أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2016
![]()
التاريخ: 29-12-2021
![]()
التاريخ: 2-1-2022
![]()
التاريخ: 13-9-2021
![]() |
نشأة وتطور علم الجيوبولتيك
إن أفكار الجيوبولتيكا قديمة قدم البشرية حيت بدأت ملامح اسم تتضح منذ أن أخذت المجتمعات البشرية تتجه نحو إقامة الدولة The Stats وحينها بدأ اهتمام المفكرين بدراسة تأثيرات البيئة الجغرافية على الشؤون السياسية، ومنها توصل المؤرخ اليوناني هيرودوت –Hiroudot إلى أن، سياسة الدولة تعتمد على جغرافيتها، من هنا كانت الانطلاقة من قبل المفكر اليوناني أرسطو Aristo الذي كتب عن علاقة السياسة بالجغرافيا في مؤلفه ”السياسة The Politics الذي أكد فيه أن، موقع اليونان الجغرافي في الإقليم المعتدل "المناخي" قد أهل الإغريق إلى السيادة العالمية على شعوب الشمال "البارد" و الجنوب "الحار"، و قد تبنى سياسته على تقسيمات بارمينيدس Parminides- للعالم إلى خمسة أقسام: إقليم شديد الحرارة و إقليمان شديدا البرودة و إقليمان معتدلان، و أكد أن الإقليم المعتدل الذي يسكنه الإغريق هو الإقليم الذي يحمل في طياته بذور القوة.
وينسب البعض آراء ابن خلدون في مراحل عمر الدولة إلى مفهوم الدولة العضوية كما تتطور في الدراسات الجيوبولتيكية، ويرى كثير من الباحثين أن المفكر الفرنسي مونتسكيو هو من وضع الإشكالية الأساسية لهذا العلم عندما ربط مجمل السلوك السياسي للدولة بالعوامل الطبيعية وعلى رأسها المناخ والطبوغرافيا مع التقليل من مكانة العوامل السكانية والاقتصادية.
لكن الانطلاقة الحقيقية لهذا العلم بمنهجياته ومحدداته الأساسية تعود إلى الألماني فردريك راتزل (1844-1904) الذي يرجع إليه الفضل في كتابة أول مؤلف في الجيوبوليتكا يحمل عنوان "الجغرافيا السياسية" في عام 1897م.
وقد شهد القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين تطورا كبيرا لهذا العلم سواء على المستوى النظري، أو على مستوى تأثيره في صياغة التوجهات الاستراتيجية الكبرى للدول، وقد لا يكون من المتيسر على الباحثين في التاريخ الحديث فهم الرؤى الاستراتيجية التي وجهت المواقف والتحولات الكبرى في الحرب العالمية الثانية بدون العودة إلى مقولات الجيوبولتيكا، خاصة بالنسبة لدولة كألمانيا في العهد النازي حيت تحولت مقولات الجيوبولتيكا الألمانية إلى مقولات مقدسة يتحدد تبعا لها الموقف من الحرب والسلام.
بل وصل تأثير الجيوبوليتيك في هذه المرحلة للغن فنجد لوحة «طفل الجيوبوليتيك يراقب ولادة الإنسان الجديد للفنان الإسباني سلفادور دالي إحدى أشهر اللوحات العالمية, رسم دالي اللوحة التي تميل إلى السيريالية عام 1943 في نيويورك ولمغردة الجيوبوليتيك في عنوان اللوحة دلالة خاصة فهي تشير إلى النزعة الاستعمارية وإرادة الهيمنة السياسية والعسكرية.
وتصور اللوحة بيضة ضخمة على شكل الكرة الأرضية وينبثق منها طفل هو في الواقع أقرب إلى أن يكون “رجلا” يحاول الخروج من باطن هذه الكرة بعنف وكأنه في صراع تاركا وراءه خيطا سميكا من الدماء النازفة.
