إن عدم الاتفاق على مفهوم الخطاب واستخداماته لم تمنع من انتشار بحوث تحليل الخطاب وتناولها لموضوعات ومجالات متعددة، من بينها تحليل الخطاب الإعلامي الذي يعتبر تطوراً مهماً في مجال التحليل الكيفي للرسائل الإعلامية وشروط إنتاجها وتداولها وتأثيرها في الجمهور، فضلاً عن تفاعلاتها مع الظروف التاريخية والمجتمعية، وأن الخطاب يتشكل من خلال الكلمة، كما أنه يشكل الكلمة، بالإضافة إلى أن اللغة تشكل الخطاب.

والخطاب يشكل اللغة، والممارسة تشكل الخطاب، كما أن الخطاب يشكل الممارسة، وكذلك يتشكل الخطاب الخالي من الخطاب الماضي، كما أن الخطاب الحاضر يشكل إمكانيات خطاب المستقبل، ويتشكل الخطاب من خلال وسيلته، كما أنه في الوقت ذاته يشكل إمكانيات هله الوسيلة، وتؤكد " کوتس جينيفر" أن الخطاب يرتبط باللغة والدراسات الأدبية، ودراسات التعبير والاتصال، وتخصصات أخرى متعددة.

فالخطاب الإعلامي هو " تلفظ يخرج من المتكلم إلى المستمع أو من الكاتب إلى القارئ – من القائم بالاتصال إلى الجمهور المستهدف - بهدف إحداث تأثير ما من الأول على الثاني" والخطاب أيضا يعد نوعاً أدبياً من استخدام اللغة، فكل شخص منا لديه ذخيرة من اللغويات يستخدمها في حياته اليومية في جميع مجالات الحياة، فعلى سبيل المثال نرى في المشهد الإعلامي أن نشرة الأخبار تعكس اللغة ونمط السياق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ومن ثم فالخطاب يمد المادة الإعلامية بالعديد من الجمل التي تصل إلى تنظيم الهيكل النهائي للمادة من حيث العنوان والموضوع وطرق المخاطبة، فالخطاب يزود المادة الإعلامية بالوصف والقواعد.