المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

قانون رسم الأشكال الآدمية في مختلف العصور.
2023-07-27
السومريون
11-9-2016
اهم وظائف المدن - الوظيفة التجارية
23-2-2022
Mechanism for 1,4 addition
12-10-2019
سلطات الرئيس الأمريكي في مجال العلاقات الخارجية
26/12/2022
لمحات من مسيرة التربية البيئية وتطورها
2024-04-09


الغريزة في ضوء التصور الإسلامي  
  
1905   12:57 صباحاً   التاريخ: 14-6-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص211ــ216
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022 1751
التاريخ: 17-3-2022 1753
التاريخ: 2023-08-15 1166
التاريخ: 11-1-2023 1111

إن موقف الإسلام من موضوع الغريزة الجنسية، لا يمكننا فهمه بشكل صحيح إلا في ضوء التصور الإسلامي العام إزاء فلسفة خلق الإنسان، ووظيفته في هذه الحياة. ففي هذا النطاق، يطرح موضوع الغريزة، ويأتي السؤال والحديث عن دور الجسد وغرائزه، وهل جسد الإنسان هو شيء يمكن عزله عن الروح، وعن القوة العاقلة التي تميز الإنسان وتعد قوامَ إنسانيته؟

1ـ التكريم الإلهي ومجالاته

ليس خافياً أن فلسفة خلق الإنسان ـ وفقاً للرؤية القرآنية ـ هي إعداده للقيام بدور خلافة الله على الأرض، بما تعنيه الخلافة من عمارة الأرض والحياة الدنيا عمراناً روحياً ومادياً. وهذه الخلافة هي التي استدعت تكريم الإنسان وتفضيله على سائر المخلوقات، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]. ومظاهر تكريم الله لنا تتجلى في مظاهر عدة:

أ ـ فقد كرمنا الله تعالى بجعل أرواحنا نفخة من روحه، فلم يخلقنا من الطين فحسب، بل جعلنا مزيجاً مركباً من المادة والروح، ونفخ في جسد أبينا آدم روحاً من روحه، قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 71 - 72]. ولنتأمل ملياً بقوله تعالى: {فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} والتي جاءت خطاباً للملائكة متفرعاً على نفخ الروح، فهل هناك تكريم للإنسان أعظم من أن تؤمر الملائكة بالسجود له؟!

ب ـ وكرمنا الله تعالى عندما خلقنا في أجمل هيئة وأبهى صورة، حتى ليصح القول: ليس بالإمكان أجمل وأبدع مما كان، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4].

ج ـ وكرمنا عندما أرسل من بيننا رسلاً وأنبياء (عليهم السلام)، ليحملوا إلينا دعوة السماء، والتي تحمل عنواناً أساسياً وهدفاً رئيسياً، وهو إحياؤنا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] فدعوة الأنبياء (عليهم السلام) هي دعوة إحياء للإنسان، وعليه فإن أي قانون أو تشريع أو دعوة لا تستهدف إحياء الإنسان، فإنها مرفوضة ولاغية ولا قيمة لها.

د ـ وكرمنا الله تعالى عندما جعلنا خلفاءه في الأرض، وكلفنا مهمة إعمارها بالحب والرحمة والخير، قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].

2ـ الجسد وطن الروح

وإذا كان الإنسان قد اكتسب كل هذا التكريم من خالقه، فإن من يكرمه الله لا يبقى بحاجة إلى أن يمن عليه أحد بالتكريم، والله سبحانه وتعالى إنما كرم الإنسان باعتباره إنساناً، وبصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه.

وكرامة الإنسان هذه لا يمكن تجزئتها وتفكيكها، فالتكريم هو للإنسان بما هو كائن يتألف من الروح والجسد. وكرامة الإنسان وإن كانت ـ في العمق - تتصل بروحه التي هي نفخة من روح الله تعالى، بيد أنها ـ أي الكرامة ـ تمتد إلى الجسد، لأنه قميص الروح، وبعبارة أخرى: إن كرامة الجسد تنطلق من أنه غدا وطناً سكنته تلك الروح الإنسانية السامية التي هي نفخة من روح وبالتالي فإن كرامة هذا الجسد هي من كرامة الروح، واحترام الجسد من احترام الإنسان، ولذلك منع الإسلام من الاعتداء على الجسد، فحرّم التمثيل والتنكيل به حتى بعد الموت ومفارقة الروح له.

