أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-16
1127
التاريخ: 2023-02-05
1407
التاريخ: 2024-05-04
755
التاريخ: 2023-04-11
1009
|
تمتد مسؤولية الأبوين المباشرة على الطفل إلى سن الحادية والعشرين من عمره. حيث تستمر مراقبتهم لنموه ورشده وتربيته وتبقى ملاحظتهم ونظارتهم فإن أنجزوا تكليفهم بصورة حسنة فمن الطبيعي أن يكون لهم أجر على ذلك، وإن انحرف الأبناء عن طريق الخير والصلاح فإن مسؤوليتهم تكون مشابهة لمسؤولية أي مسلم باتجاه المسلم الآخر(1).
أما بحثنا هنا سيدر حول المرحلة الثالثة والتي تشمل السبعة الثالثة من عمر الطفل وتقسم إلى مرحلتين الأولى من (14- 18)، وتسمى مرحلة الشباب والمرحلة الثانية إلى عمر (21)، وتسمى مرحلة الفتوة، إن اعتبرنا السبعة الأولى فترة وضع أسس التربية والسبعة الثانية فترة التشكيل، سنعتبر المرحلة الثالثة فترة القوامة والاستحكام. وتمتد هذه الفترة من نهاية السنة الرابعة عشر وحتى بداية السنة الحادية والعشرين. تمتاز مواقف الأولياء في فترة الشباب بالكثافة والكثرة، وأن طريقة ونوع التربية ستكون متفاوتة بصورة أساسية عن سابقتيها. الشعور بالقلق خلال هذه الفترات بسبب رفضهم للحدود وتهديدهم من قبل المخاطر في جميع الاتجاهات ولهذا فإنه في النهاية إما أن يكون منحرفا أو مستقيماً وقد أمرنا الله تعالى بحمايتهم وهدايتهم. (فإنهم مسؤولون عنهم)(2).
خصوصيات العمر
يعتبر موضوع معرفة خصوصيات العمر من الأمور المهمة في تربية وهداية الجيل وفي إعطاء أو منع الحرية عنهم. وبالنظر لصعوبة ذكر جميع الموارد المتعلقة، لهذا نختصر الأمر على بعضها.
- هذا العمر عمر إحساس وعاطفة وغالباً ما تكون المواقف عاطفية أكثر من كونها عقلية.
- عمر اليقظة والظهور والتي بسبب انحرافها زوال كرامة الإنسان(3).
- عمر الارتباط الشديد مع الأصدقاء والتي تسبب احيانا الأضرار: {يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}[الفرقان: 28].
- عمر الغرور وهذا يؤدي إلى الاضطراب وعدم قبول الأوامر والنواهي.
- عمر التخريب والتهاجم باتجاه من يريد أن يقف حائلاً دون رغباتهم.
- عمر التحرر والخروج من سلطة الآباء وأن أغلب أنواع الفرار نابعة من المنع(4).
- عمر الانتقام وبروز عقد فترة الطفولة والصبا وهذا مانع آخر.
- وبالتالي فانه عمر الهيجان وغالباً ما تنشب خلافات بين الأولياء وبين الأبناء في هذه المرحلة وحتى أن أولياء الأمور السياسية يعتبرون هذا العمر مزاحم لهم.
سلوكهم
يتميز سلوكهم بالاعتراض والمقاومة والتأكيد على التحرر من قيود الأولياء لهذا تزداد الصعوبات في هذه المرحلة وتكثر التوقعات، يواجهون الانتقادات الحضورية بشدة وغالباً ما يطغى على موقفهم مزيج من التهور والبطولة.
غلبة العاطفة على العقل يؤدي إلى التسرع، وأما الأخطاء الناشئة منه ستكون دليلاً آخر على ضرورة السيطرة لمنعهم من عبودية الأهواء والرغبات.
غالباً ما يكون سلوكهم أمام أوليائهم معذب وهذا يؤدي إلى حزن وقلق الأولياء، ما يشاهد في سلوكهم هو الرغبات والذكاء وليس التفكير بالمستقبل والمصلحة وهذا يثبت أن أجيالنا الشابة وخصوصاً بالأعمار (21 سنة)، لم يبلغوا لحد الآن مرحلة النضوج الفكري والعقلي الكامل ويجب أن يرافقهم العقل المنفصل والدليل لهدايتهم(5)، يحتاج هؤلاء إلى الاختبار التدريجي لكي يردوا عالم الكبار والحرية المحدودة والاستقلال، يصل شعور التحرر إلى أقصاه بين السنين 12 ـ 18، والأساس المهم هنا هو السيطرة والرقابة غير المباشرة وعند الضرورة تصبح مباشرة.
حاجات هذه المرحلة
مع نمو الأبناء ووصولهم إلى مرحلة الشباب والفتوة فإنهم بحاجة إلى تأمين أكثر من الماضي وهذا يشمل جميع المجالات من الغذاء واللباس والمصروفات الشخصية والحرية والأمن والنظافة و...الخ. ويجب على الوالدين هنا تضمين ذلك.
بعض الأولياء يهمل الابن على اساس أنه لا يزال جاهلاً وليس له إدراك كاف ويحرمه من حقه في إثبات الوجود وسط المحيط العائلي في حين أن هذا خطأ فاحش في الثقافة الإسلامية لأن الإسلام يعتبر هذه الفترة مرحلة وزارة(6)، والوزير في الواقع له حق الاشتراك في الأمر وإبداء الرأي.
