المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



إخلال معاوية بشروط الصلح  
  
1843   03:38 مساءً   التاريخ: 16-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص181-183
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /

كان الشرط الأول - وكما مرّ علينا - هو أن يسلّم الإمام الأمر لمعاوية على أن يعمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة الخلفاء الصالحين .

وقد وقف الإمام الحسن ( عليه السّلام ) عند عهده رغم الضغوط الكثيرة من أصحابه ومخلصيه ، مع أنّ الإمام كان في حلّ من شرطه لو أراد ؛ لأنّ التسليم كان مشروطا ، ولم يف معاوية بأيّ واحد من الشروط التي أخذت عليه .

أمّا معاوية فلم يلتزم بالشرط الأول ، وأمّا عن الشرط الثاني - وهو أن يكون الأمر من بعده للحسن ثم للحسين وأن لا يعهد إلى أحد من بعده - فقد أجمع المؤرّخون على أنّ معاوية لم يف بشرطه هذا ، بل نقضه بجعل الولاية لابنه يزيد من بعده[1].

وفيما يتعلّق بالشرط الثالث - وهو رفع السبّ عن الإمام عليّ ( عليه السّلام ) مطلقا أو في حضور الإمام الحسن خاصة - فقد عزّ على معاوية الوفاء به ، لأنّ سبّ عليّ يمثّل لديه الأساس القوي الذي يعتمده في إبعاد الناس عن بني هاشم ، وقد ركّز معاوية بعناد وقوة على لزوم اتّباع طريقته في سبّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) في وصاياه وكتبه لعمّاله[2].

وبخصوص الشرط الرابع فقد قيل : إنّ أهل البصرة حالوا بين الإمام الحسن وبين خراج أبجر ، وقالوا : فيئنا[3] ، وكان منعهم بأمر من معاوية لهم[4].

وأما الشرط الخامس - وهو العهد بالأمان العام ، والأمان لشيعة عليّ على الخصوص ، وأن لا يبغي للحسنين ( عليهما السّلام ) وأهل بيتهما غائلة سرّا ولا جهرا - وللمؤرّخين فيما يرجع إلى موضوع هذا الشرط نصوص كثيرة ، بعضها وصف للكوارث الداجية التي جوبه بها الشيعة من الحكّام الأمويين في عهد معاوية ، وبعضها قضايا فردية فيما نكب به معاوية الشخصيات الممتازة من أصحاب أمير المؤمنين ، وبعضها خيانته تجاه الحسن والحسين خاصة[5].

وأكّد جميع المؤرخين أنّ الصلح بشروطه الخمسة لم يلق من معاوية أيّة رعاية تناسب تلك العهود والمواثيق والأيمان التي قطعها على نفسه ، ولكنّه طالع المسلمين بشكل عام بالأوليات البكر والأفاعيل النكراء من بوائقه ، وشيعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) بشكل خاص ، فكان أول رأس يطاف به في الإسلام منهم - أي من الشيعة - وبأمره يطاف به ، وكان أول إنسان يدفن حيّا في الإسلام منهم ، وبأمره يفعل به ذلك .

وكانت أول امرأة تسجن في الإسلام منهم ، وهو الآمر بسجنها ، وكانت أول مجموعة من الشهداء يقتلون صبرا في الإسلام منهم ، وهو الذي قتلهم ، واستقصى معاوية بنود المعاهدة كلّها بالخلف ، فاستقصى أيمانه المغلّظة بالحنث ، ومواثيقه المؤكّدة التي واثق اللّه تعالى عليها بالنقض ، فأين هي الخلافة الدينية يا ترى ؟ ![6].

وبقي آخر شقّ من الشروط وهو الأدقّ والأكثر حساسية ، وكان عليه إذا أساء الصنيع بهذا الشقّ أن يتحدّى القرآن صراحة ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) مباشرة ، فصبر عليه ثماني سنين ، ثم ضاق به ذرعا ، وثارت به امويّته التي جعلته ابن أبي سفيان حقا بما جاء به من فعلته التي أنست الناس الرزايا قبلها .

وهي أول ذلّ دخل على العرب ، وكانت بطبيعتها أبعد مواد الصلح عن الخيانة ، كما كانت بظروفها وملابساتها أجدرها بالرعاية ، وكانت بعد نزع السلاح والالتزام من الخصم بالوفاء ، أفظع جريمة في تاريخ معاوية الحافل بالجرائم .

 

[1] صلح الإمام الحسن : 142 .

[2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 15 .

[3] صلح الإمام الحسن : 154 .

[4] الكامل في التاريخ لابن الأثير : 3 / 162 .

[5] راجع : صلح الإمام الحسن : 317 ، في فصل الوفاء بالشروط ، وحياة الإمام الحسن : 2 / 356 - 423 .

[6] صلح الإمام الحسن : 362 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.