أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1809
التاريخ: 3-08-2015
917
التاريخ: 21-4-2018
728
التاريخ: 3-08-2015
932
|
إن معجزاته أكثر من أن تحصى و أجل من أن تستقصى، بل جميع أقواله وأفعاله وأحواله و أخلاقه و عاداته و سجاياه و نعوته و أوصافه معجزات باهرة و آيات ظاهرة تدل على سالته و نبوته و صدقه وحقيته ، ولقد أحسن و أجاد من قال و نعم ما قال حيث قال: إن من شاهد أحوال نبينا وأصغى إلى سماع أخباره الدالة على أخلاقه و أفعاله و أحواله و آدابه وعاداته و سجاياه و سياسته لأصناف الخلق، وهدايته إلى ضبطهم و تألفه أصناف الخلق وقوده إياهم إلى طاعته مع ما يحكى من عجائب أجوبته في مضائق الأسئلة، وبدائع تدبيراته في مصالح الخلق و محاسن إشاراته في تفصيل ظاهر الشرع الذي يعجز الفقهاء والعقلاء عن إدراك أوائل دقائقها في طول أعمارهم، لم يبق له ريب و لا شك في أن ذلك لم يكن مكتسبا بحيلة تقوم بها القوة البشرية، بل لا يتصور ذلك إلا بالاستمداد من تأييد سماوي و قوة إلهية و إن ذلك كله لا يتصور لكذاب و لا لملبس، بل كانت شمائله و أحواله شواهد قاطعة مصدقة حتى ان العربي القح كان يراه فيقول و اللّه ما هذا وجه كذاب فكان يشهد له بالصدق بمجرد شمائله، فكيف بمن يشاهد أخلاقه و يمارسه في جميع مصادره و موارده، وقد آتاه اللّه جميع ذلك و هو رجل أمي لم يمارس العلم و لم يطالع الكتب و لم يسافر قط في طلب العلم، ولم يزل بين أظهر الجهال من الأعراب يتيما ضعيفا مستضعفا فمن أين حصل له ما حصل من محاسن الأخلاق و الآداب و معرفة مصالح الفقه مثلا فقط دون غيره من العلوم فضلا عن معرفته باللّه و ملائكته و كتبه و غير ذلك من خواص النبوة، لو لا صريح الوحي، ومن أين لبشر الاستقلال بذلك فلو لم يكن له إلا هذه الأمور الظاهرة لكان فيها كفاية فكيف و قد ظهر من معجزاته و آياته ما لا يستريب فيه محصل و قد خرق اللّه العادة على يده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غير مرة إذ شق له القمر بمكة لما سألته قريش آية، و أطعم النفر الكثير في منزل جابر و في منزل أبي طلحة و يوم الخندق، مرة أطعم ثمانين رجلا من أربعة امداد شعير و عناق و هو من أولاد المعز دون العتود، و مرة أكثر من ثمانين من أقراص شعير حملها أنس في يده، و مرة أهل الجيش من تمر يسير ساقته بنت بشر في يديها فأكلوا كلهم حتى شبعوا من ذلك و فضل لهم، و نبع الماء من بين أصابعه فشرب أهل العسكر كلهم وهم عطاشى، و توضأ من قدح صغير ضاق أن يبسط فيه يده، واهراق وضوئه في عين تبوك و لا ماء فيها فجرت بماء كثيرة، و مرة أخرى في بئر الحديبية فجاشت بالماء فشرب من عين تبوك أهل الجيش و هم ألوف حتى رووا و قال لمعاذ إن طالت بك الحياة فترى ما هاهنا قد ملأ خياما فكان كذلك، و شرب من بئر حديبية ألف و خمسمائة و لم يكن فيها قبل ذلك ماء، وأمر بعض أصحابه أن يزوّدوا أربعمائة راكب من تمر كان في اجتماعه كربضة البعير وهو موضع بروكه فزودهم كلهم منه وبقي بحسبه، ورمى الجيش بقبضة من تراب فعميت عيونه و نزل بذلك القرآن في قوله تعالى :{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]. وأبطل الكهانة بمبعثه صلّى اللّه عليه وآله و سلّم فعدمت و كانت ظاهرة موجودة، وحنّ الجذع الذي كان يخطب مستندا إليه لما عمل له المنبر حتى سمعه جميع أصحابه مثل صوت الإبل فضمه إليه فسكن، ودعا اليهود إلى تمني الموت و أخبرهم بأنه لا يتمنونه فحيل بينهم و بين النطق بذلك فعجزوا عنه و هذه الآية مذكورة في سورة يقرأ بها في جميع جوامع أهل الإسلام من شرق الأرض إلى غربها يوم الجمعة جهرا تعظيما للآية التي فيها، و أخبر صلّى اللّه