أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
1230
التاريخ: 12-4-2017
992
التاريخ: 2-07-2015
887
التاريخ: 5-08-2015
697
|
قال : ( وذو السبب إنّما يعلم به كلّيّا ).
أقول : اعلم أنّ الشيء إذا كان ذا سبب
فإنّه إنّما يعلم بسببه ؛ لأنّه بدون السبب ممكن ، وإنّما يجب بسببه ، فإذا نظر
إليه من حيث هو هو لم يحكم العقل بوقوعه ولا بعدمه ، وإنّما يحكم بأحدهما إذا عقل
وجود السبب أو عدمه ، فذو السبب إنّما يحكم بوجوده أو عدمه بالنظر إلى سببه.
إذا ثبت هذا فإنّ ذا السبب إنّما يعلم
كلّيّا ؛ لأنّ كونه صادرا عن الشيء تقييد له بأمر كلّيّ أيضا ، وتقييد الكلّيّ
بالكلّيّ لا يقتضي الجزئيّة.
وتحقيق هذا أنّك إذا عقلت كسوفا شخصيّا من
جهة سببه وصفاته الكلّيّة ـ التي يكون كلّ واحد منها نوعا مجموعا في شخصه ـ كان
العلم به كلّيّا ، والكسوف وإن كان شخصيّا فإنّه عند ذلك يصير كلّيّا ، ويكون نوعا
مجموعا في شخص ، والنوع المجموع في شخص له معقول كلّيّ لا يتغيّر ، وما يستند إليه
من صفاته وأحواله يكون مدركا بالعقل فلا يتغيّر ؛ لأنّه كلّما حصلت علل الشخصي
وأسبابه ، وجب حصول ذلك الجزئي ، فيقال : إنّ هذا الشخصيّ أسبابه كذا ، وكلّما
حصلت هذه الأسباب كان هذا الشخصي أو مثله ، فيكون كلّيّا بعلله.
والحاصل أنّ العلم بذي السبب لا يحصل إلاّ
من العلم بسببه ، وأنّ ما يعلم بسببه يعلم كلّيّا.
واعترض (1) على ذلك بإمكان العلم بذي السبب
بالحسّ أو الحدس أو إخبار مخبر صادق أو نحوها مع عدم العلم بالسبب ، وأنّ العلم
بالسبب الجزئي يستلزم العلم بالمسبّب الجزئي.
اللهمّ إلاّ أن يخصّص بالكلّيّ النظريّ ،
فتأمّل.
___________________
(1) المعترض هو
الفخر الرازي في « المباحث المشرقيّة » 1 : 482 ـ 483 ؛ ولمزيد الاطّلاع حول هذه المسألة
راجع « نهاية المرام » 2 : 191 ـ 194 ؛ « شرح تجريد العقائد » : 257 ـ 258 ؛ « شوارق
الإلهام » : 257 ـ 258.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|