أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-24
1266
التاريخ: 2024-03-01
884
التاريخ: 24-6-2016
5308
التاريخ: 20-4-2016
2995
|
يمثل اللقاء والإلتقاء بالناس مقدمة التعامل معهم، ومن شأن هذه المقدمة أن توسم بالحسن والجمال لكي تحسن معاملتهم، ألا يرى الواحد منا كيف تقابل الوردة ناظرها وتلتقيه؟ إنها تلقاه بألوانها الجميلة، ورائحتها الزكية، وهكذا يجب أن يكون حال الإنسان في لقائه الناس والتقائه بهم، كما الوردة، يلتقي بهم بحسن وجمال، ومن حسن اللقاء بالناس: حسن البشر، وطلاقة الوجه، والتبسّم، والبشاشة، وطيب الكلام.
ومن الآداب الحسنة في لقاء الإخوة والناس ـ بعد السلام ـ التصافح أو المصافحة، وهي أن يمسك كل من الشخصين المتلاقين كف الآخر بالطريقة المتعارف عليها، والمعروفة بين الناس.
ورب سائل يسأل: وما الداعي الى المصافحة؟ وما فائدتها؟ إن المصافحة المخلصة تعبير عن الإخاء والسلم والوئام بين الشخصين الملتقين، وهي ليست حركة فارغة يؤديها المرء بشكل ميكانيكي مجرد، بل هي ذات معنى ومغزى، ومغزاها التعبير عن حالة الإخاء والحب والموافقة والوئام مع الشخص الآخر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنها تعمل على إزالة الأوزار والاحقاد والسخائم والاغلال النفسية من قلبي الشخصين المتصافحين.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب) (1).
ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (صافحوا فإن التصافح يُذهب بالسخيمة) (2).
ويقول (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (تصافحوا فإنه يذهب بالغل) (3).
هل تحمل في قلبك شيئا ما على أخ من إخوانك، أو على شخص من الناس؟ أو هل يحمل عليك شخص آخر شيئا ما في قلبه؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فلتجرب المصافحة معه، فإن من شأن المصافحة ان تصهر الجليد المتراكم على بوابة قلبك وبوابة قلبه.
والمصافحة ليست وسيلة لجلي الأغلال عن القلوب فحسب، بل هي وسيلة لجلي العدوان عنها، فرب أمرئ يصافح عدوه فيتحول هذا العدو الى ولي حميم له.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (صافح عدوك وإن كرِه، فإنه مما أمر الله - عز وجل - به عباده، ويقول: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35]، ما تكافى عدوّك بشيء أشد عليه من ان تطيع الله فيه) (4).
وفيما يرتبط بالمصافحة بين الجنسين لا يجوز للرجل ان يصافح المرأة التي هي غير ذات محرم (*) بالنسبة له كما لا يجوز للمرأة ان تصافح الرجل غير ذي المحرم بالنسبة لها، إلا من وراء الثوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار، ج76، ص20.
(2) اصول الكافي، ج2، ص182.
(3) بحار الأنوار، ج77، ص165.
(4) المصدر السابق، ج71، ص421.
(*) المرأة ذات المحرم بالنسبة للرجل هي التي لا يجوز له أن يتزوجها، وغير ذات المحرم هي التي يجوز له أن يتزوجها، والرجل ذو المحرم بالنسبة للمرأة هو من لا يجوز لها أن تتزوجه، وغير ذي المحرم هو من يجوز لها أن تتزوجه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|