عليه و آله وسلّم بالغيوب و أخبر عمارا بأنه ستقتله الفئة الباغية، و أن الحسن عليه السّلام يصلح اللّه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وأخبر عن رجل قاتل في سبيل اللّه تعالى أنه من أهل النار فظهر ذلك أن قتل ذلك الرجل نفسه، وهذه أشياء لا تعرف البتة بشيء من وجوه تقدمت المعرفة لا بنجوم ولا بكهن و لا بكتب و لا بخط و لا بزجر لكن بإعلام اللّه و وحيه إليه. واتبعه سراقة بن جشعم فساخت قدما فرسه في الأرض، واتبعه دخان حتى استغاثه فدعا له فانطلقت الفرس و أنذره بأن سيوضع في ذراعيه سواري كسرى فكان كذلك، و أخبر بموت النجاشي بأرض الحبشة و صلّى عليه بالمدينة، وأخبر بمقتل الأسود العنسي الكذاب ليل قتله و هو بصنعاء اليمن و أخبر بمن قتله، وخرج على مائة من قريش ينتظرونه فوضع التراب على رءوسهم و لم يروه، وشكا إليه البعير بحضرة أصحابه و تذلل له، وقال لنفر من أصحابه مجتمعين أحدكم في النار ضر نفسه فماتوا كلهم على استقامة و ارتد واحد منهم فقتل مرتدا، و قال لآخرين منهم آخركم موتا في النار فسقط آخرهم موتا في النار فاحترق فيها فمات، ودعا شجرتين فأتتاه فاجتمعتا ثم أمرهما فافترقتا، ودعا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النصارى إلى المباهلة فامتنعوا و أخبر أنهم إن فعلوا ذلك هلكوا فعلموا صحة قوله فامتنعوا، وأتاه عامر بن الطفيل بن مالك و اربد بن قيس فارسا العرب و فاتكاه عازمين على قتله فحيل بينهما و بين ذلك و دعا عليهما فهلك عامر بغدّة و هلك اربد بصاعقة احرقته، واخبر أنه يقتل أبي بن خلف الجمحي فخدشه يوم أحد خدشا لطيفا فكانت منيته، واطعم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم السم فمات الذي أكل معه و عاش هو بعده اربع سنين و كلمه الذراع المسموم، وأخبر يوم بدر بمصارع صناديد قريش و وقفهم على مصارعهم رجلا رجلا فلم يتعد واحد منهم ذلك الموضع، وأنذر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأن طوائف من أمته يغزون في البحر فكانت كذلك، وزويت له الأرض فأري مشارقها و مغاربها، وأخبر بدد أن ملك أمته سيبلغ ما زوي له منها فكان كذلك كما أخبر فقد بلغ ملكهم من أول المشرق من بلاد الترك إلى آخر بلاد الغرب من بحر الأندلس و بلاد البربر، ولم يتسعوا في الجنوب و لا في الشمال كما أخبر سواء بسواء. وأخبر ابنته فاطمة انها أول أهله لحاقا به فكان كذلك، وأخبر نساءه بأن أطولهن يدا أسرعهن لحاقا به فكانت زينب بنت جحش الأسدية أطولهن يدا بالصدقة و أولهن لحاقا به، و مسح صلّى اللّه عليه و آله وسلّم ضرع شاة حائل لا لبن فيها فدرت فكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود، وفعل ذلك مرة أخرى في خيمتي أم معبد الخزاعية، وبدرت عين بعض أصحابه فسقطت فردها بيده فكانت أصح عينيه و أحسنهما، وتفل في عين علي و هو ارمد يوم خيبر فصح من وقته و بعثه بالراية و أخبر أنه سيظفر فكان ذلك، وكانوا يسمعون تسبيح الطعام في يديه، وأصيبت عين رجل من أصحابه فمسحها بيده فبرأت من حينها، قلّ زاد جيش كان معه فدعا بجميع ما بقي فاجتمع شيء يسير جدا فدعا فيه بالبركة ثم أمرهم فأخذوا فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملئ من ذلك، و حكى الحكم بن أبي العاص مشيه مستهزئا فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كذلك فكن فلم يزل يرتعش حتى مات، وخطب صلّى اللّه عليه و آله و سلّم امرأة فقال أبوها إن بها برصا امتناعا من خطبته واعتذارا و لم يكن بها برص فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلتكن كذلك فبرصت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|