المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

 الإنحلال أو النشاط الإشعاعي المركب:
26-1-2016
الشرط الأساسي للتواضع
4-1-2017
المفعول فيه
20-10-2014
15- عبد الملك بن قطن
23-11-2016
مقطعات في مدح الأندلس
16-8-2022
معنى كلمة قصص
17-7-2022


استشهاد الامام الجواد (عليه السلام) ‏  
  
28123   03:47 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص449-452.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام) /

لا يخفى انّ المأمون لمّا استدعى الامام الجواد (عليه السلام) بعد وفاة أبيه إلى بغداد و زوّجه ابنته، مكث الامام ببغداد مدّة فضاق صدره من سوء معاشرة المأمون فاستأذنه في الذهاب إلى الحج، و توجّه إلى حج بيت اللّه الحرام، و من هناك عاد إلى مدينة جدّه و بقي هناك إلى أن مات المأمون، و اغتصب الخلافة بعده أخوه المعتصم و كان ذلك في السابع عشر من شهر رجب سنة 218 هـ ؛ فلمّا استوى المعتصم على الملك و سمع فضائل و مناقب الامام الجواد (عليه السلام) و بلغه غزارة علمه اضطرمت نار الحسد في قلبه و صمّم على القضاء على الامام، فاستدعاه إلى بغداد فلمّا توجه الامام إلى بغداد جعل وصيّه و خليفته ابنه عليّ النقي (عليه السلام) و نصّ على امامته عند كبار الشيعة و ثقات الأصحاب و سلّم إليه كتب العلوم الالهية و الاسلحة التي كانت للنبي (صلى الله عليه واله) و سائر الأنبياء (عليهم السّلام)

ثم ودّع الامام اهله و ولده و ترك حرم جدّه (صلى الله عليه واله) و ذهب إلى بغداد بقلب حزين و دخلها يوم الثامن و العشرين من شهر محرم سنة 220هـ ، و قتله المعتصم في أواخر هذه السنة بالسمّ ؛  و امّا كيفية شهادته (عليه السلام) فقد وقع الخلاف فيها لكنّ الأشهر انّ زوجته أم الفضل بنت المأمون سمّته بعد تحريض عمّها المعتصم، لأنّها كانت تضمر العداء و البغض للامام لميله (عليه السلام) إلى الجواري دونها، و كان يرجّح أمّ الامام علي النقي (عليه السلام) عليها، فكانت دائمة الشكاية منه‏ عند أبيها و هو لا يستمع إليها، و قد عزم بعد ان قتل الامام الرضا (عليه السلام) على ترك أذى أهل بيت الرسالة (عليهم السّلام) و عدم التعرض لهم للحفاظ على الملك ؛  و قد جاءت أمّ الفضل إلى المأمون يوما تشكو الجواد (عليه السلام) و انه (عليه السلام) تزوج امرأة من أولاد عمّار بن ياسر، و كان المأمون آنذاك سكران لا يعقل، فغضب و أخذ السيف و جاء إلى بيت الامام و بدأ يضربه بالسيف حتى ظنّ الحاضرون انّ المأمون قد قطّعه اربا اربا فلمّا أصبحوا رأوا الامام سالما، ليس عليه اثر للجراح .

نقل عن كتاب عيون المعجزات انّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (عليه السلام) و أشار على ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (عليه السلام) و شدّة غيرتها عليه ؛ فأجابته إلى ذلك و جعلت سمّا في عنب رازقي و وضعته بين يديه فلمّا أكل منه ندمت و جعلت تبكي، فقال: ما بكاؤك؟ و اللّه ليضربنّك اللّه بفقر لا ينجبر و بلاء لا ينستر ؛ فماتت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناسورا، فأنفقت مالها و جميع ما ملكته على تلك العلّة حتى احتاجت إلى الاسترفاد ، و روي انّ الناسور كان في فرجها .

و روى المسعودي في اثبات الوصية ما يقرب من هذا الّا انّه ذكر انّ المعتصم و جعفر بن المأمون حرّضا أمّ الفضل على قتل الامام (عليه السلام) و تردّى جعفر في بئر وكان سكرانا فأخرج ميّتا .

 قال العلّامة المجلسي (رحمه اللّه) في جلاء العيون: لما بويع المعتصم جعل يتفقّد أحواله (عليه السلام) فكتب إلى عبد الملك الزيات والي المدينة أن ينفذ إليه التقي (عليه السلام) و أمّ الفضل، فانفذ الزيات عليّ بن‏ يقطين إليه فتجهّز و خرج إلى بغداد، فأكرمه و عظّمه و أنفذ أشناس خادمه‏ بالتحف إليه و إلى أم الفضل .

 ثم أنفذ إليه شراب حمّاض الاترج تحت ختمه على يدي أشناس، فقال: انّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي داود و سعيد بن الخضيب و جماعة من المعروفين و يأمرك أن تشرب منه بماء الثلج، و صنع في الحال، فقال: أشربه بالليل، قال: انّه ينفع باردا و قد ذاب الثلج، و أصرّ على ذلك بعد ان امتنع الامام من شربه في بداية الأمر فشربه (عليه السلام) عالما بفعلهم‏ .

