نشأة جغرافية المدن:

بقيت جغرافية المدن تتطور وأن التطور الذي أصاب الجغرافية بوجه عام أفاد إلى التوجه نحو دراسة المراكز الحضرية أو العمرانية، فاتجه بعضهم لدراسة مدينة بعينها واتجه البعض الآخر لدراسة ظاهرة الحضرية. وكانت خلال الفترة الكلاسيكية كانت جغرافية المدن في الثلاثينيات حتى الخمسينات تركز على دراسة الموضع والموقع بتأثير المدرسة الحتمية، وكان ذلك واضحاً في دراسات (هارولد ماير) و(جريفت تايلور) ، و (كارل ساور). وترد لدى (ريتر- همبولت) 1800-1859 ، إشارات إلى المدن المهمة في الدراسات الإقليمية ولم نحتسب المدينة ظاهرة جغرافية سوى أن أول من قام بمحاولة في (جغرافية المدن... هو راتزل) وذلك سنة 1906 م أول من فرق بين الموضع والموقع.

ومع هذا كان (أوتوشليتر) يعد المؤسس الأول لجغرافية المدن حيث نشر كتاباً بعنوان (ملاحظات على جغرافية السكن) ، ثم جاء بعدة (هاسرت) الذي نشر كتاباً بعنوان (المدن معالجة جغرافية) وبرز كذلك الاهتمام يظهر المدينة ومنطقتها التجارية وظهرت أفكار كريستالر ولوش في أوائل الخمسينات لإبراز وظيفة المدينة وتركيبها وعلاقاتها وقد ساعدت علوم أخرى مختلفة على بلورة موضوع جغرافية المدن كالإحصاء والديموغرافيا، وقد اهتم الجغرافيون في أواخر هذه المرحلة في مجال الإفادة من تخصصات التخطيط والاجتماع والاقتصاد وعلوم السياسة والإدارة.