مصبا- رحل عن البلد رحيلا، ويتعدّى بالتضعيف ، فيقال رحّلته وترحّلت عن القوم وارتحلت ، والرحلة بالكسر والضمّ : لغة ، اسم من الارتحال. وقال أبو زيد : الرحلة : اسم من الارتحال ، وبالضمّ الشي‌ء الّذى يرتحل اليه ، يقال : قربت رحلتنا وأنت رحلتنا أى المقصد الّذى يقصد. والرحل : كلّ شي‌ء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن ، وجمعه أرحل ورحال. ومن كلامهم في القذف : هو ابن ملقى أرحل الركبان. ورحلت البعير رحلا من باب نفع : شددت عليه رحله. ورحل الشخص مأواه في الحضر، ثمّ اطلق على أمتعة المسافر لأنّها هناك مأواه. والرحالة : السرج من جلود، والراحلة : المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى. وبعضهم يقول : الراحلة الناقة التي تصلح أن ترحل وجمعها رواحل. وأرحلت فلانا : أعطيته راحلة. والمرحلة : المسافة‌ التي يقطعها المسافر في نحو يوم، والجمع المراحل.

مقا- رحل : أصل واحد يدلّ على مضي في سفر، يقال رحل يرحل رحلة. وجمل رحيل : ذو رحلة، إذا كان قويّا على الرحلة، والرحلة : الارتحال. فأمّا الرحل في قولك - هذا رحل الرجل ، لمنزله ومأواه : فهو من هذا، لأنّ ذلك انّما يقال في السفر لأسبابه التي إذا سافر كانت معه يرتحل بها واليها عند النزول، هذا هو الأصل، ثمّ قيل لمأوى الرجل في حضره هو رحله. فأمّا قولهم لما ابيضّ ظهره من الدوابّ : أرحل ، فهو من هذا أيضا ، لأنّه يشبه بالدابّة التي على ظهرها رحالة. ويقال راحل فلان فلانا : إذا عاونه على رحلته. ورحّله : إذا أظعنه من مكانه. وأرحله :- أعطاه راحلة. ورجل مرحل : كثير الرواحل.

اس- رحل عن البلد : ظعن عنه. وارتحل وترحّل. ورحّلته أنا.

وغدا يوم الرحيل والرحلة. ومكّة رحلتي : وجهى الّذى أريد أن ارتحل اللّه وأنتم رحلتي. وفلان عالم رحلة : يرتحل اليه من الآفاق. ورحل بعيرة، وشدّ رحله على راحلته. وشدّوا رحالهم وأرحلهم على رواحلهم. وألقى رحالته على ظهره وهي السرج. والماء في رحله : في منزله ومأواه. ومن المجاز : رحلت الرجل وارتحلته : ركبته. قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : انّ ابني ارتحلني ورحله بسيفه : إذا علاه به.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الخروج في سفر مع اسباب ووسائل، لا مطلقا. وهذا القيد لازم أن يلاحظ في جميع صيغها وموارد استعمالها. وبهذا اللحاظ يطلق على تلك الأسباب التي‌ تعدّ للسفر : الرحل. ويقال الرحالة للسرج ونظيره. والرحلة : الّذى تشدّ اليه الرحل. والراحلة : ما تشدّ عليه الرحل ويركب. ورحل وارتحل وترحّل : خرج الى السفر مع الرحل.

واطلاق الرحل على المأوى بهذا اللحاظ، لا مطلقا.

ولا يبعد أن يكون الرحل في الأصل مصدرا بمعنى الخروج والسفر مع اسباب وأثاثيّة، ثمّ غلب استعماله في تلك الأثاثيّة المعدّة المنظورة للسفر. ولا يخفى انّ النظر الأصلي في أمثال ذلك السفر : الى حفظ تلك الأسباب والاثاثيّة، إمّا لتوقّف المعيشة عليها أو للمعاملة والتجارة بها او بمقاصد اخرى.

فظهر الفرق بين هذه المادّة وبين موادّ- السفر والخروج والحركة والظعن والمضي : فانّ النظر في السفر الى الخروج الى مسافة بعيدة حتّى يبعد عن محيط بلده وينكشف له محيط آخر. والنظر في الخروج الى مجرّد الخروج عن محلّه. والنظر في الحركة الى مطلق التحرّك ونقض السكون. والنظر في الظعن الى السفر في الهوادج وأمثالها والنظر في المضي الى مطلق العبور والمرور حتى يغيب.

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [قريش : 1، 2] أي جعل بلدكم محلّ - أمن وردّ عنكم كيد أصحاب الفيل ليديموا الرحلتين رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصيف الى شمال الجزيرة والشامات، فيتجرّون ويحوّلون الأمتعة ويبيعونها و يأخذون أجناسا اخر مناسبة.

فظهر لطف التعبير بالمادّة دون السفر والخروج والظعن وأمثالها.

{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ.... } [يوسف : 62]{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف : 70 ] {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ } [يوسف : 75] يراد الأمتعة وما اعدّ للنقل والحمل الى بلدهم.