المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الدين والاكراه
4-1-2017
Set Class
17-1-2022
معنى الصوم
2024-07-21
تفاعل "لمبة علاء الدين" The "Aladdin Reaction :
13-2-2017
الحسن العطَّار
5-9-2016
أحكام الحضانة في قانون الأحوال الشخصية الأردني
2023-09-06


الفتوة والشباب  
  
3034   01:11 صباحاً   التاريخ: 29-4-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص277 ـ 282
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-16 1127
التاريخ: 2023-02-05 1407
التاريخ: 2024-05-04 755
التاريخ: 2023-04-11 1009

تمتد مسؤولية الأبوين المباشرة على الطفل إلى سن الحادية والعشرين من عمره. حيث تستمر مراقبتهم لنموه ورشده وتربيته وتبقى ملاحظتهم ونظارتهم فإن أنجزوا تكليفهم بصورة حسنة فمن الطبيعي أن يكون لهم أجر على ذلك، وإن انحرف الأبناء عن طريق الخير والصلاح فإن مسؤوليتهم تكون مشابهة لمسؤولية أي مسلم باتجاه المسلم الآخر(1).

أما بحثنا هنا سيدر حول المرحلة الثالثة والتي تشمل السبعة الثالثة من عمر الطفل وتقسم إلى مرحلتين الأولى من (14- 18)، وتسمى مرحلة الشباب والمرحلة الثانية إلى عمر (21)، وتسمى مرحلة الفتوة، إن اعتبرنا السبعة الأولى فترة وضع أسس التربية والسبعة الثانية فترة التشكيل، سنعتبر المرحلة الثالثة فترة القوامة والاستحكام. وتمتد هذه الفترة من نهاية السنة الرابعة عشر وحتى بداية السنة الحادية والعشرين. تمتاز مواقف الأولياء في فترة الشباب بالكثافة والكثرة، وأن طريقة ونوع التربية ستكون متفاوتة بصورة أساسية عن سابقتيها. الشعور بالقلق خلال هذه الفترات بسبب رفضهم للحدود وتهديدهم من قبل المخاطر في جميع الاتجاهات ولهذا فإنه في النهاية إما أن يكون منحرفا أو مستقيماً وقد أمرنا الله تعالى بحمايتهم وهدايتهم. (فإنهم مسؤولون عنهم)(2).

خصوصيات العمر

يعتبر موضوع معرفة خصوصيات العمر من الأمور المهمة في تربية وهداية الجيل وفي إعطاء أو منع الحرية عنهم. وبالنظر لصعوبة ذكر جميع الموارد المتعلقة، لهذا نختصر الأمر على بعضها.

- هذا العمر عمر إحساس وعاطفة وغالباً ما تكون المواقف عاطفية أكثر من كونها عقلية.

- عمر اليقظة والظهور والتي بسبب انحرافها زوال كرامة الإنسان(3).

- عمر الارتباط الشديد مع الأصدقاء والتي تسبب احيانا الأضرار: {يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}[الفرقان: 28].

- عمر الغرور وهذا يؤدي إلى الاضطراب وعدم قبول الأوامر والنواهي.

- عمر التخريب والتهاجم باتجاه من يريد أن يقف حائلاً دون رغباتهم.

- عمر التحرر والخروج من سلطة الآباء وأن أغلب أنواع الفرار نابعة من المنع(4).

- عمر الانتقام وبروز عقد فترة الطفولة والصبا وهذا مانع آخر.

- وبالتالي فانه عمر الهيجان وغالباً ما تنشب خلافات بين الأولياء وبين الأبناء في هذه المرحلة وحتى أن أولياء الأمور السياسية يعتبرون هذا العمر مزاحم لهم.

سلوكهم

يتميز سلوكهم بالاعتراض والمقاومة والتأكيد على التحرر من قيود الأولياء لهذا تزداد الصعوبات في هذه المرحلة وتكثر التوقعات، يواجهون الانتقادات الحضورية بشدة وغالباً ما يطغى على موقفهم مزيج من التهور والبطولة.

غلبة العاطفة على العقل يؤدي إلى التسرع، وأما الأخطاء الناشئة منه ستكون دليلاً آخر على ضرورة السيطرة لمنعهم من عبودية الأهواء والرغبات.

غالباً ما يكون سلوكهم أمام أوليائهم معذب وهذا يؤدي إلى حزن وقلق الأولياء، ما يشاهد في سلوكهم هو الرغبات والذكاء وليس التفكير بالمستقبل والمصلحة وهذا يثبت أن أجيالنا الشابة وخصوصاً بالأعمار (21 سنة)، لم يبلغوا لحد الآن مرحلة النضوج الفكري والعقلي الكامل ويجب أن يرافقهم العقل المنفصل والدليل لهدايتهم(5)، يحتاج هؤلاء إلى الاختبار التدريجي لكي يردوا عالم الكبار والحرية المحدودة والاستقلال، يصل شعور التحرر إلى أقصاه بين السنين 12 ـ 18، والأساس المهم هنا هو السيطرة والرقابة غير المباشرة وعند الضرورة تصبح مباشرة.

حاجات هذه المرحلة

مع نمو الأبناء ووصولهم إلى مرحلة الشباب والفتوة فإنهم بحاجة إلى تأمين أكثر من الماضي وهذا يشمل جميع المجالات من الغذاء واللباس والمصروفات الشخصية والحرية والأمن والنظافة و...الخ. ويجب على الوالدين هنا تضمين ذلك.

