أقرأ أيضاً
التاريخ:
3388
التاريخ: 22-03-2015
3897
التاريخ: 22-03-2015
2117
التاريخ: 3-6-2021
1891
|
كثرة المخضرمين المتأثرين بالإسلام
من يقرأ في شعر المخضرمين متصفحا ما نثر في كتب التاريخ والأدب يجد جمهور الشعراء يصدرون في جوانب من أشعارهم عن قيم الإسلام الروحية التي آمنوا بها وخالطت شغاف قلوبهم. ولشعراء المدينة القدح المعلي في هذا الميدان، فهم الذين وقفوا مع الرسول صلي الله عليه وسلم منذ نزوله بين ظهرانيهم ينافحون عنه ويدافعون عن دعوته مصورين لهديه الكريم، يتقدمهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة، وكان عبد الله خاصة دائم الاستمداد من القرآن يستلهمه في هجائه للمشركين وفي كل ما ينظم من أشعار، على شاكلة قوله (1):
شهدت بأن وعد الله حق … وأن النار مثوي الكافرينا
وكان بجانب هؤلاء الثلاثة شعراء آخرون لم يبلغوا مبلغهم في الشهرة الشعرية، وقد رويت لهم أشعار تنم عن مدي إيمانهم العميق كقول أبي قيس صرمة بن أبي أنس الأنصاري في قصيدة بديعة (2):
ونعلم أن الله لا شئ غيره … وأن كتاب الله أصبح هاديا
وقول أبي الدرداء (3):
يريد المرء أن يؤتي مناه … ويأبي الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي … وتقوي الله أفضل ما استفادا
69
وتحول شعراء قريش منذ فتحت مكة ودخلوا في دين الله يكفرون عما قدمت ألسنتهم بأشعار، يعتذرون فيها للرسول صلي الله عليه وسلم كقول ابن الزبعري (4):
يا رسول المليك إن لساني … راتق ما فتقت إذ أنابور (5)
إذ أجاري الشيطان في سنن الغ … ي ومن مال ميله مثبور (6)
آمن اللحم والعظام بما قل … ت فنفسي الفدا وأنت النذير
وقد حسن إسلامهم، ومضوا يصدرون عنه في أشعارهم، حتي إذا انتقل الرسول الى الرفيق الاعلى أخذوا يرثونه ويتفجعون عليه، على شاكلة قول أبي سفيان بن الحارث (7):
لقد عظمت مصيبتنا وجلت … عشية قيل: قد قبض الرسول
نبي كان يجلو الشك عنا … بما يوحي إليه وما يقول
وإذا تركنا شعراء المدينتين الكبيرتين الى شعراء نجد والبوادي وجدنا بينهم كثيرين يقبسون من أضواء الإسلام، ولا نقصد من خرجوا الى الجهاد في سبيل الله فحسب، فقد عم ذلك من ظلوا في الجزيرة ولم يتح لهم تقدم سنهم شرف الاشتراك في هذا الجهاد.
