تعد دراسات اللغة الطبيعية بمثابة أسلوب الجمع البيانات، إذ تعد بمثابة صورة من صور التفاعل الاجتماعي، كما أنها تفترض المعرفة المشتركة، وأنه يصعب فصلها عن موقعها الاجتماعي، فقد أصبحت اللغة أمراً حيوياً بالنسبة للتفاعل الاجتماعي الذي يعمل على تشكيل المجتمع. وهناك خمسة نماذج لتحليل الخطاب تلائم دراسة السلوك الاجتماعي.

 1- يركز النموذج الأول على تحليل أساليب الخطاب العاقل المتحفظ Discrete الذي يرتبط بمواقع اجتماعية معينة أو ما يطلق عليه جوفمان بصور الحديث، ومثلا تلك النماذج من الخطاب المرتبطة بالتدريس وقاعة الحكمة والإعلان الإذاعي، وتعد السمة المشوقة في هذا النموذج هو تحليل الأخطاء مثل زلات اللسان أو الكلمات والجمل التي تحمل معان مزدوجة، والتي توضح المقارنة غير المناسبة بين أسلوب الخطاب والموقع، حيث تتغير معاني الكلمات والجمل إذا تغير استخدامها في موقع آخر.

2 - يعرف النموذج الثاني باسم تحليل المحادثة والذي ارتبط بأعمال "هارني ساكس" ومنهجية الحياة اليومية والذي كشف عن الكيفية التي يتم بها تنظيم المحادثات وترتيب بنائها في إطار تناوب الحديث.

3 - يتمثل النموذج الثالث فيما أطلق عليه "هايمس" اثنوجرافيا الاتصال Ethnography Communication حيث يكرس التحليل للكشف عن وظائف اللغة كما تستخدم في مواقع طبيعية معينة والكفاءات الاتصالية المطلوبة لتحقيق هذا الهدف الاتصالي، ويعد أفضل مثال على البحث في إطار هذا النموذج وظيفة الشائعة في وضع حدود أخلاقية، والاتصال بين الطبيب والمريض في إقامة مسافة اجتماعية.

4- النموذج الرابع هو تحليل وصفى ولفظي أو تحليل للنص، حيث يتم تحليل الأوصاف من خلال ما تشتمل عليه من صور اجتماعية تمثلها، وتحليل الأساليب العلمية التي تلعب دوراً مهماً في اختيار الكلمات المستخدمة في النص. وقد تم استخدام هذا المدخل في دراسة مجموعة من الظواهر الاجتماعية مثل الأوصاف التي يقدمها الناس للمخلوقات الخارقة، وتحليل تقارير بحوث الرأي العام

5 - يطلق على النموذج الخامس والأخير بتحليل الخطاب النقدي Critical Discourse Analysis وهو تحليل يستند إلى مدخلين اثنين على صلة وثيقة بعضهما يمثل الأول في أعمال ميشيل فوكو، ويتمثل الثاني في أعمال اللغويين النقاد. فقد أنكر " فوكو" وجود مثل تلك الحالة المعروفة بالحقيقة المطلقة والمعرفة الموضوعية، وإنما زعم بدلاً من ذلك بأن هناك عمليات يمكن بواسطتها إقامة الادعاء بالحقيقة.