تطور علم الخرائط عبر التاريخ

يعد علم الخرائط وصناعتها من العلوم الديناميكية، التي تتطور بشكل مستمر وبوتيرة سريعة، لارتباط هذا العلم بالعلوم الأخرى ارتباطا وثيقا. فكل ظاهرة أو معلومة ذات طابع مكاني Locational Data يمكن التعبير عنها على الخرائط، بغض النظر عن الموضوع الذي تمثله تلك الظاهرة. والأمثلة عديدة ومتنوعة في هذا المجال: فاستعمالات الأراضي الريفية والحضرية يمكن توقيعها على الخرائط، بحيث تظهر لنا هذه الخرائط أنواع الاستعمالات وتوزيعها الجغرافي. وموضوع استعمالات الأراضي لا يهم صانع الخريطة أو الجغرافي فقط، وإنما يهم تخصصات أخرى كثيرة. كالزراعة، والبيئة، والتخطيط، والعمران، وغيرها، من هنا فإن أي تطور في هذه العلوم يوازيه أو يتبعه تطور في علم الخرائط، سواء أكان هذا التطور في طريقة تصميم الخريطة أم استعمالها.

إن التطور الذي شهده وما يزال يشهده علم الخرائط قد عالج جوانبه المتعددة وهي: المفاهيم الكارتوغرافية(مفاهيم إعداد الخرائط وصناعتها) ، وطرق وأساليب جمع البيانات الكارتوغرافية وإدارتها، والمعالجة الكارتوغرافية، وطرق الرسم الكارتوغرافي، وأساليب قراءة البيانات الكارتوغرافية وتحليلها. فاهتمام الكارتوغرافيين بإعداد الخرائط للظواهر والمعالم الموجودة على سطح الأرض ظهر منذ زمن طويل، إلا أن الأسلوب الوصفي هو الذي كان سائدا في ذلك الوقت.