المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المراقبة والحاسبة  
  
1771   09:20 صباحاً   التاريخ: 16-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص37ــ39
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2022 3887
التاريخ: 18-8-2018 2237
التاريخ: 16-6-2022 1772
التاريخ: 14-11-2017 5346

أكد علماء الأخلاق في مؤلفاتهم وجوب الالتزام بهذين المبدئين لتحصيل الملكات الأخلاقية الفاضلة والنجاة من الرذائل. ومن البديهي أنه لا يمكن طي منازل السلوك والتكامل الروحي والأخلاقي بدونها.

فالمراقبة هي الملاحظة الكاملة لكيفية الأعمال قبل صدورها.

والمحاسبة هي دراسة نتائج وآثار الأعمال بعد صدورها.

فقد يمكن أن تؤدي غفلة بسيطة في إحدى هاتين المرحلتين إلى توريط الإنسان بمصير مظلم لا يمكنه التخلص منه بسهولة.

وشأن روح الإنسان في هاتين المرحلتين كجسمه، فكما يضطر، لأجل حفظ السلامة الجسمية؛ لأن يقوم ببعض المراقبات الصحية، فيدقق في طعامه قبل تناوله أو الأمور التي يحتمل أن تصير بؤرة للأمراض المختلفة، قبل أن يسكن في أي مكان، وقد يضطر للتلقيح للوقاية من بعض الأمراض، وقد يضطر للعمل بأنظمة غذائية معينة، وأحياناً قد يضطر لأن يعرض نفسه على أطباء بارعين لإجراء فحوصات طبية دقيقة. كما يجب عليه بعد الإصابة بالأمراض والتخلص منها أن يلجا إلى تقوية بنيته الجسدية لتعويض النواقص ومحو آثار المرض الخبيثة.

فكذلك ينبغي رعاية جميع تلك الأمور لمحاربة الانحرافات الخلقية وتحصيل السلامة الروحية. وبصورة عامة ينبغي لمن يريد تحصيل الملكات الأخلاقية الفاضلة، أن يراعي النقاط التالية:

1- أن يراقب نفسه بصورة دائمة، وأن يعلم أن الله يراه على كل حال، قال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33].

وقال أيضاً: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

والملفت للنظر أن هذا الحديث قد جاء في تفسير كلمة الإحسان الواردة في الآية الشريفة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} أي أن المراقبة مصدر جميع الفضائل.

2- أن يفكر في دافع ونتيجة كل قول أو عمل؛ إذ جاء في الخبر: {إنه ينشر للعبد في كل حركة من حركاته وإن صغرت ثلاثة دواوين، الأول لِمَ، والثاني كيف، الثالث لمن» (إحياء العلوم، والمحجة البيضاء).

أي يكتب في الأول دوافع العمل، وفي الثاني كيفيته، وفي الثالث القصد والهدف النهائي منه!

من المؤكد أن ملاحظة مثل هذه الأمور سوف تحجز الإنسان عن المعاصي.

3- أن يحاسب نفسه في كل يوم بعد أن ينهي أعماله اليومية، بصورة دقيقة، وأن يبادر إلى اجتثاث أثر المعاصي من روحه وقلبه، في حالة صدورها، قبل أن تتأصل جذورها وتصير ملكة، بأن يفكر في عواقبها الوخيمة ويلوم نفسه ويعزم على مراقبتها وضبطها في المستقبل

بصورة أفضل، وأن يعوض تلك المعصية التي ارتكبها أو يتبعها بالحسنات ليعيد النور والصفاء إلى روحه وقلبه على ما كان عليه، وشأنه في ذلك شأن الذي يشفى من مرض جسمي، فينبغي له أن ينشغل في تقوية عرى الإيمان في قلبه وروحه وما حقيقة التوبة إلا هذه المراحل.

ويُعد موضوع المحاسبة وتعويض العمل ضرورياً إلى درجة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة» والواضح بصورة جلية : - أن استغفار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس من الذنوب بل من كيفية أداء الطاعات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.