التوابع (الأقمار) لكوكب المريخ

لقد عرف كيبلر ، بأن غاليلو ومنذ عدة قرون اكتشف أربعة توابع للمشتري. وقد ظن ان للمريخ قمرين. وطبعاً لا يوجد في ذلك الوقت تمعن علمي حول هذا الظن.

ومرة أخرى وفي عام 1726، وصف الكاتب والروائي الإنكليزي " جونتان سويفت Jonathan Swift " في مقطوعته الرحالة كوليفير Gulliver's Travels زيارة كوليفير إلى الجزيرة الطائرة لابوتا Laquta ، والذي وجد العلماء منشغلين في الكثير من الاكتشافات الممتعة، حيث كتب كوليفر عن أحدها بأن الفلكيين الأبوتين اكتشفوا (اثنين) من التوابع تدور حول المريخ، لذا فإن مربعات الفترات الزمنية ، متقاربة في نفس تناسبها من مكعب البعد من مركز المريخ. وتدل على أنها محكومة لنفس قانون الجاذبية الذي تتأثر به الأجرام السماوية.

وحدث الواقع الممتع في عام 1877. وبعد مضي150 عاما على اكتشاف " سويفت".  هو أن أسف هيل Asaph Hall.  اكتشف في مرصد نافال حقاً تابعين صغيرين للمريخ، والتي تشبه بالوصف الذي جاء به سويفت. تسمى أقمار المريخ فوبوس phobos وديموس Deimos وتعني الأسماء (الخوف) و(الفزع) الذي يناسب رفاق إله الحرب المريخ. يبعد فوبوس عن مركز المريخ بحوالي 5800 ميل، ويدور حوله في فترة مقدارها 7H39M، أما ديموس فهو يبعد بـ 14600 ميل، وله فترة دورانية حوله مقدارها 30H18M.

أهم مؤلفات سويفت هي: روايته " رحلات غوليفر " (1726) Gulliver's Travels التي استغرق في كتابتها ست سنوات، وطبعت الرواية في حياة سويفت عدة مرات وترجمت إلى معظم اللغات الحية، وكانت أول ترجمة لها إلى اللغة العربية سنة 1909. أراد سويفت من حكايته المؤلفة من أربع رحلات أن : يوجه نقداً لاذعاً للمجتمع الذي يرزح تحت عبء النفاق والتقاليد البالية والتنبيه إلى ضرورة احترام الإنسان الفاعل، كما قصد تنشيط خيال الصغار والكبار معاً.

وهذه الرحلات هي: أولا، الرحلة إلى بلاد الأقزام الذين حاولوا الغدر به على الرغم من ساعاته لملكهم، لكسب الحرب على أعدائه، ويهزأ فيها سويفت من السياسية والنزاعات الدينية في إنكلترا.

أما الرحلة الثانية فكانت إلى بلاد العمالقة، ولم تكن أقل إدهاشا من الرحلة الأولى، غير أن العمالقة على الرغم من ضخامة أجسامهم، كانوا أناسا طيبين يحيطونه بالرعاية والحماية.

أما الرحلة الثالثة، فهي إلى جزيرة لابوتا Lapula التي يعاني سكانها من نوع غريب من الجنون بتمثل في شرودهم الذهني وسرحانهم في تأملات علمية نظرية خاصة في علوم الفلك والرياضيات والموسيقى، حيث يجد غوليفر العلماء منهمكين في تجاربهم لاستدل من الشمس من الخيار، وغيرها من المغامرات العلمية التافهة. وقد هزأ سويفت في هذه الرحلة من الفلاسفة والعلماء الغارقين في تأملاتهم غير آبهين بحياتهم العملية.

