المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



علي بن سليمان بن الفضل (الأخفش الصغير)  
  
20443   04:57 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص126-131
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2417
التاريخ: 8-2-2018 3496
التاريخ: 22-06-2015 3087
التاريخ: 14-08-2015 1860

أبو الحسن وهو الأخفش الصغير وهناك الأخفش الأكبر وهو أبو الخطاب عبد الحميد وقد ذكر والأوسط وهو أبو الحسن سعيد بن مسعدة وقد مر في بابه وهناك أخفش آخر وهو عبد العزيز بن أحمد المغربي الأندلسي وقد ذكر في بابه أيضا وغيرهم. ومات علي بن سليمان هذا في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة ودفن بمقبرة قنطرة البردان ذكر ذلك المرزباني. قال المرزباني في كتاب المقتبس ذكر جماعة لقيناهم من النحويين وأهل اللغة. منهم علي بن سليمان بن الفضل الأخفش ولم يكن بالمتسع في الرواية للأخبار والعلم بالنحو وما علمته صنف شيئا ألبتة ولا قال شعرا وكان إذا سئل عن مسائل النحو ضجر وانتهر كثيرا من يواصل مساءلته ويتابعها. ثم ذكر وفاته كما تقدم قال وشهدته يوما وصار إليه رجل من حلوان كان يلزمه فحين رآه قال له: [الكامل]

 (حياك ربك أيها الحلواني ... ووقاك ما يأتي من الأزمان)

 ثم التفت إلينا وقال: ما نحن من الشعر إلا هذا وما جرى مجراه. هكذا ذكر أبو عبيد الله تلميذه وصاحبه.

 وقال الجوهري الأجلع الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه وكان الأخفش الأصغر النحوي أجلع. ووجدت في كتاب فهرست ابن النديم بخط مؤلفه وذكر الأخفش هذا فقال له من التصانيف كتاب الأنواء وكتاب التثنية والجمع وكتاب شرح سيبويه حدثني الصاحب الوزير جلال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف القفطي أدام الله أيامه أنه ملكه في خمسة أجلاد. وكتاب تفسير رسالة كتاب سيبويه رأيته في نحو خمس كراريس وكتاب الحداء ووجدت أهل مصر ينسبون إليه كتابا في النحو هذبة أحمد بن جعفر الدينوري وسماه المهذب. وحدث أبو عبيد الله حضرت يوما أبا الحسن الأخفش ودفع كتابا إلى بعض من كان في مجلسه ليكتب عليه اسمه فقال له أبو الحسن خفش خفش يريد اكتب الأخفش ثم قال أنشدنا أبو العباس المبرد: [الكامل]

 (لا تكرهن لقبا شهرت به ... فلرب محظوظ من اللقب)

 (قد كان لقب مرة رجل ... بالوائلي فعد في العرب)

 قال الأخفش دعاني سوار بن أبي شراعة فتأخرت عنه وكتب إلي: [المتقارب]

 (مضى النور واستبهم الأغطش ... وأخلفني وعده الأخفش)

(وحال وحالت به شيمة ... كما حال عن لونه البرقش)

 (أبا حسن كنت لي مألفا ... فما لك عن دعوتي تطرش)

 (وكنت لأعدائك الشانئيك ... سماما كما نفث الأرقش)

 (وكنت بقربك في روضة ... فها أنا والبلد المعطش)

 (إذا قلت قرطست في صاحب ... نزعت كما ينزع المرعش)

 (وسيان عندي من عقني ... عقوقك والحية الحربش)

 (أقول وما حلت عن عهده ... رأيتك كالناس إذ فتشوا)

 وحدث ((أخلي في الأصل)) قال: كان ابن الرومي كثير الهجاء للأخفش وذاك أن ابن الرومي كان كثير الطيرة وكان الأخفش كثير المزاح وكان يباكره قبل كل أحد فيطرق الباب على ابن الرمي فيقول من بالباب فيقول الأخفش ((حرب بن مقاتل)) وما أشبه ذلك فقال ابن الرومي يهجوه ويتهدده: [المنسرح]

 (قل لنحوينا أبي حسن ... إني حسام متى ضربت مضى)

 (لا تحسبن الهجاء يحفل بالرفع ... ولا خفض خافض خفضا)

 (كأنني بالشقي معتذرا ... إذا القوافي أذقنه مضضا)