يحتاج هنا إلى تمرين قبول المسؤولية لأنه من الآن فصاعداً سيكون عضواً من أعضاء المجتمع الذي سيعيش فيه وهذا ما يحتاج إلى محيط مقيد بالكامل ومسيطر عليه لكي يحصل نمو هذا الشعور وكذلك امتزاج العواطف والأحاسيس مع الجوانب العقلية.
يحتاج إلى إظهار ذوقه بالمستوى الذي لا يزاحم الآخرين ويزاحم نفسه وكذلك عدم مخالفته للضوابط الشرعية بالإضافة إلى ذلك فهو بحاجة إلى اختبار نفسه في هذا المجال.
الكثير من الشبان يلصقون صور الأبطال والمناظر الطبيعية والأوراق الملونة على الحائط، وهذا ما يخالف دائماً ذوق الأولياء ولكن رأينا هو أنه ما دام هذا الأمر لا يسبب الضرر فليس من الضروري الوقوف أمامه، وفي المواقع التي يحتمل فيها الضرر يجب توضيح ذلك لهم بأسلوب مملوء بالصفاء والمودة ومن الأفضل أن يحدث ذلك في السر.
أساس الروابط
كما ذكر أن اساس الروابط في هذه المرحلة وجود التفاهم مع الشباب والفتيان وإبداء الصميمية لهم والصفاء وإظهار حب الخير، الظروف الباطنية للجيل ليست بالمستوى الذي يحتمل القساوة أو الاستبداد في تحديدهم لأن ذلك قد يؤدي إلى المقاومة والطغيان والوصول إلى طريق مسدود.
تعتبر الوصايا الهادفة لخيره في مورد تحفيزه على تمرين تملك النفس وإدارة الذات وضبط الأهواء خطوة مهمة في هذا المجال، لأنه في ظرف خاص ويوجب عدم اعتباره طفلاً وإنما جليس ونديم أو حسب تعبير الاسلام وزير(7)، ويجب اصطحابه والمسك بيده والذهاب معاً إلى المجالس والمحافل، ولكي يرافقك عليك أن تتكلم بلغته وحسب ذوقه(8)، تكلم عن مستقبله وزواجه وحياته وعظمته والشعور بالافتخار ويمكنك طرح ما تريد خلال ذلك.
نوع السيطرة على الشباب والفتيان
كما ذكرنا فان نوعها هو الأسلوب غير المباشر بالشكل الذي لا يشعر بالتثاقل منه، ومن الحقائق التي يجب دركها هي أن الشاب والفتى مغرور ومتعصب لشخصيته وأن رأى رقابة عليه فإنه سينزعج من ذلك ويبدي رد فعل معاكس.
الثورة عليهم لإخضاعهم للسيطرة لا يصلحهم وقد يؤدي إلى طغيانهم أو فرارهم أو العمل بالسر وهذه مشكلة أخرى، وأن الوقاحات والسلبيات التي تسبب الضرر ناتجة من ذلك الأسلوب، نعم يجب إعطاء الحق للآباء والأمهات بأنهم يتوقعون الكثير من أبنائهم لأنهم تحملوا المصاعب والآلام لأجلهم، ويطمحون إلى أبناء مطيعين ولكن إن كان الهدف هو الإصلاح فمن المفروض أن يصرفوا النظر عن هذه التوقعات وأن يسلكوا طريقاً يحافظ على ارتباط الأبناء بهم، يجب أن نتذكر دائماً أنه لو انقطعت الرابطة فإنهم سيلجأون إلى شخص للارتباط معه؟ وهل هناك من هو أحرص من الأولياء عليه؟
قواعد السيطرة
- السيطرة والرقابة تتبدل تدريجياً إلى الرقابة البعيدة وليس الأمر والنهي المباشر.
- تكون الغاية تقديم العون وليس الإفشاء أو اختبار القوة.
- يجب التحمل لأنها فترة عابرة وسريعة المرور.
- اسمح له اثناء الرقابة والتوجيه من المشاركة بالرأي في الحياة المشتركة.
- الحنان والحب الشديد لا يؤدي إلى الانفلات والأنانية.
- لا تواجه طغيانه وعصيانه وغضبه بالمثل بل السكوت المؤقت وترك المكان لكي تعطيه فرصة تذكر الخطأ.
- القاعدة الأساسية في أعمال المحدودية وإعطاء الحرية هو وجوب تركه بعد سن الحادية والعشرين لكي يصبح موجوداً مستقلاً ومعتمداً على نفسه، ويجب الوقوف إلى جانبه في بناء حياة سلمية له.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مكارم الأخلاق ـ الطبرسي، فصل ما يتعلق بالأولاد.
2ـ المصدر السابق عن النبي (صلى الله عليه وآله).
3ـ غرر الحكم: حديث4485، عن الإمام علي (عليه السلام).
4ـ أعلى نسبة للفرار في عمر18.
5ـ غلبة العاطفة على العقل.
6ـ ...ووزير سبع سنين، الطبرسي، مكارم الاخلاق: ص255.
7ـ مستدرك الوسائل، النوري: ج2، ص243.
8ـ عالم الشباب يستأنس بالأحلام.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|