أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2017
1513
التاريخ: 2-08-2015
1891
التاريخ: 11-08-2015
1837
التاريخ: 11-08-2015
2016
|
الموضوع
: الجوهر والعرض ليسا جنسين لما تحتهما.
المؤلف : محمد جعفر الاسترآبادي المعروف
بــ(شريعتمدار).
الكتاب :
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة.ص263-266/ج1.
________________________________________________
أقول
: قال العلاّمة الحلّي ; : « اتّفق العقلاء على أنّ العرض من حيث هذا المفهوم ليس
جنسا لما تحته ، بل هو أمر عرضيّ ، واختلفوا في الجوهر هل هو جنس لما تحته أو
عارض؟ فالذي اختاره المصنّف ; أنّه عارض ، وجعل الجوهريّة والعرضيّة من ثواني
المعقولات ؛ فإنّ كون الذات مستغنية عن المحلّ أو محتاجة إليه أمر زائد على نفس
الذات ومن الأمور الاعتباريّة وحكم من أحكامها الذهنيّة.
واستدلّ
عليه بأنّ الذهن يتوقّف في نسبة أحدهما إلى الذات وحمله عليها على وسط وبرهان ،
ولهذا احتجنا إلى الاستدلال على عرضيّة الكلّيّات (2) والكيفيّات وجوهريّة النفوس
وأشباه ذلك، وجنس الشيء لا يجوز أن يتوقّف ثبوته له على البرهان ؛ لأنّ ذاتيّ
الشيء بيّن الثبوت لذلك الشيء » (3).
وأنا
أقول : يمكن أن يردّ ذلك الاستدلال بأنّ ذاتيّ الشيء إنّما يكون بيّن الثبوت له
إذا كان ذلك الشيء متصوّرا بالكنه لا بالوجه ، كتصوّر النفس بكونها مدبّرة للبدن
وأيضا المعقولات الثانية عبارة عمّا لا يعقل إلاّ عارضا لمعقول آخر ولم يكن في
الأعيان ما يطابقه ، أو عبارة عن العوارض المخصوصة بالوجود الذهني ولم يصدق شيء
منهما على الجوهر ، كما لا يخفى.
نعم
، الجوهريّة ـ بالياء والتاء المصدريّتين ـ مفهوم اعتباريّ يصدق عليه أنّه معقول
ثان لا الجوهر ، ولهذا يعدّ الجوهر جنس الأجناس ، ويعرّف الجسم الطبيعي بالجوهر
القابل للأبعاد الثلاثة ، بمعنى إمكان تحقّق الخطوط الثلاثة المتقاطعة على زوايا
قوائم.
فإن
قلت : لو كان الجوهر جنسا للجواهر لكان تمايزها بفصول ، على ما هو شأن الأنواع
المندرجة تحت جنس ، فتلك الفصول إن كانت جواهر ، ننقل الكلام إلى ما به تمايزها
فيلزم التسلسل وامتناع التعقّل ، وإن كانت أعراضا يلزم افتقار الجوهر إلى الموضوع.
قلت
: ـ مضافا إلى النقض بغيره من الأجناس ، ولزوم كون النوع بلا جنس ـ : إنّ المراد
أنّ الجوهر جنس لما تحته من الحقائق المحصّلة النوعيّة لا لكلّ ما يصدق عليه ، بل
الجنس بالنسبة إلى الفصل الذي يحصّله عرض عامّ ، فلا يلزم التسلسل وامتناع التعقّل
، مع أنّ الذي ذكره ; يدلّ على الزيادة لا على كونه من المعقولات الثانية.
قال
: ( واختلاف الأنواع في الأولويّة ).
أقول
: هذا دليل ثان على كون الجوهر عرضا عامّا لجزئيّاته لا جنسا لها ؛ وذلك لأنّ بعض
الجزئيّات أولى بالجوهريّة من بعض ولا تفاوت في الأجناس والذاتيّات ، وهو يدلّ على
كون العرض أيضا عرضيّا ؛ لوقوع التفاوت فيه بين جزئيّاته فإنّ الأعراض القارّة
أولى بالعرضيّة من غيرها.
وردّ
بأنّا لا نسلّم اختلاف أنواعهما في حقيقة الجوهريّة والعرضيّة بالأولويّة وعدمها ،
ولو سلّم فغايته عدم كونهما ذاتيّين لجميع ما تحتهما ، فجاز كونهما جنسين لبعض ما تحتهما
من الأنواع.
قال
: ( والمعقول اشتراكه عرضيّ ).
أقول
: هذا دليل ثالث على عدم جنسيّتهما ، ومعناه أنّا نعقل بين الجسم والعقل والنفس
والمادّة والصورة أمرا مشتركا ، أعني الاستغناء عن الموضوع ، ولا نعقل بينها
اشتراكا في غيره ، وهذا القدر أمر عرضيّ مع أنّه أمر سلبيّ ؛ لأنّه عبارة عن عدم
الحاجة إلى الموضوع ، والعدميّ لا يكون جنسا للأنواع المحصّلة ، فالجوهريّة إن
جعلت عبارة عن هذا الاعتبار كانت عرضا عامّا ، وإن جعلت عبارة عن الماهيّة
المقتضية لهذا الاعتبار ، فليس هاهنا ماهيّة للجسم وراء كونه جسما ، وكذلك البواقي
، وهذه الماهيّات تقتضي هذا الاعتبار وإن اختلفت مع اشتراكه.
وكذلك
البحث في العرض ؛ فإنّا نعقل الاشتراك بين الكمّ والكيف وباقي الأعراض في الحاجة
إلى المحلّ والعرضيّة في الوجود ، وهذا المعنى أمر اعتباريّ ، فليست العرضيّة جنسا
لما تحتها.
وفيه
: أنّ الجوهر والعرض كسائر الأجناس ممّا ينتزع منه أو يقوم به ذلك المعنى المصدري
الذي يعتبر في التعريف الذي هو رسم لا حدّ.
__________________
(1) في « كشف المراد » و « تجريد
الاعتقاد » : « على » بدل « إلى ».
(2)
كذا في الأصل ، وفي « كشف المراد » : « الكمّيّات ».
(3)
« كشف المراد » : 140 ، وقد نقل عنه بتصرّف.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|