وهناك تصنيف للحدود السياسية على أساس وظيفي، ويقصد به التصنيف على أساس العلاقات الحضارية، أى علاقة الحدود بالمظاهر البشرية كأنماط الاستيطان واستخدام الأرض وتوزيع السكان وقت تخطيط الحد السياسي وفى ضوء ذلك يمكن تصنيف الحدود السياسية إلى الأقسام التالية:

- الحدود السابقة:

وهى الحدود السابقة لجميع المظاهر الحضارية للدولة، وبعد نمو الدولة فإن عليها أن تتكيف مع هذه الحدود التى وضعت من قبل أن تشق الطرق وتنشأ مراكز العمران. وينتمى إلى هذا النوع من الحدود ذلك الذى يفصل بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية غرب البحيرات العظمى الذى خطط عندما كان هناك عدد محدود من الصيادين والتجار من الهنود الحمر القليلين فى هذه المنطقة، وقد أصبح هذا الحد اليوم يفصل بين المدن والمزارع والمدارس وجميع المنشآت التى أقيمت بعد تخطيط الحد السياسي؛ وذلك لأن تحديد الحد السياسي كان سابقا لهذه المنشآت.

ويرى هارتسهورن  أن وجود قلة من الهنود الحمر من الصيادين وجامعي الجلود فى منطقة الحدود يشكلون بداية الاستيطان، ولذلك فإنه يفرق بين الحدود السياسية السابقة والحدود السياسية الرائدة التي نشأت فى وقت لم يكن فيه أى نشاط بشرى وكانت خالية تماما من السكان وقد أطلق عليها الأرض العذراء مثل الحدود السياسية التى نشأت بين كندا وألاسكا بموجب معاهدتين فى عام ١٨٢٥، ١٨٧٢م.