ونحن نقف عند مشهوريهم، ثم نعطف على من لم يبلغوا مبلغهم من الشهرة، ولعل أول من ينبغي الوقوف عنده عبدة بن الطبيب الذي تحدثنا عنه في شعر الفتوح، فقد روي له صاحب المفضليات عينية بديعة، ونراه في شطر كبير منها يوصي أبناءه بتقوي الله وبر الوالد والحذر من النمام الذي يزرع الضغائن بين الناس، مستلهما في ذلك كله آي الذكر الحكيم، يقول (8):
أوصيكم بتقي الإله فإنه … يعطي الرغائب من يشاء ويمنع
وببر والدكم وطاعة أمره … إن الأبر من البنين الأطوع
70
واعصوا الذي يزجي النمائم بينكم … متنصحا ذاك السمام المنقع (9)
يزجي عقاربه ليبعث بينكم … حربا كما بعث العروق الأخدع (10)
وهو القائل في رثاء قيس بن عاصم (11):
عليك سلام الله قيس بن عاصم … ورحمته ما شاء أن يترحما
فلم يك قيس هلكه هلك واحد … ولكنه بنيان قوم تهدما
وواضح ما في البيت الأول من روح إسلامية. وارجع الى سويد (12) بن أبي كاهل اليشكري فستري المفضل الضبي يروي له قصيدة (13) يفخر فيها فخرا جديدا، لا عهد لنا به من قبل، فخرا إسلاميا يذكر فيه ربه وما أنعم به عليهم من نعم، يقول:
كتب الرحمن والحمد له … سعة الأخلاق فينا والضلع (14)
وإباء للدنيات إذا … أعطي المكثور ضيما فكنع (15)
وبناء للمعالي إنما … يرفع الله ومن شاء وضع
نعم لله فينا ربها … وصنيع الله، والله صنع (16)
ويمضي فيعرض لخصم دنئ النفس كان يغتابه، ونراه يصفه وصفا يستلهم فيه الآية الكريمة {{ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}} يقول:
71
بئس ما يجمع أن يغتابني … مطعم وخم وداء يدرع (17)
ويحييني إذا لاقيته … وإذا يخلو له لحمي رتع (18)
وممن أسلم وهو في سن كبيرة الحصين (19) بن الحمام سيد بني مرة الذبيانيين، وله أبيات تطرد على هذا النحو (20):
ويوم تسعر فيه الحروب … لبست الى الروع سربالها (21)
فلم يبق من ذاك إلا التقي … ونفس تعالج آجالها
أمور من الله فوق السماء … مقادير تنزل أنزالها (22)
أعوذ بربي من المخزيا … ت يوم تري النفس أعمالها
وخف الموازين بالكافرين … وزلزلت الأرض زلزالها
والصلة واضحة بين هذه الأبيات وآي الذكر الحكيم من مثل قوله تعالي:
{{واتقوا الله}} {{فإن الله يحب المتقين}} {{فمن اتقي وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}} {{إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}} {{هو الذي يحيي ويميت فإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون}} {{وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم}} وقوله عز شأنه: {{إذا زلزلت الأرض زلزالها}} {{فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية}} {{ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون}}
واقرأ في النمر (23) بن تولب، وهو ممن أدركوا الإسلام وقد علت سنهم،
72
فستري في شعره آثارا من تلاوته للقرآن الكريم، على شاكلة قوله (24):
ومتي تصبك خصاصة فارج الغني … وإلي الذي يعطي الرغائب فارغب
وهو القائل (25):
أعذني رب من حصر وعي … ومن نفس أعالجها علاجا
ومن حاجات نفسي فاعصمني … فإن لمضمرات النفس حاجا (26)
وأنت وليها فبرئت منها … إليك وما قضيت فلا خلاجا (27)
ويروي أنه أنشد الرسول صلي الله عليه وسلم قصيدة قال فيها (28):
لله من آياته هذا القمر … الشمس والشعري وآيات أخر
ومرت بنا استجارة المخبل (29) السعدي بعمر بن الخطاب حين هاجر ابنه للغزو وكيف رده عليه، ومن قوله في تهاية قصيدة له رواها المفضل الضبي (30):
إني وجدت الأمر أرشده … تقوي الإله وشره الإثم
وكان في الشماخ (31) شر كثير، وهو ممن شاركوا في معركة القادسية ومعارك أذربيجان، ومع ذلك لا نجد في ديوانه شيئا واضحا عن جهاده في سبيل الله، وكأنما عني الرواة بشعره البدوي وإحسانه فيه لوصف القوس وحمار الوحش (32)، ومما يتمثل به من شعره (33):
ليس بما ليس به بأس باس … ولا يضر البر ما قال الناس
73
وقد أنشدنا في الفصل السابق أبياتا من مرثية أخيه جزء لعمر بن الخطاب، واشتهر أخوهما مزرد (34) بهجائه وخاصة للأضياف، ويظهر أنه ارعوي وتاب عن الهجاء. كما يدل على ذلك قوله (35):
تنزلت من شتم الرجال بتوبة … الى الله مني لا ينادي وليدها
ومن شعراء هذيل البارعين في هذا العصر أبو ذؤيب (36) الهذلي، وقد قدم المدينة عند وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم فوقف يبكيه مع الباكين قائلا من أبيات (37):
