أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2019
3068
التاريخ: 24/11/2022
1673
التاريخ: 25-3-2021
2012
التاريخ: 24/12/2022
1487
|
الإسلام - السلم — السلامة قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة : 208].
الخطاب مدني - كما مر - والإضافة تشريعية لا اختصاصية ، والتعبير - بــ {ادخلوا} لكمال الاهمية كما يأتي :
ومادة (سلم) تأتي بمعنى التعري عن العيوب والآفات ، سواء كانت ظاهرية أم باطنية ، في الدنيا أو الآخرة.
وهي من المواد الكثيرة الاستعمال في القرآن الكريم بهيئات مختلفة ومنها الإسلام ، والسلام ، والسلامة.
ولعل أعذب استعمالاتها قوله تعالى في وصف المتقين : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان : 63].
وقوله تعالى : {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال : 61].
وهذه المادة في جميع هيئاتها محبوبة عند الناس ، قد أطلقها الله تعالى على ذاته الأقدس في جملة من أسمائه الحسنى ، قال تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ } [الحشر: 23] ، فهو تعالى سلام فوق ما تتعلقه من معنى السلام ، وسبيله تعالى سبيل السلام ، وعباده الصالحين سلام من سلام ، وداره دار السلام ، الذي هو مظهر غيبي وصورة حقيقية لهذه الآية ، فهما متحدتان في الذات ومختلفتان بالاعتبار ، إحداهما جوهر قائم بالذات وهو عالم الآخرة ، والأخرى عرض قائم بالغير.
تكون وتبدل العرض بالجوهر وبالعكس سهل في نظام التكوين ، فضلا عن قدرة العزيز الحكيم ، والجمح عبارة عن الصراط المستقيم الذي له أطوار من الظهور في عالم البقاء ودار الغرور ، ولكن الحقيقة واحدة التي هي عبارة عن العبودية الواقعية ، فهو من أعظم تجليات الله تعالى لبني آدم وأعظم عناياته على خلقه ، لأن يخرجه من الظلمات إلى النور.
و {كافة} هنا بمعنى الجمع ، والجمع حال من ضمير الجمع في قوله تعالى : {ادخلوا} ، جيء به ليشمل جميع الأفراد ، للإعلام بأن الأمر متعلق بالأمة بقدر ما هو متعلق بالأفراد ، فإن الجهات الاجتماعية الإسلامية يتقوم المجتمع بها كما ينتفع الفرد منها لا محالة ، بقرينة ذكر فرق الناس قبل ذلك.
ويحتمل أن تكون { كافة } تأكيداً للسلم ، فتشمل جميع التكاليف الفردية والاجتماعية ، والكمال الفردي والنوعي.
والأولى أن يكون قوله تعالى : { كافة } تأكيداً لجميع ما سبق ، ليشمل جميع ما ذكرناه ، بل بينهما ملازمة في الجملة.
والخطاب للمؤمنين - كما ذكرنا - لكونهم أفضل الأفراد ، وأقرب إلى الرشاد ، ولتكميل الإيمان بالله تعالى بالتسليم له سبحانه والإخلاص له عز وجل ، والبقاء عليه ، فيكون أمرآ بالثبات والدوام ، كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [النساء : 136] ، فعبر بالدخول للإشارة إلى أن المطلوب في الكمالات المعنوية والمعارف الإلهية إنما هو الإدامة والبقاء ، لا مجرد الحدوث فقط ، بل كل فضل وكمال شأنه كذلك ، فإن المطلوب فيه هو الاستقامة والدوام ، لأن المعارف الإلهية الحاصلة للنفس بالاختيار ، إنما تؤثر في ذات الإنسان بواسطة الملكات الحاصلة منها ، حتى تصير النفس بالمواظبة عليها وممارستها شعاعاً من أشعة عالم الغيب على النفس ، فتنبعث عن الذات الأفعال الخيرية ، فتصبح الذات من الذوات المقدسة.
فيكون المعنى : يا أيها الذين آمنوا اثبتوا على الطاعة والتسليم لأمر الله تعالى ، ولا تختلفوا وتتفرقوا ، ولا تتبعوا الهوى ، فإن في ذلك هلاككم وذهاب سعادتكم.
