السطح

يتصف سطح العراق بصفة عامة بقلة ارتفاعه , إذ أن (95 %) منه لا يزيد ارتفاعه عن (500 متر) فوق مستوى سطح البحر وان( 40% ) منه اقل من(200متر)، و(30 % ) اقل من(50 متر) . وتنحدر اراضيه انحداراً بطيئاً , فالانحدار التدريجي من زاخو شمالاً إلى الفاو جنوباً يمثل (1 / 1000) . وهذا الرقم يعكس حقيقة جيومورفولوجية مهمة وهي ان التباين في الارتفاع قليل جداً , وخاصة عند مقارنته مع دول اخرى مثل لبنان وتركيا والهند.

ويتصف السطح ايضآ بالبساطة والانتظام والاستمرارية , بنيوياً جيومورفولوجيا . إذ ان توزيع التكوين الجيولوجي لصخوره غير معقد. فالصخور الكلسية تظهر فوق مساحات واسعة في الشمال والغرب . والرسوبات الطينية الحديثة تغطي اكثر من ربع مساحة العراق . وهذه التكوينات تمتد امتداداً مستمرأ ولمسافات طويلة . كما ان توزيع أشكال الأرض يأخذ نمط التوزيع الجيولوجي ذاته . فالهضبة تشغل حوالي نصف المساحة الكلية ,واما المنطقة المتموجة والسهول الرسوبية المنبسطة فتمثل النصف الباقي تقريبا . في حين لا تمثل الجبال المرتفعة الا جزءا صغيرا من إجمالي المساحة , وهي في الوقت ذاته معزولة في موقعها لشغل أقصى الشمال الشرقي من البلاد. وتلتقي مرتفعات العراق عبر حدوده السياسية , مع ما يشبهها في النوعية والتكوين في الدول المجاورة . فالمرتفعات الشمالية جزء من جبال زاكروس الالتوائية والمرتفعات الجنوبية الغربية هي امتداد لهضبة نجد ( غير الالتوائية ) . واما السهل فيمتد من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي , وقد تكون من رسوبات ترجع الى المرحلة الأخيرة من العصر الثالث في الشمال ورسوبات ترجع الى العصر الرابع في الجنوب , وتلتقي السهول بمياه الخليج العربي  .

واختلف الرأي حول تقسيم سطح العراق , وتحديد الأقسام الرئيسة للسطح من الناحية الجيومورفولوجية . فقد جاء تقسيم كوردن هستد والطائي ومن تبعهم متفقا الى حد ما مع التقسيم  الجيولوجي وتوزيع الامطار والنبات وبالتالي تصنيف التربة مما جعل كل قسم يمثل إقليما  طبيعيا . ولا يختلف عنهما الدكتور الخلف باستثناء جمعه للمنطقتين الجبلية والمتموجة بإقليم واحد.  وبالرغم من وجود صفة عامة مشتركة لكل مظهر من مظاهر سطح العراق الا ان التأثيرات الطبيعية والبيئية والبشرية خلقت وحدات ثانوية مميزة بعضها عن البعض الاخر , وهذا يعني ان صفة التجانس التام في السطح نادرة . فالمناطق الجبلية مثلا تحتوي مظاهر كاملة لمعالم السطح ضمن حيز معين , فالجبل بجوار الهضبة وبجوار السهل والوادي , وكذا الحال في بقية الأقسام .  وعند ملاحظة خارطة العراق الطبيعية,  وضمن الصفة العامة التي تتصف بقلة الارتفاع،   يتبين ان سطحه يختلف في الشمال عنه في الجنوب , وفي الشرق عنه في الغرب . وانه يحتوي على أنواع عدة من التضاريس . وان اراضيه تتفاوت في ارتفاعها من بضع سنتيمترات فوق مستوى سطح البحر الى( 3600 متر ) . وبالرغم من هذا الاختلاف والتفاوت في التضاريس والارتفاع , تمتد مساحات واسعة من العراق وهي تتشابه في ترتيب سطحها الى حد كبير.