المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



القواسم المشتركة بين السعداء والاختبار الذاتي  
  
2368   08:52 صباحاً   التاريخ: 9-6-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتمتع بحياتك وتعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص121ــ129
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

مع أن تحديد إطار محدد للسعادة يبدو أمراً صعباً، لأن السعادة ترتبط بالمشاعر التي تتفاوت بتفاوت الأشخاص والظروف والمواقع، إلا أن هنالك ولا شك بعض القواسم المشتركة بين السعداء، كما أن هنالك قواسم مشتركة بين التعساء.

نستطيع أن نقول ــ بناءً على ذلك ــ أن الشخص السعيد هو الذي يتمتع بالإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره، ويقوم بالأعمال النافعة، ويستغل قدراته بشكل كامل، وهو الذي يهمه أن يسعد مع الآخرين، ويميل إلى الاستقلال والاكتفاء الذاتي، ويتمتع بكل من حالة الانفراد والانعزال، وحالة الاجتماع ومصاحبة الآخرين، وهو عادة يغفر للناس هفواتهم، ويكره النزوع إلى التدمير، ولا يبالي كثيراً بالرخاء المادي، ويأبى مشاركة الآخرين في انفعالاتهم اللبية، أو أن يظل أسيراً لانفعالاته لمماثلة، وهو سليم لصحة، ويشعر عادة بأنه في تقدم وتحسن وبأنه في سبيله إلى تحقيق مبتغاه.

وفي التفاصيل حول الصفات المشتركة للسعداء نجد الأمور التالية :

أولاً: الرضا عن الحياة

سواء ما يرتبط بالنفس، أو العائلة، أو الأصدقاء، أو غير ذلك.

في مجموعة من الدراسات أجرتها إحدى الجامعات عن «الحياة السعيدة» لم يكن المؤشر الأمثل على الشعور بالرضا عن الحياة هو الرضا عن الحياة الأسرية أو الصداقة أو الدخل، بل الرضا عن النفس. فالإنسان الذي يرضى بذاته يشعر بالرضا عن الحياة بوجه عام، وربما لم يكن في ذلك جديد بالنسبة لأي مهتم بكتب علم النفس الشعبية التي تنصحنا بتقدير الذات، والتركيز على الجوانب الطيبة في أنفسنا وبالإيجابية، وتقول لنا هذه الكتب: دعك من الشعور بالرثاء للذات، وكف عن حديث السلبية، وفي استطلاع أجراه معهد «جالوب» عام ١٩٨٩ اتضح فيه أن 85% من الناس يرون أن: «الصورة الطيبة عن النفس» و«تقدير الإنسان لذاته» عامل مهم جداً في تحقيق السعادة.

وفي الدراسات المتعلقة بتقدير الذات نجد حتى الذين لا يكنون تقديراً كافياً لأنفسهم يستجيبون في حدود المعدل المتوسط لدرجات الاختبار، فالشخص الذي يتميز بتقدير متدن لذاته يستجيب لعبارة مثل «لدي أفكار جيدة» باستخدام إضافة مخففة مثل «إلى حد ما» أو «أحياناً» ومعظم الناس يرون أنفسهم بالفعل، على أي صعيد اجتماعي أو ذاتي مقبول، أفضل من المستوى العادي، كما أننا نبرر كل ما فعلناه في الماضي بطرق مريحة للذات، ونملك استعداداً أسرع لتصديق الأوصاف الأكثر تملقاً لأنفسنا من الأوصاف البعيدة عن التملق، ونبالغ في تقييم مدى تقدير الآخرين لآرائنا ومشاركتهم لنا في تصرفاتنا الغريبة.

وبالنسبة لأغلبنا فإن هذه الأوهام الإيجابية تحمينا من القلق والاكتئاب، فنحن جميعاً قد ينتابنا في لحظات معينة شعور بالتدني، وخاصة حين نقارن أنفسنا بهؤلاء الذين صعدوا درجة أو درجتين أكثر منا في السلم الاجتماعي، أو الدخل، وكلما تركنا تلك المشاعر تتعمق في أنفسنا زاد شعورنا بالتعاسة من هنا فإننا نمارس حياة أفضل كلما قلت وتواضعت

أوهامنا المريحة للذات.

وعلى ذلك فإن التقدير الصحي للذات يتسم بالإيجابية والواقعية في آن معاً ، ولأن التقدير للذات مبني على منجزات حقيقية لمثل عليا واقعية، وعلى شعور الإنسان بأنه مقبول كما هو فإنه يوفر الأساس المتين لفرح دائم.

