أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2017
1969
التاريخ: 12-7-2020
1403
التاريخ: 24-3-2022
2208
التاريخ: 2-3-2016
1680
|
الفصل بين علم الفلك والتنجيم
امتد الاعتقاد بالتنجيم إلى عهود قريبة، حتى إن الفلكي الدانماركي تيخو براهي عمل به، ومعاصره الألماني يوهانس كيلر ألف في بداياته عدة أزياج تنجيمية أطلق فيها عددا من صوات لأنه كان يرى أن ثمة نوعا من العلاقة الغامضة تقوم بين مصير فعاليات الإنسان وبين حركات النجوم والكواكب. لكن كپلر نبذ اعتقاده آخر الأمر، خصوصا بعد اكتشافه قوانين حركة الكواكب وقبوله بمنظومة كوبرنيكوس للكون (التي تخالف منظومة بطليموس التي قامت على أساسها الحسابات التنجيمية والتي تفرض أن الأرض تقع في مركز الكون، وهي محاطة بما يشبه قبة زجاجية ملصقة عليها النجوم)، ليكون كبلر آخر العلماء الذين عملوا بالتنجيم.
أما " أبو الفيزياء العصرية " (والتعبير لأينشتاين) الإيطالي غاليليو غاليلي فلم يأخذ بهذا الرأي فهو، في كتابه (حوار حول المنظومين الرئيسيين)، على لسان ساغريدو وسلفياتي، يشير إلى أن تنبؤات المنجمين غالبا ما تكون غامضة ولا تفهم إلا عندما تتحقق، حيث يتم استخلاص التنبؤات من بروج السماء، لكن بعد تحقق النبوءة، وبعد غاليليو، أتى إسحاق يوتن العظيم الذي، على الرغم من أنه، في بداياته، اعتنق بعض المعتقدات الغيبية فيما يخص التنجيم، إلا أن ما أنجزه في تفسير العالم عبر قوانين الميكانيكا وقانون الثقالة كان السبب الرئيس في الفصل بين الخرافة والعلم، وبالتالي، الفصل بين التنجيم وعلم الملك.
وتراجعت شعبية المعتقدات التنجيمية كثيرا في القرن الثامن عشر الذي شهد اكتشافات فلكية كثيرة، حيث اكتشف الكوكب أورانوس، كما اكتشفت أقمار لزحل، لينهار النظام القائم على السماوات السبع والأجرام السبعة. وقد تتالت الاكتشافات (نيتون وپلوتو وحزام الكويكبات وسحابة المذنبات وأبعاد النجوم والمجرات إلخ)، لتنهار تماما صورة النظام القديم، وليغدو تركب الأرض واحدا من عدة كواكب تدور حول شمس، هي واحدة من عدة مئات من آلاف ملايين النجوم في مجرة هي، بدورها، واحدة من عشرات آلاف ملايين المجرات الأخرى!.
قال يوهانس کبلر، اشهر منجمي عصره وآخر علماء الفلك المشتغلين بالتنجيم:
إن الأسترولوجيا (التنجيم) هي ابنة غبية من دون شك، ولكن - يا إلهي ـ ماذا كان
بوسع أنها الأسترونوميا (علم الفلك) الكبيرة الشأن، الناظمة للعقل، أن تفعل من دونها؟ إن العالم غبي سفيه، ممعن في غباوته وسفاهته، إلى درجة أن الناس سيكذبون هذه الأم المحافظة العاقلة وسيفهمون أمورها خطأ، لولا ألاعيب ابنتها وأباطيلها. إن الجوع سيعضها بنابه، لولا وجود ابنتها الحمقاء تلك.
وقال شكسبير، في رائعته الملك لير، على لسان إدموند:
أليس هذا منتهى الحماقة من الناس؟ حيثما تضطرب أمورنا ـ وهذا ما يكون غالبا نتيجة إفراط في سلوكنا نحن - تجدنا ننحو باللائمة على الشمس والقمر والنجوم ونجعلها المسؤولة عن كوارثنا! ـ كما لو كنا أشرارا بالضرورة! حمقى بدافع جبري من السماء! أوغادا ولصوصا وخونة بتأثير سلطان الأفلاك علينا! سكيرين وكذابين وزناة بسبب طاعتنا الحتمية لأوامر الكواكب! وكما لو كان كل شر في نفوسنا نتيجة دافع علوي خارج عن إرادتنا! وهكذا يجد الإنسان الفاسق مهربا رائعا لنفسه، فينسب مزاجه الشهواني إلى فعل نجم من النجوم. (...).
شكل (1): رسم تمثيلي لمنظومنا الشمسية كما تعرفها اليوم.
ولعل أفضل ما نختتم به خلاصة يقدمها العالمان فوريس وديكستر هور بقولهما:
لقد قضى علم الفلك الجديد على علم التنجيم، ولكن التنجيم ساعد في أثناء العصور الوسطى على مضاعفة المشاهدات الفلكية وعلى تحسين أدوات الفلكيين. وهو يستحق لهذا السبب تبوأ مكانة في تاريخ العلوم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|