المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الموطن الأصلي للخوخ
2023-10-24
Adverbs of Reason
10-5-2021
منحنى التكلفة المتوسـطة والحديـة فـي المـدى الطويـل LRAC) & (LRMC) Curve)
2023-05-10
عقود الأصل فيها عدم اللزوم لكن تلزم أحيانا
2023-10-09
التهيئة Preconditioning
15-9-2019
دولة الحيرة وغسان
2-4-2017


بين الناصر ومنذر بن سعيد في شأن المباني  
  
2233   03:49 مساءً   التاريخ: 15-6-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:570-576
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-15 785
التاريخ: 2024-08-18 292
التاريخ: 2023-02-05 1149
التاريخ: 2023-11-18 1079

بين الناصر ومنذر بن سعيد في شأن المباني

وقال ابن أصبغ الهمداني (1) والفتح في المطمح (2) : كان الناصر كلفا بعمارة الأرض، وإقامة معالمها، وانبساط أمرها (3) ، واستجلابها من أبعد بقاعها، وتخليد الآثار الدالة على قوة الملك وعزة السلطان وعلو الهمة، فأفضى به الإغراق في ذلك إلى أن ابتنى مدينة الزهراء البناء الشائع ذكره، الذائع خبره، المنتشر في الأرض أثره، واستفرغ وسعه (4) في تنميقها، وإتقان قصورها، وزخرفة مصانعها، وانهمك في ذلك حتى عطل شهود الجمعة بالمسجد الجامع الذي اتخذه ثلاث جمع متواليات، فأراد القاضي منذر أن يغض منه بما يتناوله من الوعظة بفصل الخطاب والحكمة والتذكر بالإنابة والرجوع، فابتدأ في أول خطبته بقوله تعالى: " أتبنون بكل ريع - إلى قوله تعالى: فلا تكن من الواعظين " ثم وصله بقوله: فمتاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى، وهي دار القرار، ومكان الجزاء، ومضى في ذم تشييد البنيان، والاستغراق في زخرفته، والإسراف في الإنفاق عليه، بكلام جزل، وقول فصل، قال الحاكي: فجرى فيه طلقا، وانتزع فيه قوله تعالى: " أفمن أسس بنيانه - إلى آخر الآية " وأتى بما يشاكل المعنى من التخويف بالموت، والتحذير من فجأته، والدعاء إلى الزهد في هذه الدار الفانية، والحض على اعتزالها، والرفض لها، والندب إلى الإعراض عنها، والإقصار عن طلب اللذات، ونهي النفس عن اتباع هواها، فأسهب في ذلك كله، وأضاف إليه من آي القرآن ما يطابقه، وجلب من الحديث والأثر ما يشاكله، حتى أذكر من حضره من الناس

(570)

وخشعوا ورقوا واعترفوا (5) وبكوا وضجوا ودعوا وأعلنوا التضرع إلى الله تعالى في التوبة والابتهال في المغفرة، وأخذ خليفتهم من ذلك بأوفر حظ، وقد علم أنه المقصود به، فبكى وندم على ما سلف له من فرطه، واستعاذ بالله من سخطه، إلا أنه وجد على منذر لغلظ ما قرعه به (6) ، فشكا ذلك لولده الحكم بعد انصراف منذر، وقال: والله لقد تعمدني منذر بخطبته، وما عنى بها غيري، فأسرف علي، وأفرط في تقريعي (7) ، ولم يحسن السياسة في وعظي، فزعزع قلبي، وكاد بعصاه يقرعني، واستشاط غيظا عليه فأقسم أن لا يصلي خلفه صلاة الجمعة خاصة، فجعل يلتزم صلاتها وراء أحمد بن مطرف صاحب الصلاة بقرطبة، ويجانب الصلاة بالزهراء، وقال له الحكم: فما الذي يمنعك من عزل منذر عن الصلاة بك والاستبدال بغيره منه إذ كرهته؟ فزجره وانتهره، وقال له: أمثل منذر بن سعيد في فضله وخيره وعلمه ؟ لا أم لك ؟ يعزل لإرضاء نفس ناكبة عن الرشد، سالكة غير القصد؟ هذا ما لا يكون، وإني لأستحي من الله أن لا أجعل بيني وبينه في صلاة الجمعة شفيعا مثل منذر في ورعه وصدقه، ولكنه أحرجني، فأقسمت، ولوددت أني أجد سبيلا إلى كفارة يميني بملكي، بل يصلي بالناس حياته وحياتنا إن شاء الله تعالى، فما أظننا نعتاض منه أبدا (8) . وقيل: إن الحكم اعتذر عما قال منذر، وقال: يا أمير المؤمنين، إنه رجل صالح، وما أراد إلا خيرا، ولو رأى ما أنفقت وحسن تلك البنية لعذرك، فأمر حينئذ الناصر بالقصور ففرشت، وفرش ذلك المجلس بأصناف فرش الديباج، وأمر بالأطعمة، وقد أحضر العلماء وغيرهم من الأمراء (9) وغص بهم المجلس، فدخل منذر في آخرهم،