ثانياً: التفاؤل المعقول 

إن الذين يؤيدون مقولة أنه «بالإيمان يمكن للمرء أن يحقق كل شيء» وأنه «عندما أقوم بعمل جديد فإنني أتوقع النجاح» ، هؤلاء الناس قد يبدون خياليين، لكن إذا نظرنا للنصف الممتلئ من كأس الحياة بدلاً من النصف الفارغ، فسنجد أنهم سعداء عادة.

والمتفائلون أيضاً أكثر سوية، وقد كشفت دراسات عديدة أن الأسلوب المتشائم في تفسير الأحداث السيئة يجعلنا أكثر تعرضاً للمرض النفسي والجسدي، وبوجه عام يمكن القول إن المتفائلين أقل تضرراً من الأمراض المختلفة، ويتعافون بصورة أفضل حتى من السرطان والجراحة.

كذلك يتمتع المتفائلون بنجاحات أكبر، فهم بدلاً من أن يروا في نكساتهم علامات على عجزهم ينظرون إليها بوصفها مجرد سوء حظ أو على أنها دلالة على الحاجة لأسلوب جديد، فالإنسان الذي يواجه الحياة بموقف يتلخص في كلمة (نعم) للناس والإمكانات، يعيش بقدر أكبر من الفرح والقدرة على المغامرة ممن يقولون لكل شيء (لا).

ويمكن أن نذكر أيضاً ، بصدد تأكيد الحقيقة الكبرى المتعلقة بالتفاؤل، الحقيقة المكملة القائلة إن المتفائلين غير الواقعيين يمكن أن يخفقوا في اتخاذ الاحتياطات المناسبة، وبالتالي يمكن أن يواجهوا الإحساس بالخجل والإحباط نتيجة للأمنيات المحطمة.

في مثل تلك اللحظات، لا نجد شيئاً نلومه إلا أنفسنا، وعندما تسقط الأحلام تكون سقطة الحالمين الكبار أكثر دوياً، فالتفاؤل غير المحدود يولد إحباطات بلا نهاية.

وعلى ذلك فالوصفة الطبية للسعادة لا تتطلب التفكير الإيجابي وحده أو السلبي وحده، بل تستلزم مزيحاً من التفاؤل الوافر للتزود بالأمل، وقدراً ضئيلا من التشاؤم لتفادي التواكل، وواقعية كافية للتمييز بين ما يمكن أن نتحكم فيه وما لا نستطيع السيطرة عليه.

ثالثا: المودة

أوضحت الدراسات النفسية المتعاقبة، أن الانبساطيين - أي الودودين ذوي الحس الاجتماعي- هم اكثر سعادة وإحساساً بالرضا، وتبدو التفسيرات متسمة بالمزاجية إلى حد ما، يقول طبيب من المعهد القومي للشيخوخة إن الانبساطيين هم: «ببساطة أناس أكثر مرحاً وأكثر شجاعة»، إنهم الواثقون من أنفسهم الذين يمشون في غرفة مليئة بالغرباء ويقدمون أنفسهم لهم بحرارة ربما يكونون أيضاً أكثر قبولاً لأنفسهم، إن قبولهم لأنفسهم يجعلهم واثقين من أن الآخرين سيقبلونهم أيضاً.

إن الانبساطيين يندمجون أكثر مع الناس، ويملكون دائرة أوسع من الأصدقاء وينخرطون أكثر في أنشطة اجتماعية مجزية، وهم يخوضون تجارب أكثر غنى من الناحية العاطفية ويحظون بقدر أكبر من التأييد الاجتماعي، وهو ما يشكل عاملاً مساعداً على تحقيق السعادة، يقول أحد الباحثين: «إن وجود شعور قوي عند المرء بالسيطرة على مقدرات حياته هو مؤشر يعول عليه بالنسبة للمشاعر الايجابية بالحياة السعيدة اكثر من أي شروط موضوعية أخرى للحياة».

والسعداء أيضاً، هم هؤلاء الذين اكتسبوا ذلك الشعور بالسيطرة على النفس الذي يسفر عن إدارة فعالة لوقت المرء، فوقت الفراغ، خصوصاً عند المتقاعدين الذين لا يستطيعون استغلال وقتهم، يجلب الاكتئاب، والنوم المتأخر والتسكع هنا وهناك، ومشاهدة التلفزيون، تخلف الشعور بالفراغ، أما بالنسبة للسعداء من الناس فنجد الوقت ممتلئاً ومستغلا فهم يتعاملون معه بدقة وفعالية وعلى حد قول مايكل أرجيل أستاذ علم النفس بجامعة أوكسفورد، الذي يضيف قوله: «أما بالنسبة للتعساء، فالوقت فارغ، ومفتوح، وغير مرتبط بشيء، إنهم يرجئون كل شيء، ويفتقرون إلى الفعالية».

