائجة التعليم الناس وتوجيههم بالشكل المرغوب به. كما ملئت جدران القصور والمعابد باللوحات التي تتمجد بالانتصارات العظيمة للملوك والعظماء كذلك الكم الهائل من التماثيل التي تدلل على قوة وعظمة الدول في تلك الأزمنة ( الالاف السنين قبل الميلاد).

وجاء بعد العراقيين بقرون الحديث عن حجر رشيد (Rosetta Stone)، الذي قدم المفهوم الحديث للهيروغلوفية المصرية القديمة، كان أساسا إعلانا لإنجازات الفرعون. وبالمثل، استخدمت الألعاب الأولومبية القديمة آليات ترويج لتحسين سمعة الرياضيين كأبطال بما يشبه الأسلوب المتبع في العاب أثينا عام 2004.

حتى كتابة الخطابات في عصر افلاطون كان مشابهة للخطابات اليوم. جيب على كاتب الخطاب أن يعرف تركيبة الجمهور، ولا يتطلع إليه بازملاء وأن تكون المعلومات غير متميزة ومقنعة. لعل يوليوس قيصر كان أول سياسي نشر كتاب تحت عنوان تعليقات استخدمه لبيان طموحاته بأن يصبح إمبراطورا للإمبراطورية الرومانية.

كما أنه نظم أيضا العروض كلما كان يرجع من معركة ناجحة لتجميع صورته كقائد عظيم وقيادي. بعد أن أصبح القيصر حاكم روما عام 59 قبل الميلاد، كان لديه كتابة يسجلونه الأحداث النيابية والمناسبات الشعبية ويلصقونها على الجدران بالمدينة . لعل هذه الأعمال كانت أحد أول الصحف العالمية. بالطبع أنشطة القيصر كانت اوسع من هذه المناسبات.

القديس بول، أحد أهم مؤلفي العهد الجديد اشتهر في مجال العلاقات العامة . ويقول المؤرخون أنه يعتبر مؤلفة ومنظمة ومؤسسة أكثر من المسيح نفسه للمسيحية.

يصف R.E. Brown من جامعة سالم الحكمة إدارة العلاقات العامة كما ميلي:

إنها لا توسع التاريخ جدة لتدعى نجاح الرسول في نشر المسيحية عبر العالم المعروف بالقرن الأول الميلادي، كأحد أهم إنجازات العلاقات العامة بالتاريخ.

استخدم الرسل بول وبيتر الخطابات، الرسائل، لوحات الإعلان، وأنشطة العلاقات العامة المشابهة لجذب التابعين واكتساب التابعين الجدد وإنشاء الكنائس الجديدة وبالمثل، الأنجيلات الأربعة بالعهد الجديد، التي كتبت بعد 40 سنة الأقل من موت المسيح، كانت وثائق علاقات عامة، كتبت لنقل الإيمان أكثر من توفير مصداقية لحياة المسيح.