 (571)

فأومأ إليه الناصر أن يقعد بقربه، فقال له: يا أمير المؤمنين، إنما يقعد الرجل حيث انتهى به المجلس، ولا يتخطى الرقاب، فجلس في آخر الناس وعليه ثياب رثة، ثم ذكر هذا القائل بعد هذا كلاما من كلام المنذر يأتي قريبا.

وقحط الناس (10) آخر مدة الناصر، فأمر القاضي منذر المذكور بالبروز إلى الاستسقاء بالناس، فتأهب لذلك، وصام بين يديه أياما ثلاثة تنفلا وإنابة ورهبة، واجتمع له الناس في مصلى الربض بقرطبة بارزين إلى الله تعالى في جمع عظيم، وصعد الخليفة الناصر في أعلى مصانعه المرتفعة من القصر ليشارف الناس، ويشاركهم في الخروج إلى الله تعالى والضراعة له، فأبطأ القاضي حتى اجتمع الناس وغصت بهم ساحة المصلى، ثم خرج نحوهم ماشيا متضرعا مخبتا متخشعا، وقام ليخطب، فلما رأى بدار (11) الناس إلى ارتقائه، واستكانتهم من خيفة الله، وإخباتهم له، وابتهالهم إليه - رقت نفسه، وغلبته عيناه، فاستعبر وبكى حينا، ثم افتتح خطبته بأن قال: يا أيها الناس، سلام عليكم، ثم سكت ووقف شبه الحصر، ولم يك من عادته، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه ولا ما أراد بقوله، ثم اندفع تاليا قوله تعالى " كتب ربكم على نفسه الرحمة، إلى قوله: رحيم " ثم قال: استغفروا ربكم إنه كان غفارا، استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، وتزلفوا بالأعمال الصالحة لديه، قال الحاكي: فضج الناس بالبكاء، وجأروا بالدعاء، ومضى على تمام خطبته، ففزع النفوس بوعظه، وانبعث الإخلاص بتذكيره، فلم ينقض النهار حتى أرسل الله السماء بماء منهمر، روى الثرى، وطرد المحل وسكن الأزل، والله لطيف بعباده. وكان لمنذر في خطب الاستسقاء استفتاح عجيب، ومنه أن قال يوما - وقد سرح طرفه في ملإ الناس عندما شخصوا

 (572)

إليه بأبصارهم، فهتف بهم كالمنادي - : يا أيها الناس، وكررها عليهم مشيرا بيده في نواحيهم " أنتم الفقراء إلى الله ... إلى بعزيز " فاشتد وجد الناس، وانطلقت أعينهم بالبكاء، ومضى في خطبته.

وقيل (12) : إن الخليفة الناصر طلبه مرة (13) للاستسقاء، واشتد عزمه (14) عليه، فتسابق الناس للمصلى، فقال للرسول - وكان من خواص الناس - : ليت شعري، ما الذي يصنعه الخليفة سيدنا؟ فقال له: ما رأينا قط أخشع منه في يومنا هذا، إنه منتبذ حائر منفرد بنفسه، لابس أخس (15) الثياب، مفترش التراب، وقد رمد به على رأسه وعلى لحيته، وبكى واعترف بذنوبه وهو يقول: هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعذب بي الرعية وأنت أحكم الحاكمين لن يفوتك شيء مني، قال الحاكي: فتهل وجه القاضي منذر عندما سمع قوله، وقال: يا غلام احمل المطر معك فقد أذن الله تعالى بالسقيا، إذا خشع جبار الأرض فقد رحم جبار السماء، وكان كما قال، فلم ينصرف الناس إلا عن السقيا (16) .

وكان منذر شديد الصلابة (17) في أحكامه، والمهابة في أقضيته، وقوة الحكومة (18) والقيام بالحق في جميع ما يجري على يده، لا يهاب في ذلك الأمير الأعظم فمن دونه.