3ـ حقوق الجسد

ولا ريب أن الحديث عن كرامة الجسد الإنساني هو شيء جميل ويمتاز به الإسلام، لأننا نعتقد أن الجسد هو من أجمل وأثمن النّعم والعطايا الإلهية، ونعم الله لا تعد ولا تحصى، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، بيد أن ما نرومه من هذا الحديث المسهب عن تكريم الجسد الإنساني هو:

أولاً: التأكيد على ضرورة احترام الجسد، وإعطائه حقوقه، والتشريع الإسلامي قد منح الجسد حقوقاً شتى لكل أعضائه من العين إلى اليدين إلى الرجلين إلى السمع والبصر واللسان والفرج(1).. ومن أبرز هذه الحقوق التي تعكس احترام الجسد: حقه في أن لا يساء إليه ولا يعتدى عليه، حتى من قبل صاحب الجسد نفسه، فالإنسان منا لا يملك جسده ليتصرف فيه كما يحلو له، كأن يقطع عضواً من أعضائه، أو يشوه جماله، كما يفعل بعض الناس، بل إن عليه الاهتمام بسلامة جسده، فلا يسمح للمرض أن يفتك به، وأن يهتم بنظافته وأناقته ونضارته وجماله، فالله جميل ويحب الجمال.

ثانياً: ضرورة أن يتقيد الجسد ـ في تحريك الإنسان له من خلال حركة غرائزه ومشتهياته ـ بسقف التكريم الإلهي المذكور، فلا يسمح للجسد أن يبتعد عن العقل أو ينفلت من عقال الروح، أو أن يتحرك بطريقة غير مسؤولة أشبه ما تكون بتعامل الحيوانات مع نداء غريزتها، لأن كرامة الجسد لا يمكن أن نفهمها خارج نطاق الكرامة الإنسانية بعامة.

4 ـ مخاطر (تجسيد) الإنسان!

وفي ضوء هذا، فإن من الضروري التنبيه إلى مخاطر ما يمكن أن نسميه عملية (تجسيد الإنسان)، بمعنى تحويله إلى جسد بحت، وكأنه كائن لا عقل له ولا روح فيه، أو لا أخلاق له ولا قيم تحكمه. وإن هذا الاستغلال الفاضح والمهين لجسد الإنسان، ولا سيما جسد الأنثى في وسائل الإعلام أو غيرها، لهو خير دليل على ما بلغته حالة التجسيد هذه.

 

وأعتقد أنه عندما نفتش عن السبب الذي أوصلنا إلى هذا الواقع المزري، فسوف نكتشف أن المشكلة لا تكمن في تجاوزات عابرة أو مجرد ممارسات خاطئة، بل إنها تكمن في ثقافة خاطئة ورؤية مشوهة. إن المشكلة هي في سيطرة الثقافة المادية الاستهلاكية على العقول والنفوس، وهي ثقافة أخلت بالتركيبة الإنسانية، وتلاعبت بالتوازن الذي فطرنا الله عليه وأودعه فينا، وهو التوزان القائم على ثنائية المادة والروح. فتم في ضوء هذه الثقافة المستوردة تغليب المادة على الروح، وعمل على تسليع الإنسان وتشويه إنسانيته ومسخ روحه، وهكذا أخلد الإنسان ـ من خلال الثقافة المهيمنة اليوم - إلى الأرض والطين، وأبى أن يرتفع ويسمو إلى مستوى التكريم الإلهي الذي أراد له أن يكون أفضل من الملائكة.

5- (أنسنة) الجسد

ونقولها بصراحة، في مواجهة كل هذا الواقع المزيف الذي يمتهن الإنسان، ويتاجر بجسده: إن المطلوب أن نعمل ثقافياً وتربوياً لنؤكد على أن الإنسان ذكراً كان أو أنثى ـ ليس جسداً بحتاً، ليتم إطلاق العنان لغرائزه، الإنسان روح تتعانق مع الجسد، وجسد يسمو بسمو الروح. وعندما نتعامل مع الإنسان على هذا الأساس، فلن يبقى وجود لهذا الامتهان الذي تتعرض له الإنسانية، من خلال هذا المستوى من الاتجار الرخيص والهابط الذي يتعامل مع جسد المرأة كما يتعامل مع أية سلعة أخرى.

