المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم اللغة الحديث وعلم الدلالة
19-8-2017
وسط النشرة
9-5-2021
طبقات واقسام القبائل
8-11-2016
من أدعية الصباح والمساء.
2023-07-02
الاحتياجات الحرارية للذرة الرفيعة
22/11/2022
الغابات الاستوائية
2024-08-11


عقر الناقة ونزول العذاب على قوم النبي صالح (عليه السلام)  
  
2587   07:03 مساءً   التاريخ: 16-6-2021
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني .
الكتاب أو المصدر : القصص القرآنية دراسة ومعطيات وأهداف
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 173-176 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي صالح وقومه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014 1822
التاريخ: 5-2-2016 2234
التاريخ: 31-1-2023 1509
التاريخ: 9-10-2014 1818

قال تعالى : {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} [النمل : 48 - 51] .

{فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف : 77 - 79] .

{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} [هود : 65 - 68] .

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الحجر : 83 ، 84] .

{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء : 157 ، 158] .

{وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الذاريات : 43 ، 44] .

{فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر : 29 - 31] .

{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة : 5] .

*****

تدل الآيات الكريمة السابقة على أن قوم صالح تآمروا عليه بمؤامرتين :

الاولى : التخطيط لقتله على النحو الذي يحكيه سبحانه عنهم ، حيث ائتمر أشرارهم فيما بينهم على قتل صالح ، وحلفوا بالله على تنفيذ هذه الجريمة بمباغتته وأهله ليلا - لكي لا يراهم أحد — وقتلهم جميعاً ، فإذا طولبوا بقتله ، يجيبونهم بانهم لم يقتلوه ولا يدرون من قتله وأهلكه !!

وهذا العزم منهم على القتل سماه سبحانه مكراً ، وقد أبطل الله مكرهم بأن عجل بهلاكهم ، وصرف عنه شرهم . روي أنيم قد دخلوا على صالح ليقتلوه فأنزل الله سبحانه الملائكة فرموا كل واحد منهم بحجر حتى قتلوهم وسلم صالح من مكرهم .

وروي أيضا أن الله أمر صالحاً بالخروج من بينهم واستأصلهم بالعذاب . (1)

وقد سمي تعالى إبطال مكرهم مكراً من باب المشاكلة {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل : 50] .

وقد فشلت تلك المؤامرة وخاب القوم في إدراك أمنيتهم .

وأما المؤامرة الثانية : فهي الإقدام على نحر الناقة ، جرأة على الله ، واستهانة بآياته وبيناته ، وقد عبروا عن شديد عداوتهم للحق وغوايتهم وغلظتهم بأن طلبوا من نبيهم في تحد صلف أجوف أن يأتيهم بالعذاب الذي توعدهم به {يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف : 77] .

إنها لجريمة كبرى أن تنال بسوء آية لله تتجلى فيها عظمته سبحانه ، فتحرم الامة من خيرها ونفعها . ومن هنا وصف عاقر الناقة بأنه أشقى الأولين ، ووصف من غال الآية الكبرى ، ووصي المصطفى بأنه أشقى الآخرين .

روى الثعلبي في تفسيره بإسناده مرفوعا إلى النبي (صلَّ الله عليه وآله) قال : يا علي أتدري من أشقى الأولين ؟ قال : قلت الله ورسوله أعلم قال : عاقر الناقة ، قال : " أتدري من أشقى الآخرين ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : قاتلك . . . " .

وفي رواية أخرى قال : " أشقى الآخرين من يخضب هذه من هذه وأشار إلى لحيته ورأسه " . (2)

هذا ، وقد وردت في كيفية عقر الناقة وملابسات هذه الجريمة أخبار عن كعب الأحبار لا ينبغي الركون إليها ، ولذا أعرضنا عن ذكرها .

 

كيفية نزول العذاب

عبر القرن الكريم عن نوع العذاب الذي هلكت به ثمود بتعابير مختلفة (انظر الآيات المتقدمة) ، وهي :

أ- الرجفة ، وهي : الاضطراب والاهتزاز الشديد .

ب- الصيحة ، وهي : الصوت الشديد .

ج- الطاغية ، وهي : الواقعة المجاوزة للحد في الشدة .

د- الصاعقة .

والظاهر أن العذاب الذي استأصل الله به ثمود كان صاعقة سماوية ، وسائر التعابير وصف لها ولآثارها ، لأن الصاعقة تقارن عادة بصوت شديد مدو : (الصيحة) ، ارتجفت من هوله قلوبهم وارتعدت فرائصهم : (الرجفة) ، أو رافق ذلك اهتزاز في الأرض واضطراب وانهيار فيها ، فالتصقوا بالأرض وانكبوا على وجوههم صرعى : (جاثمين) .

والصاعقة كما يعزفها علماء الطبيعة ، استفرع كهربائي يحصل بين كهربائيين متخالفتين بالإيجاب والسلب فيحصل من ذلك البرق الشديد ثم الرعد ، بسبب اضطراب الهواء وتدافع أجزائه في كل مكان الاستفراغ ، وذلك هو الصيحة . (3)

____________________

  1. مجمع البيان : 4 / 227 .
  2. مجمع البيان : 2/ 443 .
  3. قصص الانبياء للنجار : 66 .



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .