أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2022
1275
التاريخ: 22-3-2022
1492
التاريخ: 9-3-2022
2156
التاريخ: 4-4-2022
1880
|
على الرغم من وجود الاتصال الإنساني منذ آلاف السنين، إلا أن مجال البحث في مجال الاتصال يعتبر حديثاً نسبياً. وقد أهتم بدراسات الاتصال علماء السياسة من خلال دراسة آثار الدعاية، ثم تبعهم العلماء المعاصرين في مجال الصحافة والإعلام وعلم الاجتماع وعلم النفس، ويرى بعض الباحثين أنه بغض النظر عن التأكد من آثار وسائل الاتصال على الجمهور، فإن تحليل المضمون يعد خطوة أساسية لفهم هذه الآثار، وفي أوائل القرن العشرين ظهرت العديد من النظريات التي تفسر تأثير وسائل الإعلام على الجمهور، واعتمد الباحثون في هذا المجال على التجريب واختبار الفروض.
وبالرغم من أن مصطلح "تحليل المضمون Content Analysis" لم يظهر في اللغة الإنجليزية حتى عام 1941، إلا أنه ظهر في بداية القرن السابع عشر عندما اتخذته الكنيسة منهجاً لتحليل النصوص الدينية بطريقة منهجية وتحديداً في عام 1695م مع ظهور المطبعة وانتشار المواد المطبوعة ذات الطبيعة غير الدينية بهدف استخدام الصحف في نشر المواعظ، وربما كان ظهور أول التحليلات الكمية الموثقة للمواد المطبوعة في القرن الثامن عشر، حيث أجريت تحليلات 90 مجموعة من الترانيم الكنسية لمؤلفين غير معروفين، وقد أقرت الرقابة في السويد تلك المجموعة، ولكن بعد فترة قصيرة من نشرها تم توجيه اللوم للقائمين على نشرها وثار بسببها جدل كبير بسبب احتواء الترانيم على أفكار خطيرة، حيث لاحظ الباحثون أن الرموز في الترانيم جاءت في سياقات مختلفة واكتسبت معاني مغايرة عن التي فسرتها الكنيسة الرسمية، ونشأ جلل حول ما إذا كان ينبغي تفسير المعاني حرفياً أم مجازياً، ويمكن تفسير هذه الظاهرة على أن الجدل الذي ظهر عقب هذه الواقعة ولد العديد من الأفكار والتي هي الآن تعد جزءاً لا يتجزأ من تحليل المضمون.
ومع بداية القرن العشرين حدث تطور كبير في إنتاج الصحف الورقية في أوربا والولايات المتحدة، برز خلالها الاهتمام بالرأي العام وظهرت مدارس صحفية مختلفة، بما دعي بعض الباحثين إلى المطالبة بوضع معايير أخلاقية لممارسة العمل الصحفي، بالإضافة إلى تبسيط عرض المحتوى وادى التحليل الكمي للصحف إلى تطور العديد من القيم والأفكار في مجال الصحافة.
وخلال الفترة من عام 1930 – 1940 تطورت عمليات تحليل المضمون بفضل مجموعة من العوامل، ولعل أهمها (3):
أ - ظهور العديد من المشاكل الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة عقب الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929 حيث اعتقد الكثير من الأمريكيين أن وسائل الإعلام كان لها دور فيما حدث بسبب المشاكل التي أحدثتها الصحافة الصفراء من ارتفاع في معدلات الجريمة وانهيار القيم الثقافية.
ب - ظهور وسائل إعلام جديدة مثل الإذاعة والتليفزيون، والتي تحدث المهنية الثقافية للصحف، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يستمر الباحثون في معالجة الوسائط الجديدة كامتداد للصحف لأنها تختلف عن وسائل الإعلام التقليدية.
ج - ارتباط التحديات السياسية الكبرى لنشر الديمقراطية بوسائل الإعلام الجديدة، وعلى سبيل المثال ربط بعض الباحثين بين ظهور الراديو وانتشار الفاشية في بعض المجتمعات.
د - شهدت هذه الفترة ظهور علوم اجتماعية وسلوكية جديلة، بالإضافة إلى زيادة القبول على استخدام النظرية التجريبية في تفسير الحقائق.
