أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2021
3468
التاريخ: 24-6-2021
1914
التاريخ: 23/11/2022
1419
التاريخ: 2023-03-18
1197
|
(فيما) يتعلق بالنعم الطبيعية ، قال تعالى : {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم : 67].
وأخرى : يتعلق بالنعم العارضة التي أفاضها الله سبحانه على الاسنان ، قال تعالى : {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج : 34].
وثالثة : يكون محبوباً بذاته على كل حال ، ومجرداً عن الإضافة ، قاًل تعالى : { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [الشعراء : 227].
ورابعة : يكون عند اهتمام النفس بشيء غير مرضي له تعالى ، فيذكر الله ويرتدع عنه ، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف : 201] ، وقال تعالى : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت : 45].
وخامسة : يكون بعد الارتكاب ، فيذكر طلباً لرضائه ، قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران : 135].
وسادسة : حين ارتكاب ما لا يرتضيه الله تعالى ، وقد ورد في الدعاء : " وعزتك وجلالك ما اردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولا لنظرك مستخف ، ولكن سولت لي نفسي".
إن قيل : ذكره تعالى حين ارتكاب ما لا يرتضيه الله عز وجل ، كيف يكون محبوباً له تعالى ؟
يقال : إن الذكر إذا كان على نحو الاستخفاف والاستهانة - نعوذ بالله - فلا ريب في أنه ليس من الذكر، بل يوجب الكفر والبعد عن ساحة الرحمن.
وأما إذا كان من باب أنه تعالى ستار العيوب ، وغفار الذنوب، فهذا يوجب الحياء منه تعالى ولو في ما بعد ، فينتهي إلى التوبة والاستغفار ، فيكون محبوباً له .
قال تعالى : {اذكركم} للمفسرين في بيان متعلق الذكر أقوال :
منها : اذكروني بطاعتي، أذكركم برحمتي ، أو أذكركم بمعونتي.
ومنها: اذكروني بالشكر على نعمائي ، أذكركم بالزيادة ، إلى غير ذلك مما قالوه.
والحق هو الحمل على العموم ، وهو ذكر الله تعالى في كل مظهر من مظاهر العبودية حتى يدرك ذكر الله تعالى في كل مظهر من مظاهر رحمته وجوده ، ومنه ما ورد في الحديث : " أنا عند ظن عبدي المؤمن إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملا ذكرته في ملأ , خير منه - الحديث " وهو يجازي عبده بالجزاء الأوفى ، ويعد له باللطف والكرامة والإحسان ومزيد من النعم ، ويضاعف لمن كان، إنه ذو فضل عظيم.
فلا يختص ذكره تعالى لذاكريه بعالم دون آخر ، ولا بحالة دون أخرى.
ثم إن ترتب قوله تعالى : {اذكركم} على " اذكروني " من باب ترتب المعلول على العلة التامة ، لأن التوجه الفعلي من العبد إلى الله عز وجل ، ذكر منه تعالى للعبد بعناياته الخاصة ، فيكون هذا المعنى من الذكر من الصفات ذات الإضافة ، فإن أضيف إلى العبد ، يكون ذكراً منه ، وإن أضيف إليه عز وجل ، يكون من ذكر الله تعالى له.
وقد يكون من باب ترتب المقتفى {بالفتح} على المقتضي ( بالكسر ) ، لاختلاف مراتب الذكر والذاكر كما هو معلوم ، والظاهر أن ملازمة الذكر للذكر ، من الملازمات المتعارفة بين العقلاء ، فهو حسن لديهم، يكون من الله تعالى أحسن.
قال تعالى : {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة : 152].
مادة : (ش ك ر) كمادتي (ك ش ر) ، و (ك ش ف) تأتي بمعنى الإظهار ، ويقابلها مادة : (ك ف ر) التي تأتي بمعنى الستر ، ويختلف ذلك باختلاف المتعلق اختلافاً كثيراً.
والجامع القريب في الأولى الإظهار ، وفي الثانية الستر.
فإظهار وحدانية الله تعالى ، وصفاته الحسنى ، وأفعاله العليا ؛ إيمان ؛ وستر ذلك كفر ، ولهما مراتب.
كما أن إظهار نعمه شكر وسترها كفر ، ويطلق عليه الكفران أيضا. والإظهار تارة : يكون الاعتقاد.
وأخرى : بالقول .
وثالثة : بالعمل ، إما بفعل ما أوجبه الله تعالى ، أو ترك ما نهاه عنه تعالى ، وقد قال علي (عليه السلام) : " شكر كل نعمة ، الورع عن محارم الله تعالى".
والمعنى : أظهروا نعمائي ، ولا تكفروا بسترها.
وإنما قال تعالى : {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [البقرة : 152] ، ولم يقل : واشكروا لي أشكركم ، لأمور :
أحدها : الإعلان بقبح الكفر والكفران استقلالا.
ثانيها : التنبيه على عظم النعمة ، وأنه بمنزلة كفر الذات.
ثالثها : أنه استفيد من مقابلة الذكر بالذكر - في قوله تعالى :
{ اذكروني أذكركم} - بالملازمة ، فلا وجه للتكرار بعد ذلك.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|