أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2018
2424
التاريخ: 25-8-2022
1554
التاريخ: 2024-09-04
328
التاريخ: 2023-03-01
2087
|
تمتد مرحلة المراهقة من سن الثالثة عشر إلى الحادية والعشرين، وقد تتأخر إلى الرابعة عشرة أيضاً، وتقسم إلى مرحلتين(1): الأولى حتى السابعة عشرة، والثانية إلى ما بعدها وصولاً إلى الحادية والعشرين، حيث تسمى الأولى المراهقة المبكرة، والثانية المراهقة المتأخرة، لوجود بعض الفروقات بينهما، لكن تحديد السن لا يكون حاداً في غالب الأحيان، فقد تتداخل زيادة السنة أو نقصانها بين المرحلتين، أي انتهاء المراهقة المبكرة عند الثامنة عشرة أو السادسة عشرة، لتبدأ بعدها المراهقة المتأخرة.
ويُصاحب مرحلة المراهقة نموٌ شامل، جسدي وعقلي ونفسي، تواكبه اضطرابات جسدية وعقلية ونفسية، بسبب هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. ثم تستقر في نهايتها في اتجاهات واضحة ومحددة، حيث تكتملُ معالمُ الجسد شكلاً ووظيفة ومواصفات، وتتبلور قواعدُ العقل والتفكير في تحديد مسار الخيارات الشخصية والثقافية والمهنية والسياسية والمجتمعية، وتتجهُ النفس نحو إطارٍ يطبع حياة الشباب، التي تبرز مميزاتها في السلوك العملي، بحالة مستقرة أو قلقة، مؤمنة أو حائرة، متفائلة أو متشائمة، مطمئنة أو أمارة بالسوء... من دون نفي بعض التقلبات المحتملة مع تبدل الظروف والقناعات، ومن دون حدية لحالة دون اخرى، فقد يطغى اتجاه على آخر مع بقاء أثرٍ ما لنقيضه.
إذاً، نشهد في سن المراهقة انفعالات واضطرابات نفسية مصاحبة للنمو الجسدي والعقلي، وهي متفاوتة بين شاب وآخر، بين فتاة وأخرى، بين الشاب والفتاة، حيث تكون عادية وبسيطة أحياناً، وتكون حادة ومتوترة أحياناً أخرى، وما بينهما مراتب كثيرة. علينا أن نتعاطى مع الانفعالات النفسية بلحاظ خصوصيات المراهق، وأن نبحث عن الأساليب التي تزيد من مستوى اضطرابها وتوترها، فقد تكون جسدية، أو عقلية، أو تربوية، أو بسبب الظروف الاجتماعية المحيطة، أو مزيج من عدة أسباب، أو غير ذلك.
سنتناول في هذا البحث سبباً من هذه الأسباب لتوضيح الصورة، وتسهيل التعامل مع المراهق والمراهقة:
ـ حرية التصرف
هل تريد أن تتخلص من القيود! ما الذي يزعجك فيها؟
هل تريد أن تشعر باستقلاليتك!
وهل أنت قادر على الاستغناء عن مساعدة أبويك أو معلميك؟
أتريد أن تكون الآمر الناهي!
ما هي مشكلتك؟ ولماذا لا تعيش حياتك الطبيعية؟
أثبت الإسلام خصوصية مرحلة المراهقة، في رغبة المراهق ابتداء من سن الرابعة عشرة تقريباً، بالاستقلال وحرية التصرف، ولذا دعت الروايات المختلفة إلى التعامل مع الشاب كصديق ووزير، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله: ((ووزير سبع سنين))، وعن الإمام الصادق عليه السلام: ((والزمه نفسك سبع سنين))، في الإشارة إلى هذه المرحلة، كما أكدت الدراسات الحديثة على أنها: ((الفترة التي تتكون فيها معالم الشخصية المستقلة، فالولد يجنح إلى الاستقلال، وإبداء الرأي والاختيار، ويرغب بأن تؤخذ وجهة نظره بعين الاعتبار، ويكره بأن يُعامل بطريقة طفولية، ويتصرف على أساس أنه صاحب قرار))(2).
لو افترضنا أن أهلك ومربيك لم يقوموا بمسؤوليتهم في مواكبتك بشكل سليم، وأنك واجهت أيها المراهق ما يخالف متطلباتك، فماذا تفعل؟
لا يضيق صدرك إذا أخطأوا معك، ولا تجعل نفسك في موقع المظلوم الذي خسر كل شيء! ولا تبالغ في استقلاليتك واندفاعك نحو التصرف بحرية كاملة. إعلم أنك مسؤول تجاه أهلك ومجتمعك ومعلميك، وأن الحرية التي تحتاجها هي المقدار الذي يساعدك على بناء شخصيتك للمستقبل. عليك أن تعترف بالقيود والعقبات، وأنك ستواجه بعض الممنوعات والصعوبات، عندها لا ترتبك حياتك، ولا تعيش المرارة والقهر والأذى النفسي.
من حقك على الآخرين أن يقدروا مرحلتك، ولكن من واجبك أيضاً أن تراعي حدودك، فلا تخرج عن طورك، ولا توصل الأمور إلى مرحلة التمرد. حاول أن تناقش المحيطين بك بمشاعرك ومتطلباتك، وافتح نافذة الفرص للاتفاق معهم على قاسمٍ مشترك بينك وبينهم، واعمل على أن تبقى مندمجاً مع محيطك من دون أن تنقلب عليه أو تعاديه. استنفد وسعك لتتمتع بقدر مناسب من حرية التصرف بحسب الظروف التي تحيط بك، وليكن هاجسك تنمية إمكانات الخير في نفسك وأدائك، ولا تطلق العنان لهواك، ولا تخرج عن الإحسان لوالديك، والتزم آداب العلاقة مع معلميك، ووقر من هو أكبر منك، فمع هذه التصرفات ستجد المساحة الملائمة لحرية هادفة.
_________________________________
(1) قاسم، الشيخ نعيم، حقوق المعلم والمتعلم، ص:83.
(2) المصدر السابق راجع ص: 91ــ93.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|