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها … وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها … ونخيلها لحلول خطب مفدح
وهو في ديوانه يعني بوصف النحل، مثله في ذلك مثل شعراء هذيل، وقد خرج يغزو في سبيل الله، ونراه في جنود عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذين فتحوا قرطاجنة، وقد أرسل به مع عبد الله بن الزبير الى عثمان مبشرين له بفتحها. وعاد الى مصر، ولكن حدث أن توفي له-قبل وفاته بعام- خمس بنين في وباء، فرثاهم بعينيته المشهورة وفيها نحس رضاه بقضاء الله مع التحسر اللاذع على نحو ما نجد في قوله (38):
أودي بني وأعقبوني غصة … بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب … وإخال أني لاحق مستتبع (39)
74
وإذا المنية أنشبت أظفارها … ألفيت كل تميمة لا تنفع
والنفس راغبة إذا رغبتها … وإذا ترد الى قليل تقنع
وروي الرواة أنه قال حين حضره الموت يخاطب ابن أخ له يسمي أبا عبيد (40):
أبا عبيد وقع الكتاب … واقترب الوعيد والحساب
وأشاع الإسلام في نفوس كثير من الشعراء برا ورحمة بأهليهم وأقربائهم، ويشتهر في هذا الصدد عمرو بن شأس الذي سبق أن عرضنا له في شعر الفتوح، فقد كان له ابن من أمة سوداء، وكانت امرأته تؤذيه وتستخف به فعاتبها بقطعته المعروفة (41):
أردت عرارا بالهوان ومن يرد … عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
وكان ينحو هذا المنحي معن (42) بن أوس المزني في عتابه لابن عمه الذي أساء إليه إساءة كبيرة. وظل يسئ إليه وهو يوالي أشعاره في صفحه عن زلاته برا به وبقرابته مع تجنيه عليه وتجرمه، يقول (43):
وذي رحم قلمت أظفار ضغنه … بحلمي عنه وهو ليس له حلم
فما زلت في لين له وتعطف … عليه كما تحنو على الولد الأم
ومن غير شك كان يستهدي في ذلك آي الذكر الحكيم التي تدعو الى البر بالأقرباء والصفح الجميل. ويمرض عمرو (44) بن أحمر الباهلي فيتوجه الى ربه داعيا (45):
75
إليك إله الحق أرفع رغبي … عياذا وخوفا أن تطيل ضمانيا (46)
فإن كان برءا فاجعل البرء نعمة … وإن كان فيضا فاقض ما أنت قاضيا (47)
وممن نحس عندهم أثر الإسلام واضحا نهشل (48) بن حري في مراثيه لأخيه مالك، وكان قد قتل بصفين، ومن قوله في إحداها (49):
أناس صالحون نشأت فيهم … فأودوا بعد إلف واتساق
أري الدنيا ونحن نعيث فيها … مولية تهيا لانطلاق
أعاذل قد بقيت بقاء قيس … وما حي على الدنيا بباق
وكان بجانب من قدمنا شعراء عرفوا برقة دينهم، ومع ذلك فحين نتعقب شعرهم نجد فيه خيوطا إسلامية تظهر في نسجه من حين الى حين، منهم عبد (50) بني الحسحاس، وكان يتغزل غزلا مفحشا جعل قومه يقتلونه لعهد عثمان ونراه يقول:
عميرة ودع إن تجهزت غازيا … كفي الشيب والإسلام للمرء ناهيا
ويروي أنه أنشد هذا البيت عمر بن الخطاب فقال له: لو قلت شعرك مثل هذا لأعطيتك عليه. ومثله النجاشي (51) قيس بن عمرو، الذي حده على بن أبي طالب في شرب الخمر برمضان، وقد تهاجي مع كثير من الشعراء وعلي رأسهم تميم بن أبي بن مقبل العجلاني، وفيه وفي قبيلته يقول:
إذا الله عادي أهل لؤم ودقة … فعادي بني العجلان رهط ابن مقبل (52)
قبيلة لا يغدرون بذمة … ولا يظلمون الناس حبة خردل
76
ولو أنه كان صحيح الإسلام ما هجاهم بالبيت الثاني، فإن الإسلام يجل الوفاء بالذمم والعهود وينهي عن الظلم وكل ما يتصل به ولكن روحه كانت جاهلية. وكان ابن (53) مقبل على شاكلته، يقول ابن سلام: «إنه كان جافيا في الدين وكان في الإسلام يبكي؟ ؟ ؟ الجاهلية» (54) ومع ذلك ندت على لسانه أبيات فيها ما يدل في وضوح على تأثره بالدين الحنيف من مثل قوله (55):
هل الدهر إلا تارتان فمنهما … أموت وأخري أبتغي العيش أكدح
وكلتاهما قد خط لي في صحيفة … فلا الموت أهوي لي ولا العيش أروح
وهو يصدر في البيتين عن الآية الكريمة: {{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}} ومما يروي له قوله (56):
الناس همهم الحياة ولا أري … طول الحياة يزيد غير خبال
وإذا افتقرت الى الذخائر لم تجد … ذخرا يكون كصالح الأعمال
وممن يسلك في هؤلاء الشعراء الذي عرفوا برقة دينهم الحطيئة، وسنري عما قليل أثر الإسلام في شعره.
