المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

معايرة calibration
4-3-2018
الاعمال الهندسية التي نفذت لشبكة الاعلام العراقي في العام 2005
6-7-2021
التقسيم النباتي للموز
2023-08-16
الفطريات الزيجوية والامراض التي تسببها
28-6-2016
تفسير الاية (17-30) من سورة النبأ
23-2-2018
Hall-Littlewood Polynomial
18-9-2019


الطفولة  
  
1740   03:24 مساءً   التاريخ: 9-10-2021
المؤلف : ريتشارد ديني
الكتاب أو المصدر : إنجح من أجل نفسك
الجزء والصفحة : ص35ـ40
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

أولا، وقبل كل شيء، إن طفولتنا هي أول ما يهيئنا للحياة، وكل طفل يولد بعقل إيجابي، وفي الأسابيع والشهور الأولى من حياته يدعمه الوالدان إلى أقصى حد ويحفزانه ويشجعانه؛ فتجدهما يبتسمان باستمرار في وجه طفلهما حديث الولادة هما وكل أصدقاء الأسرة أو أي شخص آخر قد يزورهما. وبعد عدة أسابيع في الحياة وهم يرون وجوه والديهم وكل أصدقاء الأسرة وهم يبتسمون لهم يبدأ الأطفال بالاستجابة بالابتسام بدورهم. وقد تكون أول ابتسامة أو اثنتان غير واضحتين، لكن بعد ذلك تبدأ الابتسامات الواضحة بالظهور على وجه الأطفال.

هنا يقوم الوالدان بشحن أطفالهما بالثقة والإيمان في أنفسهم بعبارات على شاكلة "يمكنك الزحف"، "يمكنك التحدث"، "يمكنك المشي" ، " – كل هذه العبارات تدخل تحت قائمة التهيئة والتكوين الإيجابيين.

واليوم الذي يتمكن الطفل فيه من التحرك بمفرده بشكل كامل غالبا ما يكون هو اليوم الذي تتوقف فيه التهيئة الإيجابية، ولا تعود العبارات هي "يمكنك القيام بهذا"؛ بل تكون العبارات على شاكلة "لا يمكنك فعل هذا" ، "لا يجب عليك القيام بـ.."، "لا تلمس هذا"، "تعال إلى هنا".

والعديد من الأطفال يقابلون على مدار سنوات طفولتهم مدرسين دون المستوى المطلوب - مدرسين لا يحفزونهم أو يشجعونهم. وبعض المدرسين أو الآباء أو الأمهات قد يصل بهم الأمر إلى أن يقولوا لأطفالهم: "أنت عديم النفع" ، " أنت غبى" ، " أنت لن تنجح أبدا"، وبهذا يوجهونهم باستمرار نحو السلبية. وفي قمة الأزمة الاقتصادية في أوائل التسعينيات حذر بعض المعلمين الطلبة الذين تركوا التعليم من أنهم لن يتمكنوا من الحصول على أية مهنة طوال حياتهم ؛ مع ذلك وبحلول نهاية العقد، كانت هناك فرص كبيرة للعمالة. من جهة أخرى فإن خبرات الطفولة تهيئ عقولنا وتؤثر على الطريقة التي نستجيب ونتفاعل بها مع المواقف المستقبلية.

البيئة المحيطة بنا ومن نختلط بهم

الشكل الثاني للتهيئة والتكوين هو التهيئة البيئية. مهما كانت البيئة التي تعيش فيها، فستجد أنك، بعد مرور فترة من الزمن، تتأقلم وتتكيف معها. ويقول الناس إنك إذا كنت تختلط بالمليونيرات فحسب، فمن المستحيل ألا تتحول لتصبح واحدا منهم. ونحن جميعا سمعنا والدينا وهما يقولان: "لا تدع هذا الطفل يختلط بصحبة سيئة". لماذا؟ لأن الطفل الذي ينتمي إلى أسرة آمنة ذات سلوكيات حميدة ويختار الاختلاط بأطفال الشوارع والمتسكعين سيصبح بالتأكيد واحدا منهم فيما بعد. ويؤمن بعض الناس بأن حياة الإنسان تتشكل خلال السبعة أعوام الأولى له في الحياة.

ونحن كأشخاص بالغين تتم تهيئتنا على مستوى الوعى ومستوى اللاوعي بواسطة البيئة المحيطة بنا. هل لاحظت أن كل مدراء فرق كرة القدم يرتدون نفس الشكل من الملابس وجميعهم يمضغون العلكة ويحركون رؤوسهم بنفس الطريقة عندما يتم إجراء أي لقاءات معهم ؟ هل يمكنك أن تعرف الفارق بين العاملين في القطاع العام والعاملين في القطاع الخاص؟ أنت نفسك ستجد أنك تختبر سلوكيات مختلفة بالكامل مع أسرتك وأصدقائك وزملائك، وحتى مع نفسك، بانتقالك من بيئة إلى بيئة أخرى مختلفة.

