تستخدم البحوث الكمية الأرقام في تحليل بياناتها، وتخضع لشروط الصدق والثبات، وتعالج بياناتها إحصائية، ويمكن تعميم نتائجها على المجتمع الأصلي، وتعتمد أساساً على البحوث المسحية التي تهتم بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية (13).

والواقع إن استخدام البحوث الكمية يهدف إلى الاقتراب من الدقة التي تمتاز بها الرياضيات بصورة محددة، ويعتبر الأسلوب الكمي في الدراسات الإعلامية وسيلة مهمة لزيادة كفاءة التحليل ودقته وشموله وتعبيره بشكل صحيح عن المضمون، وابتعاده عن التخمينات والانطباعات الذاتية للباحث. ويساعد أيضا على تقديم المعلومات في شكل جداول، مما يؤدى إلى سهولة الاطلاع عليها، وإدراك النتائج بشكل مبسط وواضح (14).

وتعتمد البحوث الكمية في إجراءاتها المنهجية على تفكيك النص أو عينة النصوص وترجمة الأفكار والمصطلحات والرموز التي ترد فيها إلى مدلولات ومؤشرات رقمية يمكن تحليلها والتوصل من خلالها إلى نتائج موضوعية دقيقة (15) ولذلك يرى بعض الباحثين أن التحليل الكمي يتميز عن التحليل الكيفي بالسمات التالية:(16)

 1- خلال التحليل الكمي تكون القراءة الأولية للمضمون الذي تحويه المادة العلمية بهدف اختبار مدى صحة الفروض .

2-  تتبع في التحليل الكمي بعض الإجراءات التي تهدف إلى إصدار أحكام موضوعية حول خصائص المضمون.

3 - يهتم التحليل الكمي بالترتيب أو بدرجة الأهمية للصفات أو الظواهر لقياس الترتيب القيمي.

4 - يلتزم التحليل الكمي بقواعد ثابتة في إجراءات التحليل بحيث يتاح للغير الفرصة للقياس من خلال اتباع نفس الأسلوب في التحليل.

5- يركز التحليل الكمي على الوصف المباشر للمضمون، وليس على أثره على الطرف الآخر، ولا على قصد مؤلف المضمون أو نيته.

 6 - يركز التحليل الكمي على شكل المضمون ووصفه بالدرجة الأولى دون الحاجة لما تعكسه من خواطر خلفية قد تكون خفية أو غير واضحة بشكل صريح.

7- يستخدم التحليل الكمي عادة أقساماً فرعية أكبر للتحليل بحيث تتضمن قوائم التحليل متغيرات فرعية كثيرة.

8 - يفيد التحليل الكمي في الموضوعات ذات المحتوى الواضح أو الصريح، حيث يسهل حل مشكلة النبات في هذا النوع من التحليل إذا كان المضمون سهلا.

ولما كانت الإحصاء العمود الفقري للبحوث الكمية، فإنه يجب التأكيد على أن استخدام الطرق الإحصائية به من الخصائص والمميزات في تحليل البيانات الكمية ولعل أبرزها: (17)

1 - تساعد الباحث على إعطاء أوصاف على جانب كبير من الثقة العلمية، وتحتاج دقة الوصف دائما إلى اختبار مدى ثبات النتائج التي حصل عليها الباحث.

2 - تساعد الإحصاء على تلخيص النتائج في شكل ملائم مفهوم، لأن البيانات التي يجمعها الباحث لا تعطى صورة واضحة إلا إذا تم تلخيصها في معامل أو رقم أو شكل توضيحي.

3 - تساعد الباحث على استخلاص النتائج العامة من النتائج الجزئية حيث لا يمكن استخلاصها إلا وفقاً لقواعد إحصائية، كما يحدد درجة احتمال صحة التعميم الذي يصل إليه.

4 – الدقة في وصف المشاهدات وتحديدها كالتعبير عن المتوسطات، والفروق بين الأفراد والجماعات، والعلاقات التي تربط الوحدات المختلفة بعضها ببعض.

5- رسم خطط البحوث والتجارب، إذ أن تصور المشكلة عن طريق دراستها بالأرقام والبيانات الإحصائية هو الذي يحددها ويساعد على رسم الخطة المناسبة لها.

6- قياس مدى الاعتماد على ما يحصل عليه البحث من نتائج من حيث سلامة العينات وحدود الثقة فيها ومدى أهميتها وقابليتها للتعيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(13) د. عبد الله عبد الرحمن, سوسيولوجيا الاتصال والإعلام، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2000، ص: 204.

(14) د. سمير محمد حسين، دراسات في مناهج البحث العلمي، عالم الكتب القاهرة، 2006، ص ص: 238، 239.

(15) د. محمد سعيد فرج، لماذا وكيف تكتب بحثا اجتماعيا، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2002، ص 301.

 (16) د. مصطفى حميد الطائي وخير ميلاد ابو بكر، مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في الإعلام، دار الوفاء للطباعة والنشر الإسكندرية، 2007، ص:128.

(17) د. ناجي بدر إبراهيم، الأساليب الكمية في علم الاجتماع، الأهرام للطباعة، الإسكندرية، 2003، ص من: 34 -36.