أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2022
2322
التاريخ: 25-2-2022
1810
التاريخ: 8-9-2016
2313
التاريخ: 2023-03-15
1194
|
الحجم
يلاحظ أن أغلب العواصم الوطنية في دول العالم هي اليوم أكبر المدن فيها، فيما عدا الولايات المتحدة التي اختارت عاصمتها الحالية مدينة واشنطن لظروف خاصة. وغالبا ما ينطبق على مدن هذه الأقطار، المعادلة التي وضعها الأستاذ مارك جيفرسون Mark Jefferson عام 1936 م، والتي تعرف باسم قانون المدينة الأولى The Primate City، خاصة في الأقطار القديمة المستقرة. فقد وجد جيفرسون أن العواصم – في هذه الحالة – تكون أكبر في تعداد سكانها بثلاثة أمثال المدينة التالية لها مباشرة في نفس القطر. والمدينة الثانية أكبر بنحو الثلث في عدد سكانها من المدينة الثالثة التي تليها.. أي أن النسب بين سكان المدينة الأولى والثانية والثالثة هي الترتيب 100% – 30% – 20%..الخ. ويعزي نمو العاصمة الوطنية وتضخم حجمها، إلا أنها تجمع – إلى جانب وظيفتها السياسية التي احتكرتها – جملة كبيرة من الوظائف الأخرى.
فهي تمثل في الواقع سوق الدولة الرئيسي، ومعملها ومتجرها ومصرفها، ومعهدها وقبلتها، ورمز عزتها وملهاها وحضارتها. لذلك ندر أن ظل شعب يقاوم، بعد سقوط عاصمته الرئيسية. فخلال الحرب العالمية الثانية، سلمت ألمانيا الهتلرية بعد سقوط برلين؛ وسلمت إيطاليا موسوليني بعد سقوط روما.. ولذلك اقتضى الأمر، ألا يكون اختيار موضع العاصمة السياسية اعتباطيا.
وعليه، فبمجرد أن تستقر العاصمة في مدينة ما، فإن هذه المدينة تأخذ في النمو والتطور بسرعة فائقة. بل إنها تحتكره وتنتزعه من المدن الأخرى، التي قد يتوقف نموها أو ببطء قليلا. بل أن بعض المدن الصغرى، قد تفقد سكانا للعاصمة. فمن طبيعة الوظيفة السياسية أنها تجذب للعاصمة وظائف أخرى، كالوظائف التجارية والثقافية والترفيهية. حيث تكثر فيها العديد من السلع الكمالية والأزياء الجذابة، فضلا عن اجتذاب العاصمة للكثير من الوظائف الثقافية كالجامعات والمتاحف، ودور الكتب والنشر والصحافة، والوظائف الأدبية والترويحية كالمسارح وغيرها.
وعليه، تنمو المدينة الأولى في الدولة نموا سريعا، كما حدث لمدينة عمان منذ عام 1950 م. فبعد أن كانت لا تغطي – في ذلك الزمن – أكثر من 40 كيلو متراً مربعاً، أصبحت عام 2000 م، تغطي نحو 528 كيلو متراً مربعاً. وبعد أن كان حجمها من السكان عام 1952 م نحو 108 آلاف نسمة ، مدينة الزرقاء، أصبح حجمها السكاني بدون مدينة الزرقاء نحو 2 مليون نسمة عام 2002 م. أي أنها في أقل من خمسة عقود وصلت لهذا الحجم.
وما من شك في أن هذا التطور السريع للمدينة، يؤدي إلى الضغط الشديد على المرافق العامة، من إنارة ومياه وصرف صحي، ودفاع مدني وأمن عام وخدمات اجتماعية، بالإضافة إلى مشكلات الازدحام، والمواصلات والضجيج، وارتفاع الإيجارات وأسعار الأراضي والسلع. كان هذا أحد الأسباب التي حدت ببعض الدول الحديثة بأن تتحاشي المدن الكبرى عند اختيار العواصم، والاتجاه نحو المدن الصغرى أو المتوسطة الحجم، مثل الولايات المتحدة، واختيار مدينة واشنطن بدلا من نيويورك، واستراليا التي اختارت العاصمة كانبرا بدلا من سدني، واختيار البرازيل موضع العاصمة الجديدة برازيليا بدلا من ريودي جانيرو.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|