أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1552
التاريخ: 10-06-2015
1789
التاريخ: 14-06-2015
1541
التاريخ: 14-06-2015
1793
|
قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة : 8 ، 9] .
{وَمِنَ النَّاسِ} أي قوم منهم وهم المنافقون {مَنْ يَقُولُ} أفرد الضمير باعتبار لفظ «من» {آمَنَّا بِاللَّهِ وبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} والظاهر كما حكي عليه الاتفاق ان المراد منهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون النفاق ومن الشواهد لذلك قوله تعالى فيما بعد {وإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ} . ذكروا إيمانهم باللّه واليوم الاخر جمعا لأطراف الإيمان لأن ايمانهم باليوم الآخر متفرع على الإيمان بالرسول والقرآن. ولأجل أن يظهروا في مخادعتهم أنهم يخافون اللّه وعذاب الآخرة ويرجون نعيم الثواب فهم ملازمون للتقوى من أجل ذلك.
ومرادهم من قولهم آمنا انهم ثبتت لهم صفة الإيمان فهم من زمرة المؤمنين ولا يريدون الاخبار بمجرد صدور الإيمان منهم في الماضي والذي يجتمع مع الثبات عليه ومع الارتداد والنفاق بعده ولذا قال اللّه جلّ شأنه {وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} بل منافقون { يُخادِعُونَ اللَّهَ والَّذِينَ آمَنُوا} والمخادعة هو ما يسبب الخديعة ويولدها من قول او فعل والخديعة هو ما يسبب ويتولد من ذلك إذا لم يمنع منه علم من طلبت خديعته او تسديده من اللّه او حذره. والمفاعلة قد تجيء من طرف واحد كما في عافاه اللّه وعاقب المجرم وعاينت الشيء وحاولت الأمر وزاولته. ولكن مخادعتهم هذه لا تسبب ولا يتولد منها خديعة إلا لهم {وَما يَخْدَعُونَ بها إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} لما يعود عليهم في الدنيا والآخرة من وبال مخادعتهم هذه ونفاقهم {وَما يَشْعُرُونَ} فإن قيل ان هؤلاء المنافقين ان كانوا في الحقيقة دهريين ينكرون وجود الإله فكيف يتوجهون اليه بالمخادعة. وإن كانوا وثنيين يعترفون باللّه وإلهيته وعلمه ولكنهم يشركون الأوثان معه في الإلهية فكيف يتصور اقدامهم على مخادعته فيحاولون منه الغرّة والانخداع. قلنا إذا لم يتصور ذلك في تذبذبهم في النفاق وخبطهم في ضلالات الأهواء والكفر فقد قال بعض المفسرين ان المخادعة جاءت هنا على نحو التجوز والاستعارة باعتبار ان قولهم ذلك يشبه المخادعة وان لم يريدوها. ولكن الذي يظهر من المقام انهم بقولهم ذلك يخادعون الرسول والذين آمنوا على حقيقة المخادعة. ولا يجوز استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي والمعنى المجازي معا. ولذا أبقى المخادعة بعضهم على حقيقتها وقال ان التجوز إنما هو بإضافتها الى اللّه دون إضافتها إلى الذين آمنوا والتجوز باعتبار ان الجرأة على مخادعة الرسول في مقدمة الذين آمنوا من حيث انه رسول اللّه بمنزلة الجرأة على مخادعة اللّه فأضيفت المخادعة الى اللّه على النهج الذي جاء عليه قوله تعالى في سورة الفتح {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ} وهذا أظهر القولين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|