والرجل يطبق بقبضته في الخارطة المرسومة على البيضة على قارة “أوروبا” وبالأخص “إنجلترا”، ولهذا دلالة عند “دالي”، فقد حاول أن يعبر عن وجهة نظر سياسية تجاه صعود نجم أمريكا بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية. .
على يمين اللوحة تقف امرأة تشير بيدها إلى الحدث العظيم، وترمز إلى الأم أو الأرض التي تقف لتراقب ما يجري وهي لا تستطيع أن تتدخل في المشهد، إلى جانبها طفل يراقب المشهد في ذهول واستغراب، يتشبث بساقيها، والطفل هنا أراد به دالي الإشارة إلى الجماعات الإنسانية والثقافات التي تتمسك بالأرض خوفا مما قد يحمله المستقبل من مخاطر نتيجة ولادة الطفل العنيف.
لذا نجد دلالة واضحة على أن ظل الطفل في اللوحة تجاوز ظل المرأة، فهي لن تحرك ساكنا بينما الطفل الذي يرمز إلى الجماعات يبدو أنه على استعداد للنضال أمام الوحش المقبل, نجح دالي في تصوير عملية الولادة المتعسرة والشراسة التي يبديها الطفل في سعيه للخروج، وكأنه لا يأبه لتمزيق العالم أجمع. لقد توجس دالي مبكرا من صعود أمريكا كقوة عظمى جديدة وكأنه يستشرف المستقبل, ويرمز الدم في اللوحة إلى ويلات الحروب التي عززت مكان الولايات المتحدة وصعدت على أعقابها، والقبضة المطبقة على أوروبا تشير إلى هيمنة كبيرة للوليد الجديد في المستقبل على حلفاء اليوم.
قام دالي ايضا بتضخيم متعمد لقارة أفريقيا في إشارة إلى دورها المتنامي الذي ستلعبه دول العالم الثالث في السياسة الدولية في المستقبل.
لقد كان لحادث إسقاط أمريكا القنابل النووية على اليابان أثرا في نفس سلفادور، دفعه لاستكشاف طرق وأساليب فنية جديدة لتصوير المستقبل, واستمر الحال على هذا المنوال حتى تسعينات القرن الماضي عندما لاحت مؤشرات الانهيار الكبير للدولة "السوبر عملاقة" الاتحاد السوفيتي، لنعود ونشهد الولادة الجديدة لمقولات الجيوبولتيك، ذلك أن انهيار كل المحددات الأيديولوجية والسياسية التي قام على أساسها النظام العالمي ثنائي القطبية بعد الحرب العالمية الثانية، دفع الباحثين في محاولاتهم تلمس شكل النظام الجديد المرتقب إلى أكثر العوامل ثباتا وديمومة في صنع الكتل السياسية الكبرى، ألا وهي الجغرافيا؛ فعادت إلى الظهور مقولات الجيوبولتيكا وظهرت في المكتبات مؤلفات كلاسيكية ودراسات حديثة تسعى لقراءة التحولات الكونية الكبرى من منظور جيوبولتيكي.
وقد كانت دراسات الروسي ألكسندر دوغين، والتي ترجمت إلى معظم اللغات الأوروبية، من أبرز الدراسات العالمية في هذا المجال، حيث أسهمت في إعادة تقديم النظريات الكلاسيكية لمؤسسي هذا العلم وفي إثارة جدل كبير في روسيا حول الدور السياسي العالمي المنوط بروسيا سواء رغب الساسة الحديثين في ذلك أم لم يرغبوا؛ فحقائق الجغرافيا تفرض على روسيا مصيرا
سياسيا يتناسب وعمق المدى الروسي وطبيعة الامتداد على مساحة شاسعة من قارتين هما آسيا وأوروبا, وقد عمل ألكسندر دوغين مستشارا للبرلمان الروسي خلال سنوات 1998- 2003 وهو اليوم رئيس خبراء الجيوبولتيكا التابع للمجلس الاستشاري المتخصص بشؤون الأمن القومي التابع لرئاسة مجلس النواب الروسي "الدوما".
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|