ثقافة المنظمة  

Organization Culture

لمحة تاريخية عن نشأة دراسات الثقافة التنظيمية :

ثقافة المنظمة (Organization Culture) كمفهوم تنظيمي لم تظهر إلا حديثاً ، بينما المناخ التنظيمي (Organizational Climate)، كأحد الظواهر البارزة لثقافة المنظمة التي من السهولة بمكان ملاحظتها وقياسها، حاز على الاهتمام الأكبر من قبل الباحثين والمهتمين بدراسة الظواهر التنظيمية. 

لكن المناخ التنظيمي ما هو إلا مظهر خارجي لثقافة المنظمة، ودراسة أبعاده قد لا تمكننا من الفهم الحقيقي للكيفية التي تعمل بها المنظمة. فهو يقيس هل توقعات أفراد المنظمة تم تحقيقها، بينما الثقافة التنظيمية تقيس طبيعة المعتقدات والتوقعات داخل التنظيم . مع بداية العقد الخامس من هذا القرن بدأ التحول من التركيز على الأفراد ودوافع سلوكهم إلى وحدات تحليل أعم وأشمل كجماعات العمل والمنظمة ككل كوحدة متكاملة تحتوي على العديد من العناصر التنظيمية والتي في حالة تفاعل مستمر مع بعض إضافة إلى تفاعلها مع المتغيرات البيئية المحيطة، بدأ التفكير حينئذٍ في تحديد الاتجاهات وأنماط السلوك التنظيمي التي تميّز كل وحدة تنظيمية عن الأخرى انطلاقاً من مبدأ النظام المفتوح (Open System) هذا الاتجاه التحليلي مثل القاعدة النظرية التي بنى عليها لاحقاً دراسات ثقافة المنظمة .

استخدام مفهوم الثقافة لدراسة ظواهر تنظيمية داخل مجتمع ما يعتبر من الأمور الحديثة التي استخدمها المحللون لشرح، أولاً: تنوع أنماط السلوك التنظيمي، ثانياً : درجة الاستقرار و سلوك الجماعات وسلوك المنظمة ككل .

كما أن اختلاف أداء المنظمات من بيئة إلى أخرى ومن مجتمع لآخر يعتبر من العوامل الرئيسية التي أدت إلى بروز هذا المفهوم التنظيمي (ثقافة المنظمة) علماً بأن اختلاف الثقافة بين هذه المجتمعات لم تكن السبب الرئيسي في تفاوت فعالية هذه المنظمات. لذا كان هناك حاجة لمفهوم إداري معين يستخدم للتميز بين المنظمات حتى داخل المجتمع الواحد. خاصة فيما يتعلق بمستوى الأداء، وكثير من الكتّاب يرى أن تناول ما يسمى بثقافة المنظمة (Organization Culture) بالدراسة والتحليل يخدم هذا الهدف .