ومن السهولة بمكان القول إن السعادة تتحقق من خلال التقدير الإيجابي للذات والشعور بأننا نسيطر على أمور حياتنا، والإحساس بالتفاؤل، والمزاج الودي في التعامل مع الآخرين..

أما كيف نختبر مدى سعادتنا، فلعلنا يمكننا ذلك عبر الاختبار التالي الذي وضعته إحدى المجلات لتقدير درجة السعادة، في صورة مجموعة من الأسئلة، معتمدة على القواسم المشتركة بين السعداء، لعلها تكون مفيدة في تقدير درجة السعادة التي تنعم بها أنت..

والمطلوب منك أن تحاول أن تختار لكل سؤال أقرب الإجابات إلى التعبير عن شعورك أو حالتك، ولا تحاول أن تختار من الإجابات ما يبدو لك اقرب إلى السعادة، فمثل هذه الإجابات لا تنطوي بالضرورة على ما تدل عليه»، أما إذا بدا لك أن أياً من الإجابات ليست هي الصحيحة، فيمكنك أن تتحقق من صحة إجابتين فقط، وليس أكثر من ذلك.

١- أي الوظائف تختار من بين الوظائف الآتية:

أ) مهمة صعبة فيها امتحان لقدراتك، حتى أنك إذا وفقت فيها حصلت على ترقية إلى وظيفة إدارية كبرى.

ب) وظيفة يمكنك أن تبرز فيها لأنها مناسبة تماماً لقدراتك ومواهبك.

ج) وظيفة متواضعة تقتضي منك العمل مع شخصية مهمة في مركز رفيع.

٢- هل تحب إسداء المعروف إلى الآخرين؟

أ) نعم، قلما أرفض إذا سئلت.

ب) نعم، إذا كان ذلك في متناولي وفيه مساعدة حقيقة لشخص ما.

ج) كلا، لا أحب ذلك، ولكن أسدي الجميل إذا شعرت بأنني مدين به للشخص المعني،

أو إذا كان هناك سبب ملزم.

٣- أي من الأوصاف الآتية يطابق طريقتك العادية في النوم؟.

أ) النوم العميق، مع بعض الإزعاج للإغراق في النوم.

ب) النوم الخفيف، مع سهولة التيقظ.

ج) النوم السليم، مع بعض الصعوبة للإغراق في النوم.

٤- هل تشعر أحياناً بأنك في حاجة إلى أن تكون منفرداً بنفسك؟.

أ) بكل تأكيد، فإن أهنا أوقاتي وأنسبها للإبداع هو عندما أكون في مفردي.

ب) كلا، فأنا أحب أن أجالس الناس الآخرين.

ج) كلا، فإني أتحمل الوحدة عندما أكون بمفردي، لكنني لا أشعر بحاجتي إليها.

5ـ ما هو مدى اهتمامك بالمحافظة على الترتيب والنظافة حولك؟.

أ) ذلك أمر شديد الأهمية، في إمكاني أن أتحمل الإهمال من الآخرين، ولكن لا اسمح به لنفسي.

ب) ذلك أمر مهم، ولكم أود أن أ كون أكثر نظافة وترتيباً.

ج) ذلك أمر له أهمية، وأنا أميل إلى الترتيب، ولست أحب القذارة أو الفوضى.

د) لا أهمية لذلك، أفضل أن أكون في بيت ينقصه الترتيب ويأخذ سكانه الأمور مأخذاً سهلا، على أن أكون في بيت منظم يتصف سكانه بالتزمت والصرامة.

٦- من هو الشخص الذي يستبعد أن ترغب في صداقته؟.

أ) الأناني المعتد بنفسه الذي يقلد من يعتبرهم أرقى منه.

ب) المتنمر على من هم أضعف منه ولا يقوون على رد عدوانه.

ج) الرجل الفج، الفظ، غير المهذب.

٧- كم مرة في الأشهر الستة الماضية تغيبت عن العمل بسبب المرض؟.

أ) لم يحدث ذلك على ا لإطلاق.

ب) مرة واحدة.

ج) مرتين أو أكثر.

