أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8676
التاريخ: 2023-04-01
1225
التاريخ: 24-09-2014
16886
التاريخ: 24-09-2014
8702
|
الفهم الخاطئ لمسألة الشّفاعة آثار اعتراض فئتين على ما بينهما من تضاد.
الفئة الاُولى : اعترضت على الشفاعة من منطلق مادي واعتبرتها عاملاً للتخدير ولإماتة روح السّعي والمثابرة، وقد أجبنا على اعتراضات هذه الفئة فيما سبق.
الفئة الاُخرى : اعترضت على الشفاعة من منطلق السلفية، واعتبرتها شركاً وانحرافاً عن خط التوحيد، ويمثل هذه الفئة «الوهابيون» ومن لفّ لفّهم.
والإِجابة على اعتراضات الوهابيين وإن كانت تحتاج إلى إطالة وخروج عن طريقة التّفسير إلاّ أنها ضرورية لأسباب عديدة.
لابد من الالتفات أولا إلى أن الحركة الوهّابيّة، التي ظهرت خلال القرنين الإخيرين في الجزيرة العربية على يد «محمّد بن عبد الوهّاب» لم تتجه في أفكارها المتطرفة الجافة إلى معارضة مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) فقط، بل اصطدمت بمعظم المسلمين من أهل السنة أيضاً.
محمّد بن عبد الوهاب (المتوفّي 1206 هـ ) استقى أفكاره من «ابن تيمية» (أحمد بن عبد الحليم الدمشقي المتوفى سنة 728 هـ.)، أي قبل أربعة قرون تقريباً من ظهور الوهّابية، ويعتبر المنظّر لهذه الحركة.
استطاع عبد الوهّاب خلال الأعوام (1160 ـ 1206 هـ ) بالتعاون مع الحكام المحليين أن ينشر دعوته بين القبائل البدوية المتنقّلة في الجزيرة العربية ويبثّ فيهم تعصباً أعمى باسم الدفاع عن التوحيد ومكافحة الشرك، وعبّد البدو والمتعصبين من أتباعه على طريق قمع معارضيه، واستطاع بذلك أن يكتسب قدرة سياسية ويسيطر بشكل مباشر وغير مباشر على الحكم، وأراق من أجل ذلك دماة كثيرة من المسلمين في أرض الجزيرة العربية وخارجها.
في سنة 1216 هـ (عشر سنوات بعد وفاة مؤسس الحركة الوهّابية) هاجمت جماعة من الوهّابيين مدينة كربلاء قادمة من صحراء الجزيرة العربية، واستغلوا فرصة سفر أهالي المدينة إلى النجف الأشرف بمناسبة عيد الغدير، فدخلوا المدينة وقاموا بتخريب وهدم مرقد سيد الشهداء الحسين بن علي(عليه السلام) وسائر المراقد الشريفة في هذه المدينة، ونهبوا ما فيها من أبواب ذهبية ونفائس، وقتلوا ما يقرب من خمسين شخصاً عند ضريح الحسين، وخمسمائة شخص في صحن الروضة المشرفة، كما قتلوا أعداداً كبيرة في سائر أنحاء المدينة، حتى بلغ عدد المقتولين في ذلك الهجوم الوهابي خمسة آلاف إنسان، ولم يسلم منهم حتى الشيوخ والعجائز والأطفال، كما نهبوا كثيراً من البيوت.
في عام 1344 أفتى فقهاء المدينة الخاضعون لجهاز الحكم الوهابي بهدم قبور أئمّة الإِسلام وأولياء الله الصالحين، ونفذت هذه الفتوى في اليوم الثامن من شوّال من السنة المذكورة، وهمّ المنفذون أن يهدموا قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً، لولا تراجعهم أمام صيحات اعتراض المسلمين.
أتباع محمّد بن عبد الوهاب يتميزون على العموم بالخشونة والتصلّب والسطحية واللجاج والبعد عن المنطق والتعقّل وقد حصروا الإِسلام ـ عمداً أو غفلة ـ في إطار مكافحة عدد من الظواهر كالشفاعة وزيارة القبور والتوسل، وبذلك أبعدوا أتباعهم ومن خضع لسيطرتهم عن المسائل الإِسلامية الحياتية، وخاصة فيما يرتبط بالعدالة الاجتماعية، ومكافحة السيطرة الاستعمارية، والتصدي للثقافة الماديّة وللمدارس الإِلحادية.
لذلك لا تجد في أوساط الوهابيين حديثاً عن هذه المسائل، بل تسود أجواءهم حالة فظيعة من الغفلة والركود.
نعود إلى رأي هذه الفئة بشأن الشفاعة، هؤلاء يقولون: لا يحق لأحد أن يستشفع برسول الله، وأن يقول: «يا محمّد اشفع لي عند الله» لأن الله سبحانه يقول { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]
وفي رسالة «كشف الشبهات» لمحمّد بن عبد الوهاب نقرأ ما يلي:
«فإن قال أن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى الشفاعة وأطلبه ممّا أعطاه الله. فالجواب أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا وقال: (فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) وأيضاً فإن الشفاعة أعطاها غير النّبي، فصح أن الملائكة يشفعون والأولياء يشفعون ... أتقول أن الله أعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين»(1).
ويقول محمّد بن عبد الوهاب في رسالة أربع قواعد ما حاصله: إن الخلاص من الشرك يكون بمعرفة أربع قواعد.
الاُولى: انّ الكفار الذين قاتلهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مقرّون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر ... لقوله تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ } [يونس: 31]
الثّانية: إنّهم يقولون ما دعونا الأصنام وتوجهنا إليهم إلا لطلب القرب والشفاعة {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } [يونس: 18]
الثّالثة: إنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) ظهر على قوم متفرقين في عبادتهم، فبعضهم يعبد الملائكة، وبعضهم الأنبياء الصالحين، وبعضهم الأشجار والأحجار، وبعضهم الشمس والقمر، فقاتلهم ولم يفرق بينهم.
الرّابعة: إن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين، لأن أُولئك يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، هؤلاء شركهم في الحالتين لقوله تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } [العنكبوت: 65]
ومن العجيب أن الوهابيين تبلغ بهم الجرأة في تكفير المسلمين بحيث يبيحون نهب أموال المسلم وسفك دمه بسهولة، وقد فعلوا ذلك في تاريخهم مراراً.
يقول الشيخ «سليمان بن لحمان» في كتابه «الهدية السنية»:
«إن الكتاب والسنّة دلاّ على أن من جعل الملائكة والأنبياء أو ابن عباس أو أبا طالب أو ... وسائط بينهم وبين الله ليشفعوا لهم عند الله لأجل قربهم إلى الله ـ كما يفعل عند الملوك ـ إنه كافر مشرك حلال الدم والمال! وان قال أشهد أن لا إله
إلاّ الله وأشهد أن محمّداً رسول الله وصلّى وصام»!!(2).
ومع هذا الإِفتاء يتضح حال المسلمين في جميع أقطار العالم الإِسلامي الذين يستشفعون بهم، اقتداء بكتاب الله وسنّة نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم).
روح البطش والسفك واللجاجة في هؤلاء لا تخفى على أحد، وهكذا جهلهم بالمسائل الإِسلامية والقرآنية.
____________________________
1. كشف الشبهات- لمحمد بن عبد الوهاب ,نقلا عن رسالة البراهين الجلية ,ص17
2. الهدية السنية ,ص24_17 ,طبع تفسير المنار بمصر ,نقلا عن كتاب كشف الارتياب ,ص163
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|