المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مواد ألواح التشكيل الحراري – مراحل تصنيع البلاستك
2023-02-19
قلوي alkali
18-10-2017
القرآن و منهج الاستقراء
2023-07-28
ابن أبي نجيح
14-11-2014
قصة أيوب
2-06-2015
خلــع المقتدر وعودته للخلافة
17-10-2017


عرض الخلافة على الإمام  
  
3026   04:37 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص429-430.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016 3315
التاريخ: 10-8-2016 2955
التاريخ: 19-05-2015 5869
التاريخ: 8-8-2016 3016

دخل موكب الإمام مرو في العاشر من شوال و على مقربة من المدينة استقبل من قبل المأمون والفضل بن سهل ومجموعة كبيرة من القادة والأُمراء العباسيين ودخل المدينة بكلّ إجلال وإكرام ووفّرت له جميع وسائل الراحة بأمر من المأمون، وبعد مضي بضعة أيّام من الاستراحة من عناء السفر بدأت مفاوضات بين الإمام والمأمون اقترح هذا الأخير خلالها الخلافة على الإمام دفعة واحدة ؛ فاعرض الإمام عن قبولها ورفض .

وقد قال الفضل بن سهل متعجباً: فما رأيت خلافة أضيع منها انّ أمير المؤمنين المأمون يتفصّى منها ويعرضها على علي بن موسى الرضا وهو يرفضها ويأباها .

فقال المأمون الذي كان يحتمل رفض الإمام لذلك: فإنّي مولّيك العهد من بعدي .

فقال الإمام: اعفني من ذلك! فلم يقبل المأمون عذره وتكلم بكلام فيه تهديد للإمام على الامتناع، فقد قال: إنّ عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدّك أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام) ، وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابدّ من قبولك ما أُريده منك، فإنّني لا أجد محيصاً عنه ولقد هدّد الإمام بأكثر من ذلك صراحة وقال: إنّك تتلقاني أبداً بما أكرهه، وقد أمنت سطواتي، واللّه لئن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك على ذلك، فإن فعلت وإلاّ ضربت عنقك

فلم ير الإمام بدّاً من قبول اقتراح المأمون فقال: إنّي أُجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنّي لا آمر ولا أنهى ولا أُفتي ولا أقضي، ولا أُولّي ولا أعزل، ولا أُغير شيئاً ممّا هو قائم .

فأجابه المأمون إلى ذلك كلّه .

لقد كان أهالي مرو قد استعدّوا لاستقبال شهر رمضان المبارك عام 201 هـ، و قد ذاع خبر ولاية عهد الإمام وقد تلقوا هذه البشرى بفرحة مزيجة بالاستغراب، وفي يوم الاثنين السابع من شهر رمضان كتبت وثيقة ولاية العهد بخط المأمون وأبدى الإمام خلف تلك الرقعة قبوله بذلك بعد ذكر مقدمة مفعمة بالإشارات والتلويحات، غير انّه قد ذكر بأنّ هذا الأمر لن يتم، ثمّ شهد وفي الجانب الأيمن والأيسر من المكتوب جماعة من رجال الحكم والقادة والوزراء مثل يحيى بن أكثم وعبد اللّه بن طاهر، والفضل بن سهل على مضمون تلك الوثيقة ثمّ تقلّد الإمام الرضا وخلال مراسم فخمة لأخذ البيعة له ـ ولاية العهد ـ في يوم الخميس العاشر من رمضان.

وأوّل من مدّ يده بأمر من المأمون لمبايعة الإمام هو العباس بن المأمون، ثمّ تلاه الفضل بن سهل الوزير الأعظم، ويحيى بن أكثم مفتي البلاط، وعبد اللّه بن طاهر قائد الجيش، ثمّ بايع بعد ذلك جميع الأشراف من العباسيين الذين كانوا حاضرين هناك وطبيعي انّ أمر ولاية العهد وعقدها للإمام كان مدعاة للسرور والبهجة لدى أصحاب الإمام وشيعته، ولكن نفس الإمام كان حزيناً ومنزعجاً من ذلك، ولمّا رأى رجلاً كان يبدي ابتهاجه بتلك الولاية طلب منه أن يدنو فقال له: لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا تستبشر له، فإنّه شيء لا يتم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.