وإذا حاولنا تحديد بداية ظهور تحليل المضمون فلا بد أن نؤكد على أنه لا يوجد تاريخ دقيق لبدايات ظهوره كمنهج علمي في الدراسات الاجتماعية والإعلامية، وإنما تعود بداياته إلى "لازويل وزملائه" عام 1930 عندما كانوا في مدرسة الصحافة في كولومبيا بالولايات المتحدة وأصبحت الدراسات التي تطبق تحليل المضمون من الدراسات المتميزة، ومن بين هذه الدراسات تلك التي أجراها " ويللي" على الصحف الاقليمية خلال حرب الاستقلال الأمريكية.
وفي عام 1940 كرست الولايات المتحدة مجهودها الحربي، واهتم الباحثون بقوة وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام. وقد اهتمت لجنة الاتصالات الفيدرالية بتحليل محتوى النشرات الإخبارية المحلية للعدو، وذلك لفهم الأحداث داخل المانيا النازية ودول المحور الأخرى، وتقييم الآثار المترتبة على إجراء دول الحلفاء عملياتهم العسكرية.
وخلال الأربعينيات من القرن العشرين كان هناك استخدام منظم لأسلوب تحليل المضمون في بحوث الصحافة بعد الدراسات التي قدمها كلاً من لازويل وليتش. ثم توالت الدراسات المرتبطة بتحليل حيث أجرى " باركوس" دراسة تحليلية كمية على 1719 بحثاً ومرجعاً في تحليل المضمون بعد تصنيفها إلى فئات لأغراض التحليل، وانعقدت المؤتمرات والندوات، والتي من بينها المؤتمر القومي الأمريكي عام 1967 لتحليل المضمون، وهو المؤتمر الأول الذي خصص لهذا الموضوع، حيث نوقشت خلاله العديد من البحوث الخاصة بنظم تحليل المضمون.
وقد أطلق بيرلسون عام 1952 مصطلح "تحليل المضمون" في بحوث وسائل الإعلام، والذي اعترف به كأداة متعددة الاستخدام في العلوم الاجتماعية، كما اعتمد عليه بعض الباحثين في مجال التاريخ والسياسة، ومع ذلك فقد حقق هذا الأسلوب شهرة أكبر في مجال العلوم الاجتماعية وبحوث الإعلام مقارنة بالمجالات الأخرى.
وقد تطور تحليل المضمون كوسيلة علمية كاملة خلال الحرب العالمية الثانية عندما تبنت حكومة الولايات المتحدة مشروعاً لتقييم دعاية العدو تحت إشراف "هارولد لاسويل"، وقد ساهمت الموارد المتاحة للبحث بشكل كبير في تطور منهجية تحليل المضمون، ومن بين نتائج هذا المشروع كتاب لغة السياسة لهارولد لاسويل عام 1940، ولا يزال هذا الكتاب هوا الأساس الكلاسيكي لأسلوب تحليل المضمون، وبمرور الوقت انتشر هذا الأسلوب في كافة التخصصات الأخرى.
وقد ارتبط تحليل المضمون بالأبحاث الخاصة بمحتوى وسائل الإعلام، ويحتمل أن يكون من أكثر تقنيات البحث أهمية في العلوم الاجتماعية حيث يسعى إلى تحليل البيانات ضمن سياق محدد في ضوء المعاني التي تعبر عن الأفراد والمجموعات وثقافتهم، حيث تهتم معظم أساليب البحث الاجتماعي بملاحظة المنبهات والاستجابات ووصف السلوك والتميز بين الخصائص الفردية، وقياس الظروف الاجتماعية، واختبار الفروض، أما تحليل المضمون فيذهب خارج إطار الملاحظات المادية لوسائل الاتصال، ويعتمد على خصائصها الرمزية لتتبع تاريخها، وعلاقتها، والنتائج المترتبة عليها.
و في البلدان العربية، فقد ظهر تحليل المضمون في مجال الدراسات الاجتماعية أولاً، ثم تلاه المجال الإعلامي عندما تم إنشاء كلية الإعلام في مصر عام 1970، حيث بدأت الدراسات والبحوث الإعلامية تطبق منهج تحليل المضمون بأساليبه وأدواته، واعتمدت رسائل الماجستير والدكتوراه على أسلوب تحليل المضمون في كافة جامعات البلدان العربية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|