المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النبي وخديجة (عليهما السلام)  
  
2140   09:00 مساءً   التاريخ: 25-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة :  ج 1، ص 65-69
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / زوجاته واولاده /

التجارة بأموال خديجة :

بدأت شخصية محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) تتلألأ في المجتمع المكي بما كانت تتمتع به من خلق رفيع وعلو همة وأمانة وصدق حديث فكانت القلوب تنجذب إليه وهو سليل أسرة طاهرة ولكن الفقر الذي كان حليف أبي طالب دفع بالأسرة الكريمة التي كان يعيش فيها محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى أن يقترح أبو طالب على ابن أخيه الذي كان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره أن يخرج مضاربا بأموال خديجة بنت خويلد وبادر أبو طالب إلى خديجة وفاتحها بالأمر فرحّبت به على الفور وسرّت سرورا عظيما لما كانت تعرفه عن محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد بذلت له ضعف ما كانت تبذل لغيره ممّن يخرج في تجارتها [1].

وسافر محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الشام يعينه في رحلته « ميسرة » غلام خديجة واستطاع بجمال شمائله ورقيق عواطفه أن يكسب حبّ ميسرة وإجلاله واستطاع بأمانته وحنكته أن يربح أوفر الربح وظهرت له في سفره بعض الكرامات الباهرة ، فلما عادت القافلة إلى مكة أخبر ميسرة خديجة بما شاهد وسمع[2] مما زاد في اهتمام خديجة بمحمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وشوّقها إلى الاقتران به .

وزعم بعض المؤرخين : أنّ خديجة قد استأجرته في تجارتها ، بينما قال اليعقوبي - وتاريخه الذي يعدّ من أقدم المصادر المعتمدة - « وإنه ما كان مما يقول الناس : إنها استأجرته بشيء ، ولا كان أجيرا لأحد قط » [3].

وقد ورد النصّ عن الإمام الحسن العسكري ، عن أبيه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) :

« إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يسافر إلى الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد » [4].

الزواج المبارك :

كان لا بد لمثل شخصية محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) التي فاقت كلّ شخصيّة من الاقتران بامرأة تناسبه وتتجاوب مع عظيم أهدافه وقيمه تواصل معه رحلة الجهاد والعمل المضنية وتصبر على متاعبه ومصاعبه ، ولم يكن يومذاك امرأة تصلح لمحمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ولهذه المهمة سوى خديجة ، وشاء اللّه ذلك فاتجه قلب خديجة بكلّ عواطفه نحو محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) وتعلق بشخصه الكريم . ولقد كانت خديجة ( رضي اللّه عنها ) من خيرة نساء قريش شرفا وأكثرهن مالا وأحسنهن جمالا ، وكانت تدعى في الجاهلية ب « الطاهرة » و « سيدة قريش » . وكان كل رجال قومها حريصين على الاقتران بها .

وقد خطبها عظماء قريش وبذلوا لها الأموال ، فرفضتهم جميعا[5] لما كانت تملك من عقل راجح يزن الأمور ، ولكنّها اختارت محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) لما عرفت فيه من النبل والأخلاق الكريمة والسجايا الفاضلة والقيم العالية . فطلبت النزول في ساحة عظمته ، وعرضت نفسها عليه .

وتظافرت النصوص التأريخية على أنّها هي التي أبدت أوّلا رغبتها في الاقتران به ، فذهب أبو طالب في أهل بيته ، ونفر من قريش لخطبتها من وليّها آنذاك وهو عمها عمرو بن أسد[6] وكان ذلك قبل بعثة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بخمس عشرة سنة على المشهور .

وكان مما قاله أبو طالب في خطبته : « الحمد لربّ هذا البيت ، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا ، وجعلنا الحكّام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه . . . ثمّ إن ابن أخي هذا ممن لا يوزن برجل من قريش إلّا رجح به ولا يقاس به رجل إلّا عظم عنه ، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلّا في المال ؛ فإن المال رفد جار ، وظل زائل ، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك ، برضاها وأمرها والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله . . . وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم ، ودين شائع ورأي كامل » [7].

لكن خديجة ( رضي اللّه عنها ) عادت ، فضمنت المهر في مالها . . فقال البعض : يا عجبا ! المهر على النساء للرجال فغضب أبو طالب ، وقال : « إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر ، وإن كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلّا بالمهر الغالي » .

وتفيد بعض المصادر أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نفسه قد أمهرها ، ولا مانع من ذلك حينما يكون قد أمهرها بواسطة أبي طالب ، ومن خطبة أبي طالب يمكننا أن نستشف علو مكانة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) في قلوب الناس ، وما كان يتمتع به بنو هاشم من شرف وسؤدد .

خديجة قبل أن يتزوّجها النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) :

ولدت خديجة وسط أسرة عريقة النسب كانت تتمتّع بالذكر الطيب والخلق الكريم وتميل إلى التدين بالحنيفية - دين إبراهيم الخليل ( عليه السّلام ) - فأبوها خويلد نازع ملك اليمن حين أراد أن يحمل الحجر الأسود إلى اليمن ، ولم ترهبه كثرة أنصاره دفاعا عن معتقده ومناسك دينه ، وأسد بن عبد العزى - جد خديجة - كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي قام على أساس نصرة المظلوم ، وقد شهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لأهمية هذا الحلف وأيّد القيم التي قام عليها[8] . وابن عمها ورقة بن نوفل كان قد عاشر النصارى واليهود ودرس كتبهم .

إن التأريخ لا يعطينا تفاصيل دقيقة عن حياة خديجة قبل زواجها من النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) . فقد روي أنها تزوجت قبله ( صلّى اللّه عليه واله ) برجلين وكان لها منهما بعض الأولاد وهما عتيق بن عائد المخزومي وأبو هالة التميمي[9]  ، في حين تروي مصادر أخرى أن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) حين تزوج بها كانت بكرا ، وحينئذ تكون زينب ورقية ابنتي هالة أخت خديجة قد تبنّتهما خديجة بعد فقدهما لامّهما[10]  .

واختلف المؤرّخون في تحديد عمر خديجة ( رضي اللّه عنها ) حين زواجها مع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فهناك من روى أن عمرها كان ( 25 ) عاما وآخر ( 28 ) عاما وثالث ( 30 ) عاما ورابع ( 35 ) عاما وخامس ( 40 ) عاما.

 

[1] راجع بحار الأنوار : 16 / 22 ، كشف الغمة : 2 / 134 نقلا عن معالم العترة للجنابذي ، وراجع أيضا السيرة الحلبية : 1 / 132 .

[2]  البداية والنهاية : 2 / 296 ، السيرة الحلبية : 1 / 136 .

[3]  تاريخ اليعقوبي : 2 / 21 .

[4]  بحار الأنوار : 17 / 308 .

[5] ( بحار الأنوار : 16 / 22 .

[6]  السيرة الحلبية : 1 / 137 .

[7] الكافي : 5 / 374 ، بحار الأنوار : 16 / 5 نقلا عن الكشاف وربيع الأبرار ، وراجع أيضا السيرة الحلبية : 1 / 139 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 20 ، الأوائل لأبي هلال : 1 / 162 .

[8]  السيرة النبوية : 1 / 141 .

[9]  للاطلاع على اختلاف الروايات راجع الإصابة : 3 / 611 ، السيرة الحلبية : 1 / 140 ، أسد الغابة : 5 / 71 و 121 .

[10]  مناقب آل أبي طالب : 1 / 159 . وراجع أيضا أعلام الهداية الجزء 3 ، والصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) : 1 / 121 - 126 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.