أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2021
2147
التاريخ: 21-9-2016
1821
التاريخ: 3-4-2022
2116
التاريخ: 2024-07-15
421
|
من أسباب تزكية النفس ورقيها الصلاة ، بل هي من أهمها وأسماها - لما علم الله تعالى من وجود الشره المؤذي إلى الهلاك والخسران في الإنسان ، جعل الطاعات والعبادات - خصوصاً الصلاة صوناً للنفس وحفظا لها عن الهلاك والخسران ، بل لرقيها إلى مراتب الكمال ، ففي الحديث : " ما افترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئاً أحب إليه من الصلاة ، ولو كان شيء أحب إليه من الصلاة تعيد به ملائكته ، فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد " ، فيها يزول الدنس كما في بعض الروايات ، وإنها مطهرة للقلوب من المساوئ والعيوب ، وبها تفتح أبواب الغيوب ، وبها تطمئن القلوب ، وبها ترفع الدرجات ، وفيها المناجاة برفع الأستار ، وتتسع فيها ميادين الأسرار ، وبها تشرق شوارق الأنوار ، وبها تزال الحجب والأستار بالقرب إليه ، وبها تصفو المحبة من كدر الجفاء ويتصل المحب مع حبيبه في محل الصفا.
ولقد علم الله تعالى ضعف الإنسان ووساوس الشيطان ، فقلل أعدادها وفرض في ليلة المعراج خمس صلوات في خمس أوقات بشفاعة نبينا الأعظم ، وهذا لعوام الخلق ، وإلا فالعارفون من الخواص : {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23] ، منحهم ديمومة الصلاة من الأزل إلى الأبد ، وهذا لا يدرك بالعقول القاصرة المشوبة بالمادة الزائلة، فلا يعقلها إلا العالمون بالله تعالى.
وإذ المقصود والأثر المطلوب من إقامة الصلاة معنوياتها ، لا مجرد وجودها وشبحها ، فإن الإقامة هي الإكمال والاتقان ، يقال : فلان أقام داره ) ، أي : أكملها وجعل فيها كل ما يحتاج إليه.
وإن إقامة الصلاة تعديلها من جمع الجهات - بالتوجه فيها إليه تعالى والتقرب بها لديه جل شأنه وحفظ أركانها وشرائطها حتى تترتب آثارها - فليس كل مصلٍ مقيم ، وكم من مصلٍ ليس له من صلاته إلا التعب ، وفي بعض الأحاديث : " من لم تنه صلاته عن الفحشاء والمنكر ، لم تزده من الله إلا بعدا " ، وعن نبينا الأعظم (صلى الله عليه واله) : " إذا صلى العبد فلم يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها ، لفت كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجهه "، فالمصلون كثيرون والمقيمون قليلون وأهل الأشباح كثير وأهل القلوب وأرباب المعرفة قليل.
والتعبيرات الواردة في القرآن الكريم في مدح المصلين أكثرها وأغلبها جاء بلفظ الإقامة أو بمعنى يرجع إليها ، قال تعالى : { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: 3] ، وقال تعالى حكاية عن إبراهيم (عليه السلام) : { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ } [إبراهيم: 40] ، وقال تعالى : {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} [الحج: 35] ، وقال تعالى : {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ } [التوبة: 18] ، ولما ذكر المصلين بالغفلة قال تعالى : {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } [الماعون: 4، 5] ، ولم يقل سبحانه وتعالى : فويل للمقيمين الصلاة ، وفي الحديث : " إن العبد إذا قام إلى الصلاة رفع الله الحجاب بينه وبينه و واجهه بوجهه وقامت الملائكة من لدن منكبه إلى الهوى يصلون بصلاته "، إلى غير ذلك من الروايات والأحاديث.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|