 (ينشدني العهد يوم ذاك وللعهد ... خضاب أزاله فنضا)

 قال المرزباني فحدثني المظفر بن يحيى قال حدثني أبو عبد الله النحوي أن الأخفش قال يوما لابن الرومي إنما كنت تدعي هجاء مثقال فلما مات مثقال انقطع هجاؤك. قال: فاختر علي قافية. قال: على روي قصيدة دعبل الشينية. فقال قصيدته التي يهجوه فيها ويجود حتى لا يقدر أحد أن يدفعه عن ذلك ويفحش حتى يفرط أولها: [المتقارب]

 (ألا قل لنحويك الأخفش ... أنست فأقصر ولا توحش)

 (وما كنت عن غية مقصرا ... وأشلاء أمك لم تنبش)

 قال فيها:

 (أما والقريض ونقاده ... ونجشك فيه مع النجش)

 (ودعواك عرفان نقاده ... بفضل النقي على الأنمش)

 (لئن جئت ذا بشر حالك ... لقد جئت ذا نسب أبرش)

 (وما واحد جاء من أمه ... بأعجب من ناقد أخفش)

 (كأن سنا الشتم في عرضه ... سنا الفجر في السحر الأغبش)

 (أقول وقد جاءني أنه ... ينوش هجائي مع النوش)

(إذا عكس الدهر أحكامه ... سطا أضعف القوم بالأبطش)

 (وما كل من أفحشت أمه ... تعرض للقذع الأفحش)

 وهي قصيدة طويلة. ولما سار هجاؤه في الأخفش جمع الأخفش جماعة من الرؤساء وكان كثير الصديق فسألوا ابن الرومي أن يكف عنه فأجابه إلى الصفح عنه وسألوه أن يمدحه بما يزيل عنه عار هجائه فقال فيه: [الخفيف]

 (ذكر الأخفش القديم فقلنا ... إن للأخفش الحديث لفضلا)

 (فإذا ما حكمت والروم قومي ... في كلام معرب كنت عدلا)

 (أنا بين الخصوم فيه غريب ... لا أرى الزور للمحاباة أهلا)

 (ومتى قلت باطلا لم ألقب ... فيلسوفا ولم أسم هرقلا)

 وذكر الزبيدي أن الأخفش كان يتحفظ هجاء ابن الرومي له ويمليه في جملة ما يملي فلما رأى ابن الرومي أنه لم يألم لهجائه ترك هجوه. وكان الأخفش قد قرأ على ثعلب والمبرد وأبي العيناء واليزيدي.

 وحدث الأخفش قال: استهدى إبراهيم بن المبرد جليسا يجمع إلى تأديب ولده الاستمتاع بإيناسه ومفاكهته فندبني إليه وكتب معي قد أنفذت إليك أعزك الله فلانا وجملة أمره: [الوافر]

 (إذا زرت الملوك فإن حسبي ... شفيعا عندهم أن يخبروني)

 وقدم الأخفش هذا مصر في سنة سبع وثمانين ومائتين وخرج منها سنة ثلاثمائة إلى حلب مع علي بن أحمد بن بسطام صاحب الخراج فلم يعد إلى مصر.

 وحدث أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابىء في كتابه كتاب الوزراء قال:

 حكى لي أبو الحسن ثابت بن سنان قال كان أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش مواصل المقام عند أبي علي بن مقلة ويراعيه أبو علي ويبره فشكا إليه في بعض الأيام الإضافة وسأله أن يكلم أبا الحسن علي بن عيسى وهو يومئذ وزير في أمره وسأله إجراء رزق عليه في جملة من يرتزق من أمثاله فخاطبه أبو علي وسأل أن يجري عليه رزقا في جملة الفقهاء فانتهره علي بن عيسى انتهارا شديدا وأجابه جوابا غليظا وكان ذلك في مجلس حافل ومجمع كامل فشق على أبي علي ما عامله به وقام من مجلسه وقد اسودت الدنيا في عينيه وصار إلى منزله لائما لنفسه على سؤال علي بن عيسى ما سأله وحلف أنه يجرد في السعي عليه ووقف الأخفش على الصورة واغتم وانتهت به الحال إلى أن أكل الشلجم النيء وقيل إنه قبض على قلبه فمات فجأة وكان موته في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.