ومقتضى إطلاق الآية الشريفة خصوصاً بعد التأكيد بقوله تعالى : { كافة } بناء على كونه تأكيداً للسلم ، شمولها لجميع ما يتعلق بالشريعة المقدسة الإسلامية بأصولها وفروعها ، فإن جميع ذلك سلم حقيقي للإنسان ، صدر عن سلام مهيمن على الكل.
وإرشاد إلى الدعوة إلى العقل المقرر بالشريعة، والشريعة المتممة للعقل ، إذ لا فرق بينهما في الواقع.
وعلى هذا يشمل جميع ما ذكر في معنى الآية ، فإن عنوان السلم للحق الواقعي ينطبق على ذلك كله ، كما ينطبق على الانسانية الكاملة والقرآن ، الخلافة الإلهية لتلازمها مع السلم للحق الواقعي.
والمراد بالسلم : السلم الواقعي لا الادعائي ، وهو يتحقق بعد الإيمان بالله تعالى ، والاعتقاد بأصول الشريعة اعتقاداً تاماً ، والعمل بما اعتقده ، وجميع ما ورد في الروايات في تفسير هذه الآية الكريمة ، وما ذكره المفسرون ليس إلا من بيان التطبيق والمصداق ، وعمومها يشمل السلم الشخصي والنوعي ، والدنيوي والأخروي ، لانطواء الكل في السلم الذي يدعو إليه عز وجل.
وتشمل الآية الحدوث والبقاء ، والثاني أشد من الأول بمراتب ، ويعلم من ذلك كله كثرة ما عليه الناس من المخالفة لمثل هذه الآية.
ومفهومها الالتزامي يدل على أن مخالفة السلم للحق المطلق لا يكون إلا باطلا ، فيكون ذيل الآية بياناً للمفهوم الالتزامي المستفاد من صدر الآية المباركة.
وإنما عبر سبحانه وتعالى بــ " السلم " دون الإسلام ، لمحبوبية السلم حتى عند المنافقين أيضاً ، فيكون مفاد الآية نظير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ } [النساء : 136].
وهذه الآية من الآيات التي تدل على ثبوت مراتب للإيمان ، لأنه عز وجل جعل موضع الحكم { الذين امنوا} ، وأمرهم بالدخول في السلم.
قال تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان}.
الخطوات : جمع خطوة ، وهي تبتع الأثر ، وخطوات الشيطان عبارة عن جمح ما يدعو إلى الباطل والضلال ، وجميع مصائده ومكائده في مبيل الانحراف عن الصراط المستقيم ، وما يدعو إليه الرب الرحيم.
وذكره في المقام بيان للمفهوم الالتزامي لصدر الآية الشريفة ، وقد تقدم ما يتعلق بهذه الآية في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة : 168].
قال تعالى : { إنه لكم عدو مبين}.
بيان للسبب في النهي عن اتباع خطوات الشيطان ، وهذا التعليل علة عقبة له ، فإن العاقل ، بل كل ذي شعور لا يتبع عدوه المبين في العداوة ، وقد ذكرت عداوة الشيطان للإنسان في آيات كثيرة من القرآن ، قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف : 5] ، وفي بعض الآيات المباركة عدو مضل مبين ، قال تعالى : { إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ } [القصص : 15] ، وفي بعضها : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر : 6] ، وقد اهتم القراًن - بل جميع الكتاب السماوية - ببيان عدواته بطرق مختلفة ، لأنه أساس أنحاء الكفر والنفاق ، والفساد ، وسلب السعادة عن الإنسان ، وقد أقسم بعزة الله تعالى لإغواء العباد ، فقال : {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص : 82].
وتنشأ هذه العداوة من أسباب عديدة :
أولا : انها ذاتية ، حيث قال : {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف : 12] ، ولا أثر للنار إلا إزالة الطين وتفريقه.
وثانياً : إنها إرادية ، إذ لا إرادة له إلا الفساد والضلال بخلاف المؤمنين فإنهم لا يريدون إلا ما أراده الحق تعالى.
وثالثا : دركه لكرامة الإنسان وفضيلته عليه ، قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء : 70] .
وقال تعالى حكاية عن الشيطان : {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 62].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|