ولعل في كل ما قدمنا ما يدل على فساد الفكرة التي شاعت بين الباحثين عربا ومستشرقين من أن الإسلام لم يترك آثارا عميقة في نفوس المخضرمين، وخاصة أهل البادية (57)، فقد نفذت أشعته النيرة الى قلوبهم جميعا. ونحن نقف عند خمسة منهم يعدون في طليعتهم هم حسان بن ثابت وكعب بن زهير ولبيد والحطيئة والنابغة الجعدي، لنري فيهم مدي تأثر المخضرمين بالإسلام، ولندل في وضوح على أن هذا التأثر لم يقف عند شعراء المدينة من مثل حسان، فقد نفذ الى شعراء البادية وتعمقهم على نحو ما سنري عند لبيد والنابغة الجعدي.
77
_________
(1) الاستيعاب ص 362.
(2) الاستيعاب ص 14، 334.
(3) الاستيعاب ص 663.
(4) ابن سلام ص 202.
(5) رتق الفتق: خاطه. بور: ضال هالك.
(6) سنن: طريق. مثبور: هالك ضائع.
(7) الاستيعاب ص 708.
(8) المفضليات ص 146.
(9) يزجي: يدفع ويسوق. السمام: السم. المنقع: القاتل.
(10) الأخدع: عرق في العنق إذا ضرب أجابته العروق.
(11) الشعر والشعراء 2/ 705.
(12) انظر ترجمته في الشعر والشعراء 1/ 384 والأغاني (طبعة دار الكتب) 13/ 102 وابن سلام ص 28 والإصابة 3/ 172 والخزانة 2/ 546 وحديث الأربعاء لطه حسين (طبعة الحلبي) 1/ 190.
(13) المفضليات ص 190.
(14) الضلع: الاضطلاع بالأمر.
(15) المكثور: المغلوب. كنع: خضع.
(16) ربها: أتمها. صنع: صفة، لا فعل، أي قادر على أن يصنع.
(17) وخم: غير مرئ. يدرع: يلبس.
(18) رتع: أكل بنهم.
(19) انظر ترجمته في الشعر والشعراء 2/ 630 وابن سلام ص 131 والأغاني (طبعة دار الكتب) 14/ 1 وما بعدها والاستيعاب ص 127 وأسد الغابة 2/ 24 والإصابة 2/ 18 والخزانة 2/ 7
(20) أغاني 14/ 14.
(21) تسعر: تتقد. السربال: الدرع.
(22) أنزالها: منازلها. تنزل أنزالها: تقع مواقعها.
(23) انظر ترجمته في طبقات ابن سعد ج 7 ق 1 ص 26 والشعر والشعراء 1/ 268 وابن سلام ص 133 والأغاني 19/ 157 والموشح 78 والخزانة 1/ 152 والاستيعاب ص 320 والإصابة 6/ 253.
(24) الشعر والشعراء 1/ 269 والأغاني 19/ 161.
(25) الأغاني 19/ 162 والحيوان 2/ 305.
(26) حاج: جمع حاجة.
(27) خلاج: اعتراض.
(28) أغاني 19/ 159.