8ـ إذا طرأ حادث مؤسف لشخص عزيز عليك؛ كأن يتوفى صديق لك تربطك به علاقة حميمة، فماذا يكون موقفك؟.

أ) أحاول أو أواسيه وأبدد حزنه.

ب) أشاطره الأسى، فأتألم معه حينما يتألم.

ج) أبدي له أسفي لمصابه، لكنني استمر في معاملتي له كما ألفت في الأحوال العادية.

9- إلى أي حد أنت حريص على دقة المواعيد؟.

أ) إنني حريص على ذلك إلى أقصى حد، لأن لي حاسة دقيقة بالوقت.

ب) أخالف المواعيد إلى حد بعيد، وحتى إذا قصدت مكان الموعد المضروب في وقت مبكر، فإنني لا أصل أبداً في الموعد المحدد.

ج) يختلف الأمر من حال إلى آخر، فأنا أحافظ على المواعيد في بعض الأمور، وأتأخر عنها في أمور أخرى.

د) إنني أحافظ عادة على المواعيد، فأصل إلى المكان المعين في الوقت المحدد.

10- إلى أي مدى يستمر جفاؤك للشخص الذي أساء إليك؟.

أ) لفترة طويلة، فلست أغفر الإساءة على الإطلاق.

ب) لست ممن يحنقون لأن الحنق ليس سوى وليد عقل مضطرب.

ج) لا لفترة طويلة، لكنني عرضة للزعل، وإنما يندر أن احتفظ بضغينة.

د) لا يطول غضبي لكنني أقرر عادة أن أتجنب الشخص المعني وأقاطعه.

١1- افرض أنك ورثت مبلغاً كبيراً من المال، فماذا سيكون شعورك حينئذ؟.

أ) شعور بالبهجة الكاملة.

ب) أتوقع المشكلات، وان كنت ارتاح لما حصلت عليه.

ج) يتملكني القلق حيال التصرف بمثل هذا المبلغ الضخم، بسبب اضطراري إلى مواجهة حياة جديدة تماماً.

١2- ماهي الصفة التي تروقك أن تجدها في شريك العمر؟.

أ) جمال الطلعة.

ب) الغنى.

ج) الذكاء.

د) الانسجام.

ه) العشق الرائع.

و) التفاهم.

13ـ ما هو أقرب الأوصاف الآتية إلى مفهومك للحياة الاجتماعية؟.

أ) أميل إلى اصطفاء مجموعة قليلة من الأصدقاء.

ب) أتميز بالنشاط الاجتماعي الواسع النطاق، ولي معارف بالمئات.

ج) لي أصدقاء كثيرون، لكنني لا أواظب على الاتصال بهم، فاقتصر عادة على معاشرة من يأتي إلي منهم أياً كان.

14ـ على أي جملة من الجمل الآتية توافق؟.

أ) يمر الوقت بسرعة وكأنه يمر في طرفة عين.

ب) يمضي الوقت ببطئ شديد.

ج) الأيام طويلة، لكن الأسابيع والأشهر سريعة المرور.

د) يبدو أن الأيام تمر بسرعة، لكن الأسابيع والأشهر تتباطأ.

١5- ما رأيك في وضعك الحالي، من حيث الصفات الشخصية والأصدقاء والأسرة والعمل وآفاق المستقبل؟

أ) وضع رائع، والمستقبل مشرق.

ب) وضع جيد، قد لا أكون في وضع رائع لكنه لا بأس به، وهو يتحسن باطراد.

ج) رأيي حول وضعي يختلف من وقت لآخر، فأحياناً ارتاح إلى نفسي وأحياناً أخرى لا أرتاح.

والآن راجع إجاباتك على أساس القائمة الاتية، وامنح نفسك نقطة على كل إجابة

صحيحة.

الإجابات الصحيحة هي كالآتي :

1ـ ب          4ـ ج          7ـ أ (أو) ب         10ـ ج          13ـ ج

2ـ ب          5ـ ج          8ـ ج                11ـ أ            14ـ د

3ـ أ            6ـ ب         9ـ د                  12ـ د           15ـ ب

فإذا حصلت على نقطتين أو أقل فإن معنى هذا، لسوء الحظ، إن حياتك تخلو من السعادة، أما إذا حصلت على أربع نقاط فيعتبر ذلك مجموعاً جيداً، كما تعتبر النقاط الست مجموعاً جيداً جداً، وإذا كان المجموع سبع نقط أو أكثر، فمعنى ذلك أنك إنسان سعيد.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.