ثم لو أننا صرفنا النظر عن الالتزام بالقيم الدينية طبقاً لما يمليه علينا إيماننا بالله تعالى وكوننا خلفاءه على الأرض، واعتمدنا بدلاً عنها القيم الإنسانية كمعيار في تشخيص الحق من الباطل وتمييز ما ينبغي عما لا ينبغي، فإن هذه القيم تفرض علينا أن نؤنسن الجسد، وإنما نؤنسن الجسد عندما نؤنسن عقولنا وثقافتنا.

وإن أنسنة الثقافة تفرض علينا العمل في الثقافة والتربية والإعلام والفن.. من أجل أن نعزز القيم الإنسانية، وأن نبشر بثقافة احترام الإنسان وحفظ كرامته، عندها لن يشاء إلى إنسانية المرأة بتقديمها باعتبارها سلعة لترويج المنتجات المختلفة، ولن يشاء إلى البراءة في عيون أطفالنا عندما يستخدمون لأغراض رخيصة!

لا نريد بشيء مما قدمناه أن نقيد الحريات الإعلامية، فمن الضروري أن يكون الإعلام حراً، ولكن الحرية ـ كما تعلمون ـ لا تساوي الفوضى ولا تبرر نشر الرذيلة، إننا نريد لإعلامنا أن يكون إعلاماً هادفاً وليس عابثاً، وأن يكون رسالياً وليس إعلاماً سوقياً(2).

ـ الغريزة ليست دنساً

وفي ضوء ما قدمناه، يغدو واضحاً أن الغريزة ـ باعتبارها من تجليات حركة الجسد ـ في منطق الإسلام ليست دنساً، وإنما هي طاقة خير، وهي المحفز لبقاء النسل الإنساني، وليس في تحريكها وإشباعها ما يعيب، بل لا يبتعد المسلم عن عبادة الله إذا حرك الغريزة فيما يرضي الله تعالى، ويحقق رغباته. إن الرجل الذي يشبع غريزة زوجته فإنه له بذلك الأجر والثواب عند الله، في الوقت الذي نال فيه اللذة المحللة، وهكذا الحال للمرأة التي تُشبع غريزة زوجها.

هذا ولكن المشرع الإسلامي في الوقت الذي أكد فيه على مشروعية الاستجابة لمتطلبات الغريزة الجنسية، كما هو الحال في غيرها من الغرائز، كاشفاً بذلك عن واقعية تشريعية مميزة راعت احتياجات الإنسان ومتطلباته المختلفة، بيد أنه وإدراكاً منه لحقيقة أن للغرائز وعلى رأسها الغريزة الجنسية سطوة معينة، وربما استعرت وطغت وتحكمت بالإنسان وأفقدته توازنه وأخرجته عن طوره، كان لا بد من تنظيم شامل لموضوع الغريزة، وهو تنظيم متوازن يرفض الدعوات المنادية بإطلاق العنان لها، وفي الوقت عينه يرفض كبتها، وقد ارتأى أن يكون الزواج هو الإطار الشرعي والواقعي الذي ينظم حركة الغريزة، ويمنع من فوضى انطلاقها دون ضوابط أو قيود، ويشكل ـ في الوقت نفسه ـ مظهر تكريم واحترام للإنسان ذكراً كان أو أنثى.

_______________________________

(1) حول هذه الحقوق يمكن مراجعة رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام).

(2) ملاحظة: إن ما تقدم حول موضوع الجسد هو في الأصل عبارة عن محاضرة ألقيت في جامعة الروح القدس - الكسليك، (لبنان) في 24 آذار 2012 م بدعوة من جمعية (من حقي الحياة)، في ندوة تحمل عنوان (أنا كيان مش إعلان)، وقد أعربت في تلك الندوة عن أني أفضل أن يكون عنوانها عوضاً عما تقدم: (أنا إنسان مش إعلان). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.