بعض الأولياء يهمل الابن على اساس أنه لا يزال جاهلاً وليس له إدراك كاف ويحرمه من حقه في إثبات الوجود وسط المحيط العائلي في حين أن هذا خطأ فاحش في الثقافة الإسلامية لأن الإسلام يعتبر هذه الفترة مرحلة وزارة(6)، والوزير في الواقع له حق الاشتراك في الأمر وإبداء الرأي.

يحتاج هنا إلى تمرين قبول المسؤولية لأنه من الآن فصاعداً سيكون عضواً من أعضاء المجتمع الذي سيعيش فيه وهذا ما يحتاج إلى محيط مقيد بالكامل ومسيطر عليه لكي يحصل نمو هذا الشعور وكذلك امتزاج العواطف والأحاسيس مع الجوانب العقلية.

يحتاج إلى إظهار ذوقه بالمستوى الذي لا يزاحم الآخرين ويزاحم نفسه وكذلك عدم مخالفته للضوابط الشرعية بالإضافة إلى ذلك فهو بحاجة إلى اختبار نفسه في هذا المجال.

الكثير من الشبان يلصقون صور الأبطال والمناظر الطبيعية والأوراق الملونة على الحائط، وهذا ما يخالف دائماً ذوق الأولياء ولكن رأينا هو أنه ما دام هذا الأمر لا يسبب الضرر فليس من الضروري الوقوف أمامه، وفي المواقع التي يحتمل فيها الضرر يجب توضيح ذلك لهم بأسلوب مملوء بالصفاء والمودة ومن الأفضل أن يحدث ذلك في السر.

أساس الروابط

كما ذكر أن اساس الروابط في هذه المرحلة وجود التفاهم مع الشباب والفتيان وإبداء الصميمية لهم والصفاء وإظهار حب الخير، الظروف الباطنية للجيل ليست بالمستوى الذي يحتمل القساوة أو الاستبداد في تحديدهم لأن ذلك قد يؤدي إلى المقاومة والطغيان والوصول إلى طريق مسدود.

تعتبر الوصايا الهادفة لخيره في مورد تحفيزه على تمرين تملك النفس وإدارة الذات وضبط الأهواء خطوة مهمة في هذا المجال، لأنه في ظرف خاص ويوجب عدم اعتباره طفلاً وإنما جليس ونديم أو حسب تعبير الاسلام وزير(7)، ويجب اصطحابه والمسك بيده والذهاب معاً إلى المجالس والمحافل، ولكي يرافقك عليك أن تتكلم بلغته وحسب ذوقه(8)، تكلم عن مستقبله وزواجه وحياته وعظمته والشعور بالافتخار ويمكنك طرح ما تريد خلال ذلك.

نوع السيطرة على الشباب والفتيان

كما ذكرنا فان نوعها هو الأسلوب غير المباشر بالشكل الذي لا يشعر بالتثاقل منه، ومن الحقائق التي يجب دركها هي أن الشاب والفتى مغرور ومتعصب لشخصيته وأن رأى رقابة عليه فإنه سينزعج من ذلك ويبدي رد فعل معاكس.

الثورة عليهم لإخضاعهم للسيطرة لا يصلحهم وقد يؤدي إلى طغيانهم أو فرارهم أو العمل بالسر وهذه مشكلة أخرى، وأن الوقاحات والسلبيات التي تسبب الضرر ناتجة من ذلك الأسلوب، نعم يجب إعطاء الحق للآباء والأمهات بأنهم يتوقعون الكثير من أبنائهم لأنهم تحملوا المصاعب والآلام لأجلهم، ويطمحون إلى أبناء مطيعين ولكن إن كان الهدف هو الإصلاح فمن المفروض أن يصرفوا النظر عن هذه التوقعات وأن يسلكوا طريقاً يحافظ على ارتباط الأبناء بهم، يجب أن نتذكر دائماً أنه لو انقطعت الرابطة فإنهم سيلجأون إلى شخص للارتباط معه؟ وهل هناك من هو أحرص من الأولياء عليه؟

قواعد السيطرة

- السيطرة والرقابة تتبدل تدريجياً إلى الرقابة البعيدة وليس الأمر والنهي المباشر.

- تكون الغاية تقديم العون وليس الإفشاء أو اختبار القوة.

- يجب التحمل لأنها فترة عابرة وسريعة المرور.

- اسمح له اثناء الرقابة والتوجيه من المشاركة بالرأي في الحياة المشتركة.

- الحنان والحب الشديد لا يؤدي إلى الانفلات والأنانية.

- لا تواجه طغيانه وعصيانه وغضبه بالمثل بل السكوت المؤقت وترك المكان لكي تعطيه فرصة تذكر الخطأ.

- القاعدة الأساسية في أعمال المحدودية وإعطاء الحرية هو وجوب تركه بعد سن الحادية والعشرين لكي يصبح موجوداً مستقلاً ومعتمداً على نفسه، ويجب الوقوف إلى جانبه في بناء حياة سلمية له.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مكارم الأخلاق ـ الطبرسي، فصل ما يتعلق بالأولاد.

2ـ المصدر السابق عن النبي (صلى الله عليه وآله).

3ـ غرر الحكم: حديث4485، عن الإمام علي (عليه السلام).

4ـ أعلى نسبة للفرار في عمر18.

5ـ غلبة العاطفة على العقل.

6ـ ...ووزير سبع سنين، الطبرسي، مكارم الاخلاق: ص255.

7ـ مستدرك الوسائل، النوري: ج2، ص243.

8ـ عالم الشباب يستأنس بالأحلام. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.