وقال ابن الحسن النباهي، وأصله في المطمح وغيره (19) : ومن أخبار منذر المحفوظة له مع الخليفة الناصر في إنكاره عليه الإسراف في البناء، أن الناصر كان

 (573)

اتخذ لسطح القبيبة المصغرة الاسم للخصوصية التي كانت مائلة على الصرح الممرد المشهور شأنه بقصر الزهراء قراميد [مغشاة] (20) ذهبا وفضة أنفق عليها مالا جسيما، وقرمد سقفها به، وجعل سقفها صفراء فاقعة، إلى بيضاء ناصعة، تستلب الأبصار بأشعة نورها، وجلس فيها إثر تمامها يوما لأهل مملكته، فقال لقرابته ومن حضر من الوزراء وأهل الخدمة مفتخرا عليهم بما صنعه من ذلك مع ما يتصل به من البدائع الفتانة: هل رأيتم أن سمعتم ملكا كان قبلي فعل مثل هذا أو قدر عليه؟ فقالوا: لا والله يا أمير المؤمنين، وإنك لأوحد في شأنك كله، وما سبقك إلى مبتدعاتك هذه ملك رأيناه، ولا انتهى إلينا خبره، فأبهجه قولهم وسره، وبينما هو كذلك إذ دخل عليه القاضي منذر بن سعيد وهو ناكس الرأس (21) ، فلما أخذ مجلسه قال له كالذي قال لوزرائه من ذكر السقف المذهب واقتداره على إبداعه، فأقبلت دموع القاضي تنحدر على لحيته وقال له: يا أمير المؤمنين ما ظننت الشيطان لعنه الله يبلغ منك هذا المبلغ، ولا أن تمكنه من قيادك هذا التمكين، مع ما آتاك الله من فضله ونعمته، وفضلك به على العالمين، حتى ينزلك منازل الكافرين، قال: فانفعل عبد الرحمن لقوله، وقال له: انظر ما تقول، وكيف أنزلني منزلتهم؟ قال: نعم، أليس الله تعالى يقول " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة - الآية " فوجم الخليفة،وأطرق مليا ودموعه تتساقط خشوعا لله تعالى، قال الحاكي (22) : ثم أقبل على منذر وقال له: جازاك الله يا قاضي عنا وعن نفسك خيرا وعن الدين والمسلمين أجل جزائه، وكثر في الناس أمثالك، فالذي قلت هو الحق، وقام عن مجلسه ذلك وهو يستغفر الله تعالى، وأمر بنقض سقف القبيبة، وأعاد قرمدها ترابا على صفة غيرها، انتهى ما حكاه ابن الحسن النباهي.

 (574)

ولنذكر هذه الحكاية وغيرها، وإن خالف السياق ما سبق، وهذا منقول من كلام الحجاري في المسهب في أخبار المغرب فإنه أم فائدة، إذ قال رحمه الله: دخل منذر بن سعيد يوما على الناصر باني الزهراء، وهو مكب على الاشتغال بالبنيان، فوعظه، فأنشده عبد الرحمن الناصر (23) :

همم الملوك إذا أرادوا ذكرها ... من بعدهم فبألسن البنيان

أوما ترى الهرمين قد بقيا وكم ... ملك محاه حوادث الأزمان

إن البناء إذا تعظم شأنه ... أضحى يدل على عظيم الشان قال: فما أدري أهذا شعره أم تمثل به؟ فإن كان شعره فقد بلغ فيه إلى غاية الإحسان، وإن كان تمثل به فقد استحقه بالتمثل به في هذا المكان، وكان منذر يكثر تعنيته (24) على البنيان، ودخل عليه مرة وهو في قبة قد جعل قرمدها من ذهب وفضة، واحتفل فيها احتفالا ظن أن أحدا من الملوك لم يصل إليه، فقام خطيبا والمجلس قد غص بأرباب الدولة، فتلا قوله تعالى " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون - الآية " وأتبعها بما يليق بذلك، فوجم الملك، وأظهر الكآبة، ولم يسعه إلا الاحتمال لمنذر بن سعيد لعظم قدره في علمه ودينه.

وحضر معه يوما في الزهراء، فقام الرئيس أبو عثمان بن إدريس فأشد الناصر قصيدة منها (25) :

سيشهد ما أبقيت أنك لم تكن ... مضيعا وقد مكنت للدين والدنيا

فبالجامع المعمور للعلم والتقى ... وبالزهرة الزهراء للملك والعليا

 (575)

فاهتز الناصر، وابتهج، وأطرق منذر بن سعيد ساعة، ثم قام منشدا:

يا باني الزهراء مستغرقا ... أوقاته فيها أما تمهل

لله ما أحسنها رونقا ... لو لم تكن زهرتها تذبل فقال الناصر: إذا هب عليها نسيم التذكار والحنين، وسقتها مدامع الخشوع يا أبا الحكم لا تذبل إن شاء الله تعالى، فقال منذر: اللهم اشهد أني قد بثثت ما عندي ولم آل نضحا، انتهى.