(29) انظر في ترجمته الشعر والشعراء 1/ 383 والأغاني (طبعة دار الكتب) 13/ 189 والإصابة 2/ 218 والخزانة 2/ 536 والموشح ص 75.
(30) المفضليات ص 118.
(31) راجع في ترجمته ابن سلام ص 110 والشعر والشعراء 1/ 274 والأغاني (طبع دار الكتب) 9/ 158 والخزانة 1/ 526 والإصابة 3/ 210 والموشح ص 67.
(32) انظر ترجمته في المراجع السابقة وراجع الحيوان 5/ 79.
(33) الشعر والشعراء 1/ 277 وبأس الأولي: شجاعة.
والإصابة 6/ 85 ومعجم الشعراء ص 483 ومعاهد التنصيص 1/ 202.
(35) الإصابة 6/ 85.
(34) راجع في ترجمة مزرد الشعر والشعراء 1/ 274 والخزانة 2/ 117
(36) انظر في ترجمته ابن سلام ص 110 والشعر والشعراء 2/ 635 والأغاني 6/ 264 والاستيعاب ص 665 والإصابة 7/ 63 والخزانة 1/ 203 وأسد الغابة 5/ 188 ومعاهد التنصيص 1/ 195 ومعجم الأدباء لياقوت (طبع مصر) 11/ 83 وشرح شواهد المغني 10 والاشتقاق (نشرة الخانجي) ص 178
(37) الاستيعاب ص 666.
(38) انظر ديوان الهذليين (طبعة دار الكتب المصرية) 1/ 1 وما بعدها.
(39) غبرت: بقيت. ناصب: متعب. مستتبع: تابع.
(40) أغاني 6/ 279 ومعجم الأدباء 11/ 89.
(41) ابن سلام ص 166. والشعر والشعراء 1/ 389.
(42) انظر ترجمته في الأغاني (طبعة دار الكتب) 12/ 54 والإصابة 6/ 179 والخزانة 3/ 258 وانظر فهرس البيان والتبيين والحماسة للمرزوقي ومعجم الشعراء ص 322 ومعاهد التنصيص. وقد نشرت أشعاره في ليبزج.
(43) أغاني 12/ 60 وديوانه (طبعة ليبزج) ص 5، 36.
(44) راجع ترجمته في ابن سلام ص 492 والشعر والشعراء 1/ 315 والإصابة 5/ 114 والخزانة 3/ 38 ومعجم الشعراء ص 24 والموشح ص 80.
(45) الشعر والشعراء 1/ 316 وقد روي له ابن سلام قطعة حكمية يقول فيها: والحي كالميت ويبقي التقي والعيش فنان فحلو وبر
(46) الضمان: ما يصيب الإنسان في جسده من مرض أو زمانة.
(47) فيضا: موتا.
(48) انظر في ترجمته ابن سلام ص 495 والشعر والشعراء 2/ 619 والأغاني 9/ 270 والإصابة 6/ 268 والخزانة 1/ 147.
(49) أمالي المرتضي 2/ 226.
(50) انظر ترجمة عبد بني الحسحاس في أغاني (ساسي) 20/ 2 وما بعدها والشعر والشعراء 1/ 369 وابن سلام ص 156 والإصابة 3/ 163 والخزانة 1/ 271 وشرح شواهد المغني 112. وقد نشرت دار الكتب المصرية ديوانه.
(51) راجع في ترجمة النجاشي الاشتقاق لابن دريد (نشرة الخانجي) ص 400 والشعر والشعراء 1/ 288 والإصابة 6/ 263 والخزانة 4/ 368.
(52) البيت دعاء على بني العجلان، وواضح أن النجاشي يرميهم بأن أحسابهم لئيمة خسيسة.
(53) راجع في ترجمة ابن مقبل الشعر والشعراء 1/ 424 وابن سلام ص 125 والإصابة 1/ 195 والخزانة 1/ 113 وزهر الآداب 2/ 19.
(54) ابن سلام ص 125.
(55) الحيوان للجاحظ 3/ 48.
(56) طبري 5/ 29.
(57) راجع مثلا تاريخ الآداب العربية من الجاهلية حتي عصر بني أمية لنالينو (طبع دار المعارف) ص 95.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|