أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
2370
التاريخ: 9-10-2014
3220
التاريخ: 24-1-2023
1219
التاريخ: 2023-06-08
1097
|
قال تعالى : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ } [الأنفال : 52- 54] .
في هذه الآيات إشارة إِلى «سنة إلهية دائمة» تتعلق بالشعوب والأُمم والمجتمعات ، لئلا يتصور بعض أنّ ما أصاب المشركين يوم بدر من عاقبة سيئة كان أمراً استثنائياً ، فإنّ من جاء بمثل تلك الأعمال في السابق ، أو سيقوم بها مستقبلا سينال العاقبة ذاتها.
فتقول الآية الأُولى من الآيات محل البحث : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
والذين فبناءً على هذه فإن قريشاً والمشركين وعبدة الأصنام في مكّة ، الذين أنكروا آيات الله وتعنتوا بوجه الحق وحاربوا قادة الإِنسانية ، ليسوا وحدهم الذين نالوا جزاء ما اقترفوه ، بل أنّ ذلك قانون دائم ، وسنة إلهية تشمل من هم أقوى منهم ـ كآل فرعون ـ كما تشمل الشعوب الضعيفة كذلك ، ثمّ توضح الآية التالية أصل هذا الموضوع فتقول : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
وبعبارة أُخرى : إنّ الرحمة الرّبانيّة عامّة تسع جميع الخلق ، لكنّها تبلغُ الناس وتصل إليهم بما يناسب كفاءتهم وشأنهم ، فإنّ الله سبحانه يغدق مبتدئاً بنعمه الماديّة والمعنويّة على جميع الأُمم ، فإذا استفادوا من تلك النعم في السير نحو الكمال والاستمداد منها في سبيل الحق تعالى والشكر على نعمائه ، بالإِفادة منها إفادةً صحيحة ، فإنّ الله سبحانه سيثّبت نعماءه ويزيدها. أمّا إذا استغلت تلك المواهب في سبيل الطغيان والانحراف والعنصرية ، وكفران النعمة والغرور والفساد ، فإنّ الله سيسلبهم تلك النعم أو يُبدلها إِلى بلاء ومصيبة ، بناءً على ذلك فإنّ التغيير يكون من قِبلنا دائماً ، وإلاّ فإنّ النعماء الإِلهية لا تزول ! ...
وتعقيباً على هذا الهدف يعود القرآن ليشير إِلى حال الطغاة ـ كفرعون وأقوام آخرين ـ فيقول : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ) ظلموا أنفسهم وظلموا سواهم أيضاً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|