ولقد صدق القاضي منذر رحمه الله تعالى فيما قال، فإنها ذبلت بعد ذلك في الفتنة، وقلب ما كان فيها من منحة محنة، وذلك عندما ولي الحجابة عبد الرحمن بن المنصور بن أبي عامر الملقب بشنجول (26) ، وتصرف في الدولة مثل ما تصرف أخوه المظفر وأبوهما المنصور، فأساء التدبير، ولم يميز بين القبيل والدبير، فدس إلى المؤيد هشام بن الحكم من خوفه منه حتى ولاه عهده كما بينا نص العهد فيما سبق، فأطبق الخاصة والعامة على بغضه، وإضمار السوء له، وذلك سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، فعهد ذلك خرج عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر سنة تسع وتسعين وتلقب بالمهدي وخلع المؤيد وحبسه، وأسلمت الجيوش شنجول فأخذ وأسر وقتل.

قال ابن الرقيق: ومن أجب ما روي أنه من نصف نهار يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة إلى نصف نهار يوم الأربعاء فتحت قرطبة، وهدمت الزهراء، وخلع خليفة وهو المؤيد، وولي خليفة وهو المهدي، وزالت دولة بني عامر العظيمة، وقتل وزيرهم محمد بن عسقلاجة (27) ، وأقيمت جيوش من العامة، ونكب خلق من الوزراء وولي الوزارة آخرون، وكان ذلك كله على يد عشرة رجال فحامين وجزارين وزبالين، وهم جند المهدي هذا، انتهى.

 (576)

وقد تقدم بعض الكلام على المهدي هذا، وهو الذي قيل فيه لما قام على الدولة (28) :

قد قام مهدينا ولكن ... بملة (29) الفسق والمجون

وشارك الناس في حريم ... لولاه ما زال بالمصون

من كان من قبل ذا أجما ... فاليوم قد صار ذا قرون ومن شعر المهدي هذا وقد حياه في مجلس شرابه غلام بقضيب آس:

أهديت شبه قوامك المياس ... غصنا رطيبا ناعما من آس

وكأنما يحكيك في حركاته ... وكأنما تحكيه في الأنفاس وقد ذكرنا فيما سبق في الفصل الثالث خبر المهدي هذا وقتله (30) . ولقد كان قيامه مشئوما على الدين والدنيا، فإنه فاتح أبواب الفتنة بالأندلس وماحي معالمها، حتى تفرقت الدولة، وانتثر السلك، وكثر الرؤساء، وتطاول العدو إليها، وأخذها شيئا فشيئا حتى محا اسم الإسلام منها، أعادها الله تعالى.

 

_________

(1) في ك: ابن البديع الهمداني؛ وفي ق: ابن حيان الهمداني. وسيذكره في الكتاب الخامس باسم " ابن أصبغ الهمداني " وكذلك ورد في ج وأزهار الرياض 2: 277 والمرقبة العليا: 69.

(2) انظر المطمح: 40 والمرقبة العليا: 69 وأزهار الرياض 2: 278 - 279.

(3) دوزي: وانبساط مياهها؛ وفي المطمح: وتكثير مياهها.

(4) ك: جهده.

(5) ج: واعتبروا.

(6) ك ط ج: تقرعه به.

(7) زاد في ك: وتفزيعي.

(8) هنا انقطع النقل عن المطمح.

(9) وغيرهم من الأمراء: سقطت من ك ج، وفي ط بياض.

(10) عاد النقل عن المطمح، وانظر كذلك المرقبة العليا وأزهار الرياض.

(11) ج: تبادر.

(12) ق: ومنه. وفي ط بياض؛ ج: وذكر أن.

(13) ك: خرج مرة؛ ج: حركة مرة.

(14) ك: وأسرع عزمه؛ ج: ووطن عزمه.

(15) ج: أخشن.

(16) إذا... السقيا: سقط من ج.

(17) المطمح: من ذوي الصلابة.

(18) ق ط ودوزي: الخلوة.

(19) المرقبة العليا: 71 والروض المعطار: 140 - 141.

(20) زيادة من المرقبة العليا. وفي ط ج ق: قراميد ذهب... الخ.

(21) المرقبة العليا: واجعا ناكس الرأس. وفي ك ط: واهما - وذلك تصحيفه - .

(22) قال الحاكي: سقطت من ك.

(23) انظر المغرب 1: 174.

(24) ك: تعنيفه.

(25) المغرب 1: 174.

(26) شنجول أي شانجة الصغير؛ وكان شانجة (Sancho) اسم خاله.

(27) ك: علاجه.

(28) انظر ما سبق ص: 426.

(29) ق ج: بآلة.

(30) يريد الباب الثالث؛ انظر ما سبق ص: 428.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.