وتتغلغل التهيئة البيئية في كل جزء من المجتمع لتؤثر على كل فرد منا بشكل إيجابي وسلبى في نفس الوقت. ونحن نحاول بشكل تلقائي التكيف مع البيئة التي نحيا فيها؛ فهناك أشخاص يغيرون من مظهرهم وينفقون مبالغ كبيرة من المال ليصبحوا ملائمين لبيئة معينة. وكمثال على هذا نشير إلى يوم السيدات في "رويال آسكوت" - إن القبعات التي يتم ارتداؤها في هذا اليوم لن يتم ارتداؤها ثانية على الأرجح؛ فمن الصعب جدا أن ترتدى هذا النوع من القبعات وأنت تتسوقين في منتصف الشتاء ، وهناك ملابس معينة يتم ارتداؤها فقط في مناسبات - مثل سباق قوارب هينلى رويال ومباريات ويمبلدون للتنس وسباق السيارات في مهرجان تشيلتينهام، ومهرجان القرية ومأدبة العمدة في لندن.

وعلى الرغم من اننا جميعا ولدنا لنكون إيجابيين، إلا انه تمت تهيئتنا لنكون سلبيين؛ فالعالم الذى نحيا فيه يخلق تأثيرا سلبيا يعرقل خطوات النجاح الإيجابية.

من الطبيعي أن نحاول التكيف مع أية بيئة نتواجد بها، وفى عالم الأعمال، من المثير للاهتمام - على الرغم من كونه محزنا - أن ترى موظف مبيعات يدخل في حالة من الإحباط والإخفاق ويبحث عن رفقة الآخرين ليجدهم يمرون هم أيضا بما يمر به. لكن على الرغم من هذا، هناك أشخاص آخرون أكثر إيجابية ويبلون بلاء حسنا. وفى أي موقف صعب، وبينما هم يمرون بحالة من فقدان الثقة في الذات وانخفاض مستوى المبيعات، سيختلط هؤلاء الموظفون بنجوم قسم المبيعات؛ وإذا اختلطوا بهؤلاء الأشخاص الإيجابيين المبتهجين المتحمسين والذين يتوقعون الأفضل - حتى ولو كان من حولهم لا يشعرون بتلك الإيجابية الزائدة — من المؤكد أنهم خلال فترة زمنية قصيرة سيصبحون هم أيضا إيجابيين ومبتهجين بدورهم.

إلى الآباء والأمهات من قرائي: احذروا الاضمحلال المستمر للنطق السليم وتدهور الاستخدام الصحيح لقواعد اللغة في المدارس والمجتمعات التي يختلط بها الصغار والشباب هذه الأيام؛ فهم بدورهم يتأثرون بالبيئة التي يتواجدون فيها. ساعدوا صغاركم على تخطى هذه العقبة لأن الاستخدام والنطق السليم للغة هو دائما عامل مهم ومطلوب في الأشخاص المتوقع اضطلاعهم بمسئوليات قيادية في المستقبل ليكونوا قادرين على التحدث بطلاقة وبتمكن من اللغة.

التجارب السابقة

الشكل الثالث من التهيئة والتكوين هو التهيئة عن طريق التجارب السابقة. 

إن أي تجربة ناجحة مسجلة بعقلك تبنى ثقتك بنفسك، وينتج عنها بشكل واثق غير واع حالة "يمكنني القيام بهذا". وأفضل المدربين والمعلمين وإخصائي التنمية الشخصية هم من يحاولون إعطاء متدربيهم تجارب نجاح.

من جهة أخرى يمكن لتجربة فشل أن تخلق نقصا في الثقة وينتج عنها رد فعل غير واع شبيه بعبارة "لا يمكنني القيام بهذا" أو "لست بارعا في القيام بذلك". وكلما زادت الأفكار بداخلك من نوعية "لا يمكنني" و" الست بارعا"؟ ، دمرت تلك الأفكار السلبية الخلايا الإيجابية بعقلك.

وعلى الرغم من كل هذا لا يعتبر الماضي عذرا كما أنه لا يبرر أيا مما يمكن حدوثه في المستقبل. دع الماضي ليبقى على الحالة المقدرة له: جزء من التاريخ به خبرات يمكن استغلالها بشكل إيجابي.

أتذكر أول مرة زرت فيها جنوب أفريقيا مباشرة بعد فترة قصيرة من الانتخابات التي أظهر نيلسون مانديلا فيها للعالم بأكمله واحدة من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل الجنس البشرى؛ فبعدما تم إطلاق سراحه من السجن الذى قضى فيه الكثير من سنوات حياته وانتخابه رئيسا لم يظهر مانديلا ضغينة قط لهؤلاء الذين ألقوا القبض عليه واعتقلوه. وبينما هو يلقى خطابه لم ينظر وراءه سوى مرات قليلة: لقد كان كل شيء بالنسبة له يدور حول المستقبل، ولم يكن تطلع مانديلا للمستقبل هو رد فعل لمرارة بداخله أو لأى شيء عانى منه في سنوات الكفاح، بل كان نابعا من العزم على تحقيق قدر أكبر من الحرية والتمكين لشعب جنوب أفريقيا الأسود.

من المحبط ان ترى العكس يحدث للعديد من الامم الاخرى؛ فانت تجد، مثلا، أن رجال السياسة على جانبي أيرلندا يقضون ٠ ٩ بالمائة من وقتهم في إعادة إحياء واسترجاع التاريخ. إن استمرارية المرارة والحزن بسبب الجريمة والصراع بين الطرفين - والذي يرجع عمرهما لأكثر من ٣٠٠عام - يتم إعادة إحيائهما ليصبحا عائقا دائما يحول دون السعادة والرخاء والأمان، وتصبح مخاوف الماضي ومرارته عقبة في سبيل الوصول لمستقبل رائع.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.