أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
1652
التاريخ: 21-3-2022
2168
التاريخ: 20-3-2022
1851
التاريخ: 7-4-2022
1387
|
برز مفهوم الخطاب في الفكر الفلسفي الفرنسي المعاصر وتحديداً من ستينيات القرن العشرين ضمن عدة مستويات منها اللغوي والفلسفي والاجتماعي والأدبي، وينطلق الأخير من النطاق العام الذي يحكم إنتاج النص وتداوله، أو موقع الكلام بعبارة أخرى، حيث يراه " بنفنست " عبارة عن التمثيل للوقائع أو الأحداث في النص دون العناية بتسلسلها الزمني، وهذا يقارب إلى حد ما مفهوم " باختين" الذي يرى فيه سلسلة منتظمة ، الحوادث والأحكام، وهذا يخالف التعريف اللغوي القائم على الجملة أو المنطوق بل إن أغلب الدارسين يولون أهمية كبرى لفكرة السياق Context فالخطاب يجمع الوحدات النصية المكونة له".
وقد شهد تحليل الخطاب أواخر ستينيات القرن العشرين تقنية عالية، إذ تحول إلى نهج البناء الاجتماعي والاهتمام بالتفاعل في الحياة اليومية والتفسير المنطقي للواقع الاجتماعي، وبدأ ينتشر تحليل الخطاب بصورة أكبر من خلال تحليل المحادثات اليومية والمؤلفات المنشورة كما اهتم المحللون بالأنواع المختلفة للخطاب من نصوص وقصص وأساطير وغيرها ثم بدأ تطبيق تحليل الخطاب على نصوص وسائل الإعلام التي تركز على تمثيل الجماعات والأقليات العرقية في أوربا.
وخلال تسعينيات القرن العشرين ظهرت تيارات جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي، ومنذ ذلك الوقت أصبح هناك عمليات دينامية للقبول المتزايد للمنظور الثقافي والتفاعلات السياقية المعقدة، وتفسيرات الأفراد المختلفة، وفي الوقت الحاضر يفضل بعض العلماء دراسات الخطابات النقدية، إذ أنها ترتبط بشكل وثيق بتخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية واللغويات.
ومع التطورات المتلاحقة في تكنولوجيا وسائل الإعلام وزعت شبكات الانترنت الأفلام والألعاب والموسيقى، وأصبح من السهل خلق تأثيرات المونتاج مع مختلف المعاني الأيديولوجية، وسرد الأعمال الأصلية التي توضح العمليات الابداعية، حيث تعددت الوسائط والأنواع التي دخلت حديثاً مجال تحليل الخطاب لتسهم في توعية الجمهور بالسياق من جميع جوانبه، أيضا عملت على زيادة اهتمام الدراسات الإعلامية بالجوانب غير اللفظية ما أدى إلى توجيه الأنظار إلى التركيز على السيمائية في الخطاب، خاصة بعد ظهور توجهات نظرية تركز على القدرة التواصلية للأجهزة البصرية في وسائل الإعلام، فقد ركز "اليوين" على السيمائية في الكتابة والطباعة ومسألة الألوان، ويرى أن السيمائية تؤكد القيمة الضمنية للعمل .
ولقد تطورت الوسائل التي يستخدمها تحليل الخطاب في وسائل الإعلام بسبب عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين التحدث والكتابة في وسائل الإعلام، ومن هذه الوسائل شبكة الانترنت، والفيديو، ومقاطع الصوت، واستطلاعات الرأي، والبرامج التليفزيونية التي يظهر فيها النص على الشاشة، ومواقع المتابعة، وغرف الدردشة، كما يمكن لبرامج الراديو الحديث عن الصور والمواد المرئية ونشرها على موقع الإذاعة ليتمكن المستمعون من معرفتها.
ويمكن القول أن استخدام السيمائية والوسائط المتعددة قد أحدثا نمطا جديداً في الحياة وأكثر تحررا، ويميل إلى التحرك على فترات زمنية، وخلق أنواع جديدة من المعاني وهو ما نلاحظه الآن عبر القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية، وباختصار فإن القارئ على سبيل المثال لم يعد يقرأ المقال الصحفي في عزلة طويلة الأمد، إذ يمكنه التعليق عليه عبر الموقع، أو البريد الإلكتروني، وتمكن الشبكات الاجتماعية من التعليق على مقالات الصحفيين واخذ ردودهم، ومن ثم خلق امتداد لعملية إنتاج الخطاب، ولم يعد الجمهور المتلقي السلبي أو المنصت للإذاعة والتليفزيون، إذ يمكنه في كثير من الأحيان الآن المشاركة في نصوص البرامج أو الانضمام إلى الدردشة، ويمكن الجمهور أيضا المشاركة في استطلاعات الرأي عبر رسالة نصية، وكل هذا يدعو إلى فهم جديد لأطر المشاركة في وسائل الإعلام، ولذلك سعي تحليل الخطاب للوصول إلى الكفاءة والمثالية والتجانس في تفسير كلام المتحدث حتى يتمكن السامع من فهمه، وبالتالي يحدث التواصل بينهما، إذ أن المستمع يقوم بفهم الخطاب من خلال الحس والتأمل حتى يتمكن من الادراك والمعرفة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|