أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
2602
التاريخ: 30-9-2019
3867
التاريخ: 29-12-2015
8858
التاريخ: 21-06-2015
1854
|
ابن عبيد الديلمي، مولى بني بكر بن وائل، وقيل مولى مكنف بن زيد الخيل. الكوفي المعروف بالراوية.
قال المدائني: كان من أعلم الناس بأيام العرب
وأخبارها وأشعارها وأنسابها ولغاتها وكانت ملوك بني أمية تقدمه وتؤثره وتستزيره
فيفد عليهم ويسألونه عن أيام العرب وعلومها ويجزلون صلته. وعن الهيثم بن عدي صاحبه
وراويته قال: قال الوليد بن يزيد لحماد الراوية بم استحققت هذا اللقب فقيل لك
الراوية فقال بأني أروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به ثم أروي لأكثر منهم ممن أعرف أنك لم
تعرفه ولم تسمع به ثم لا أنشد شعرا لقديم ولا محدث إلا ميزت القديم منه من المحدث.
فقال: إن هذا لعلم وأبيك كبير فكم مقدار ما يحتفظ من الشعر قال كثيرا ولكني أنشدك
على كل حرف من حروف المعجم مائة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر
الإسلام. قال: سأمتحنك في هذا. وأمره بالإنشاد فأنشد حتى ضجر الوليد ثم وكّل به من
استخلفه أن يصدقه عنه ويستوفي عليه فأنشده ألفين وتسعمائة قصيدة للجاهليين وأخبر
الوليد بذلك فأمر له بمائة ألف درهم.
وروي
عن حماد الراوية أنه قال: كنت منقطعا إلى يزيد بن عبد الملك وكان أخوه هشام يجفوني
لذلك دون سائر أهله من بني أمية. فلما مات يزيد وأفضت الخلافة إلى هشام خفته فمكثت
في بيتي سنة لا أخرج إلا لمن أثق به من إخواني سرا فلما لم أسمع أحدا يذكرني أمنت
فخرجت وصليت الجمعة في الرصافة ثم جلست عند باب الفيل فإذا شرطيان قد وقفا علي
فقالا يا حماد أجب الأمير يوسف بن عمر فقلت في نفسي هذا الذي كنت أحذره ثم قلت
لهما هل لكما أن تدعاني حتى آتي أهلي فأودعهم وداع من لا ينصرف إليهم أبدا ثم أصير
معكما إلى الأمير فقالا ما إلى ذلك سبيل فاستسلمت إليهما وصرت إلى يوسف بن عمر وهو
في الإيوان الأحمر فسلمت عليه فرمى إلي كتابا فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم" من عبد الله
هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر أما بعد فإذا قرأت كتابي هذا فابعث إلى حماد
الراوية من يأتيك به غير مروع ولا متعتع وادفع إليه خمسمائة دينار وجملا مهريا
يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق. فأخذت الدنانير ونظرت فإذا جمل مرحول فركبته
وسرت اثنتي عشرة ليلة حتى وافيت باب هشام فاستأذنت فأذن لي فدخلت عليه في دار
قوراء مفروشة بالرخام وهو في مجلس مفروش بالرخام بين كل رخامتين قضيب ذهب وهشام
جالس على طنفسة حمراء وعليه ثياب خز حمر وقد تضمخ بالمسك والعنبر وبين يديه مسك
مفتوت في أواني ذهب يقلبه بيده فيفوح فسلمت عليه بالخلافة فرد علي السلام
واستدناني فدنوت منه حتى قبلت رجله فإذا جاريتان لم أر مثلهما قط وفي أذني كل
واحدة منهما حلقتان فيهما لؤلؤتان تتقدان. فقال لي: كيف أنت يا حماد وكيف حالك؟ فقلت:
بخير يا أمير المؤمنين. قال: أتدري فيم بعثت إليك قلت لا قال بعثت إليك بسبب بيت
خطر ببالي لا أعرف قائله. قلت: وما هوقال؟: [الخفيف]
(ودعوا بالصبوح يوما فجاءت ... قينة في يمينها إبريق)
فقلت
هذا يقوله عدي بن زيد العبادي في قصيدة له:
قال فأنشدنيها فأنشدته:
(بَكِر العاذلون في وضح الصبح ... يقولون لي ألا
تستفيق)
(ويلومون فيك يا ابنة عبد الله ... والقلب عندكم
موهوق)
(لست أدري إذ أكثروا العذل فيها ... أعدوٌّ
يلومني أم صديق)
(زانها حسنها وفرع عميم ... وأثيث صلت الجبين أنيق)
(وثنايا مفلجات عذاب ... لا قصار ترى ولا هن روق)
(ودعوا بالصبوح يوما فجاءت ... قينة في يمينها إبريق)
(قدمته
على عقار كعين الديك ... صفى سلافها الراووق)
(مرة قبل مزجها فإذا ما ... مزجت لذ طعمها من يذوق)
(وطفا فوقها فقاقيع كالدر ... صغار يثيرها التصفيق)
(ثم كان المزاج ماء سحاب ... لا صرى آجن ولا مطروق)
قال: فطرب هشام ثم قال: أحسنت يا حماد، يا جارية
اسقيه فسقتني شربة ذهبت بثلث عقلي وقال أعد فأعدت فاستخفه الطرب حتى نزل عن فرشه
ثم قال للجارية الأخرى اسقيه. فسقتني شربة ذهبت بثلث عقلي الثاني فقلت إن سقتني
الثالثة افتضحت فقال لي هشام سل حاجتك قلت كائنة ما كانت قال نعم قلت إحدى الجاريتين
فقال هما جميعا لك بما عليهما وما لهما.
ثم قال للأولى اسقيه فسقتني شربة لم أعقل بعدها
حتى أصبحت فإذا بالجاريتين عند رأسي وعدة من الخدم مع كل واحد منهم بدرة فقال لي
أحدهم أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك خذ هذه فأصلح بها شأنك. فأخذتها
والجاريتين وانصرفت إلى أهلي.
قال الهيثم بن عدي: ما رأيت رجلا أعلم بكلام
العرب من حماد وقال الأصمعي كان حماد أعلم الناس إذا نصح يعني إذا لم يزد وينقص في
الأشعار والأخبار فإنه كان متهما بأنه يقول الشعر وينحله شعراء العرب. وقال المفضل
الضبي: قد سلط على الشعر من حماد الراوية ما أفسده فلا يصلح أبدا فقيل له وكيف ذلك
أيخطىء في رواية أم يلحن؟ قال: ليته كان كذلك فإن أهل العلم يردون من أخطأ إلى
الصواب ولكنه رجل عالم بلغات العرب وأشعارها ومذاهب الشعراء ومعانيهم فلا يزال
يقول الشعر يشبه به مذهب رجل ويدخله في شعره ويحمل ذلك عنه في الآفاق فتختلط أشعار
القدماء ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد وأين ذلك؟ وذكر
أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس أن حمادا هو الذي جمع السبع الطوال ولم يثبت ما ذكره
الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة. ولحماد أخبار طوال اقتصرنا على ما ذكرناه
منها.
وكانت ولادته في سنة خمس وتسعين وتوفي سنة خمس
وخمسين ومائة.
ورثاه ابن كناسة الشاعر بقوله: [المنسرح]
(لو كان ينجي من الردى حذر ... نجاك مما أصابك الحذر)
(يرحمك الله من أخي ثقة ... لم يك في صفو وده كدر)
(فهكذا يفسد الزمان ويفنى ... العلم فيه ويدرس الأثر)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|