أما الرحلة الرابعة والأخيرة فهي إلى بلاد الهوينم Houyhnhnns ، حيث الخيل الناطقة العاقلة الفاضلة، التي تفوز بالسيادة بين قريناتها من المخلوقات لسلوكياتها النبيلة، على عكس بني ياهو Yahoos الذين يشبهون البشر، إلا أنهم مخلوقات بكماء، قدرة، شرسة، جشعة وأنانية ولها ميل فطري للشر. ويتساءل سويفت في هذه الرواية عن ماهية الإنسان في عصر أطلقت عليه العديد من الأسماء مثل عصر العقل وعصر التنوير، وعصر عودة الملكية، والعصر الأوغسطي، وعصر الكلاسيكية الجديدة، وخاصة أن الإنسان يعد العقل وحده كافياً ليكون مرشداً ودليلاً له في الحياة، بعيداً عن الإيمان بالله. وقد لاقت الرواية نجاحاً كبيراً وجذبت إليها الكثير من القراء، ككتاب رحلات ونص هجائي لاذع، على سوداوية نظرة سويفت للحياة كانت موضع انتقاد شدید.

إن شهر فوبوس هو أقل من فترة دوران المريخ. وبالتتابع فإن فوبوس سيظهر للمراصد من المريخ بأنه يشرق من الغرب. إن كلا التابعين صغير جدا لتمثيله بالمقياس الفرص الذي يظهر به. فحجومهما ربما استدل بها من قبل لمعانها. ولو كان لها نورانية تشبه قمرنا (قمر الأرض) أو مطارد. فسيكون لفوبوس قطر هو بين 10 إلى 20 ميلاً، ولديموس نصف ذلك الحجم.

___________________________________

(*) هو مكان خيالي ذكر في كتاب رحلات حاليقر التي كتبها 3 جوشان سویفت. ولايوتا Laputa هي جزيرة كصحرة خيالية طائرة (تحلق)، لها قطر 4.5 كيلومتر مع قاعدة إسمنتية مسلحة، والتي يمكن لسكانها المناورة في أي اتجاه باستخدام مؤهلاتهم للإبطال (التعطيل) المغناطيسي magnetic levitation يتكون سكانها أساساً من المثقفين الذين هم مغرمون بالرياضيات، والموسيقى، وعلم الفلك والتكنولوجيا، ولكنهم فاشلون في الاستفادة من معارفهم العملية (فيما يخص غرض خدمة أغراضهم) لقد أتقنوا عملية التعطيل المغناطيسي، واكتشفوا اثنين من أقمار المريخ (وهو في الواقع لو يتم اكتشافها لمدة 150 عاماً.. من بعد ظهور هذه الرواية). ومع ذلك فهم لم يتمكنوا من تصميم وبناء الملابس جيدا ولا المباني لأنهم أخذوا على عاتقهم التركيز على وسائل القياسات مثل الأرباع البوصلة وشريط القياسات .

هم مجتمع يهيمن عليه الرجال. وكثيراً ما يطلب من النساء مغادرة الجزيرة لزيارة تحت الأرض. ولكن تكاد لا تمنح هذه الطلبات لأن النساء لا يريدون العودة طوعاً، الأرض التي هي تحت الجزيرة العائمة في المنطقة التي الها أن تسافر، والتي تعرف بالنيباربي Balmibabi ويتم التحكم بها من قبل ملك Laputa بالأرض التي الغالب من تكون المدينة الرئيسية الاكودا Larado ، يتحكم الملك المستبد في البر الرئيسي في خلال التهديد لتغطية مناطق المتمردين مع الطل في الجزيرة، ومنع بذلك ضوء الشمس والمطر أو عن طريق زمي الحجارة على سطح المدن المتمردة والذي بدر هذه المرة الأولى التي ولدت القصف الجوي كأسلوب للحرب). وفي الحالات القصرى يتم إحباط الجزيرة على المدن التحتية من أجل سحقهم على الرغم من ها كله لم يكن ناجحاً في كل مرة، لا سيما في حالة لاكودا هذا جزء من الرواية الخيالية.

_______________________________

المصدر:

Things That Never Were =Page, Michael; Ingpen, Robert (1998). Encyclopedia New York: Penguin Studio, pp. 94. 150-1