روى الشيخ العياشي عن زرقان صاحب ابن أبي داود و صديقه بشدّة انّه قال: رجع ابن أبي داود ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ، فقلت له في ذلك، فقال: وددت اليوم انّي قد متّ منذ عشرين سنة، قال: قلت له: و لم ذاك؟

قال: لما كان من هذا الأسود! أبا جعفر محمد بن عليّ بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم قال: قلت له: و كيف كان ذلك؟ قال: انّ سارقا أقرّ على نفسه بالسرقة و سأل الخليفة تطهيره باقامة الحدّ عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه و قد أحضر محمد بن عليّ، فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب ان يقطع؟ قال: فقلت: من الكرسوع‏ .

قال: و ما الحجة في ذلك؟ قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع و الكف إلى الكرسوع، لقول اللّه في التيمم: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} [النساء: 43] و اتفق معي على ذلك قوم .

 وقال آخرون: بل يجب القطع من المرفق، قال: و ما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأنّ اللّه لمّا قال: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة: 6] في الغسل دلّ ذلك على أنّ حدّ اليد هو المرفق .

قال: فالتفت إلى محمّد بن عليّ (عليه السلام) ، فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال: قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين، قال: دعني ممّا تكلّموا به، أيّ شي‏ء عندك؟ قال: اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين، قال: أقسمت عليك باللّه لما أخبرت بما عندك فيه .

 فقال: امّا إذا أقسمت عليّ باللّه انّي أقول: انّهم أخطئوا فيه السنّة، فانّ القطع يجب ان يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، قال: و ما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) :  السجود على سبعة أعضاء، الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، و قال اللّه تبارك و تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} [الجن: 18] يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها: { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [الجن: 18] و ما كان للّه لم يقطع.

قال: فأعجب المعتصم ذلك و أمر بقطع يد السارق من مفصل الاصابع دون الكف .

قال ابن أبي داود: قامت قيامتي و تمنّيت انّي لم أك حيّا .

قال زرقان: إنّ ابن أبي داود قال: صرت إلى المعتصم بعد ثالثة، فقلت: انّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة و انا اكلّمه بما أعلم انّي أدخل به النار، قال: و ما هو؟

قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته و علماءهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك و قد حضر مجلسه أهل بيته و قوّاده و وزراؤه و كتّابه، و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثم يترك أقاويلهم كلّهم لقول رجل يقول شطر هذه الامة بامامته و يدّعون إنّه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!  قال: فتغيّر لونه و انتبه لما نبّهته له و قال: جزاك اللّه عن نصيحتك خيرا، قال: فأمر يوم الرابع فلانا من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله فدعاه، فأبى أن يجيبه و قال: قد علمت اني لا أحضر مجالسكم، فقال: انّي إنمّا أدعوك إلى الطعام و أحبّ أن تطأ ثيابي و تدخل منزلي فأتبرك بذلك فقد أحبّ فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك .

فصار إليه، فلمّا طعم منه أحس السمّ، فدعا بدابّته فسأله ربّ المنزل أن يقيم، قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلقة  حتى قبض (عليه السلام) ‏ ؛ ثم غسّل و كفّن و دفن (عليه السلام) في مقابر قريش خلف رأس جده الامام موسى (عليه السلام) و صلى عليه ظاهرا الواثق باللّه و لكنّ الحقيقة هي ان الامام عليّ النقي (عليه السلام) جاء من المدينة بطيّ الأرض و تولّى أمر تجهيزه و تكفينه و الصلاة عليه .

و روي في كتاب بصائر الدرجات عن رجل كان رضيع أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا أبو الحسن الهادي (عليه السلام) جالس مع مؤدّب له يكنى أبا زكريا و أبو جعفر (عليه السلام) عندنا انّه ببغداد و أبو الحسن يقرأ من اللوح إلى مؤدّبه إذ بكى بكاء شديدا، سأله المؤدب ما بكاؤك؟ فلم يجبه ؛ فقال: ائذن لي بالدخول، فاذن له، فارتفع الصياح و البكاء من منزله، ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء، فقال: انّ أبي قد توفّي الساعة، فقلنا: بما علمت؟ قال: فادخلني من اجلال اللّه ما لم أكن أعرفه قبل ذلك، فعلمت انّه قد مضى، فتعرّفنا ذلك الوقت من اليوم و الشهر فاذا هو قد مضى في ذلك الوقت‏ .

و وقع الخلاف في تاريخ استشهاد الامام الجواد (عليه السلام) و الأشهر انّه استشهد في آخر شهر ذي القعدة سنة 220هـ و قيل في اليوم السادس من ذي الحجة، و كان هذا بعد سنتين ونصف من موت المأمون، كما قال الامام نفسه: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا .

و عدّ المسعودي وفاته في الخامس من شهر ذي الحجة سنة  219هـ ، و عمره الشريف آنذاك خمس و عشرون سنة و أشهر .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.