أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2022
1785
التاريخ: 19-1-2016
3502
التاريخ: 10-8-2022
1488
التاريخ: 28-7-2022
1698
|
مهما كان انتشار ظاهرة الخجل بين المراهقين فهو لا يبدو في القالب النمطي المعتاد للخجل. حيث يجد المراهقون طرقاً جديدة للاختفاء بعيداً عن العيون ومداراة مشاعرهم. وغالباً ما يرجع ذلك الى أن الخجل شيء موصوم بسمعة سيئة اثناء تلك المرحلة التي يزداد فيها النشاط الاجتماعي. لقد وجدت أن المراهقين يميلون لإخفاء خجلهم خلف ستار شخصيات أخرى – أي شخصية لا تظهر مشاعرهم الحقيقة وإحساسهم بعدم الأمان تجاه أشياء محددة. وبينما يعتبر كل فرد منفرداً بذاته ومستقلاً بشخصيته إلا أنني وجدت أن معظم الخجولين من المراهقين يندرجون تحت بعض الفئات العامة، ولذلك فإن تحديد وفهم تلك الفئات من المراهقين يكشف عن كيفية مساعدتهم.
الخجول الغائب
يميل هذا النوع من المراهقين الخجولين الى الاختفاء من الحياة الواقعية بالمعنى الحرفي للكلمة، لأن تحديات عالم المراهقة أكبر من قوى هذا المراهق ولذلك يتقوقع على نفسه ويرفض الخروج من حجرته أو الذهاب الى المدرسة بانتظام. ويقوم هذا النوع من المراهقين الخجولين ببناء الأسوار من حوله ولا يغادر الجو الآمن لمنطقة الراحة الخاصة به.
كتبت لي طالبة في السنة النهائية للمرحلة الثانوية عن كيف أنها كانت تتغيب كثيراً عن المدرسة، فلقد كانت دائماً خجولة ولكنها أصبحت هدفاً للإهانات اللفظية عندما كبرت: " عندما كنت في الصف الأول الثانوي لقبتني الفتيات بلقب " المغرورة " لأنني لم أكن أتحدث معهم، وقالت إحدى الفتيات إنني جميلة جداً ولكن مغرورة وإنها إذا رأت وجهي مرة أخرى فإنها ستجذب لي شعري وتنتزع عينيّ. ولذلك رفضت الذهاب للمدرسة لعدة أسابيع ".
ليس هناك غضاضة في السماح للمراهق بأن يتقهقر مؤقتاً لكي يشعر بالأمان بطريقته الخاصة، ولكن أحذر الآباء لكي يجعلوا هذا التقهقر يدوم لأقصر فترة ممكنة وإلا فلن يتأخر المراهق عن أقرانه فحسب وتضمحل علاقاته فقط بل إن ذلك سيجعل الإحجام والعزلة هما الاستجابة السائدة للتحديات، وبذلك لن يتعلم الطرق الأخرى للتأقلم عندما يكون في أشد الحاجة لها، وسيستمر في إثابة نفسه على تجنب المواقف الصعبة على الرغم من أهميتها. وهكذا يظل العالم الخارجي بأكمله خارج نطاق منطقة الراحة الخاصة به وسيجد صعوبة في القضاء على الحواجز مع مرور الوقت.
إذا كان طفلك المراهق من هذا النوع فقم بتجربة الطرق التالية:
أرسل النوع المناسب من الرسائل: لا تعزز إحجامه بأن تتركه يمكث في المنزل ولا يذهب الى المدرسة أو عن طريق شراء الألعاب والأجهزة وتقديمها له في حجرته.
كافئ طفلك على إقدامه: ضع بعض الأهداف الخاصة بحضور المدرسة والتزم بوعودك عندما يتوافق سلوكه مع توقعاتك.
ركّز على نقاط قوته: ساعده على إيجاد نشاط يحبه وفكّر في طرق لكي تجعل هذا النشاط يأتي من إطار اجتماعي وسيجد أصدقاء جدداً يحترمونه وستزيد درجة ثقته بنفسه.
ابحث وخطط: حاول معرفة سبب تجنب طفلك لمجموعة محددة من الأطفال أو الذهاب للمدرسة، وناقش الطرق التي سوف يتمكن بها من مواجهة الموقف بشجاعة وإقدام.
بوجه عام تأكد من أنك على علمٍ بكيفية قضاء طفلك المراهق المنعزل لوقته، وإذا كان يتهرب من المدرسة بدون علمك أو يمارس أنشطة ممنوعة في النطاق الآمن لحجرته فهو يحتاج لمساعدتك، فهو فقط لا يريدك أن تعرف ماذا يفعل.
الخجول المتوافق مع الجماعة
يحاول المراهقون الخجولون الاختفاء أيضاً عن الأنظار عن طريق الاختلاط بالآخرين والاختباء مع الجماعة عن عيون الناظرين، فيقلدون أصدقاءهم في المظهر وطريقة الحديث والتصرفات. ولكن المظاهر خداعة والذي يبدو كمراهق اجتماعي ومحبوب غالباً ما يكون مراهقاً حساساً ومضطرباً وحائراً وضحية الضغط الشديد للتوافق مع الجماعة.
وبينما تميل أفكار كل المراهقين الى التركيز على الذات إلا أن هذا النوع من المراهقين يصبون كل تركيزهم على السلوكيات والمظاهر المقبولة اجتماعياً حتى إنهم يجبرون أنفسهم على التوافق مع البيئة المحيطة بهم. وهم يشعرون بأمان فقط عندما يبدو مظهرهم كالآخرين ولا يريدون التميز عن الآخرين حتى لا يلفتوا انتباههم، كما أن تقديرهم لذاتهم يعتمد على آراء الآخرين فيهم. وبما أن مثل هؤلاء الأطفال ينقصهم الثقة بالنفس أو المهارات الاجتماعية أو المنظور السليم للعالم الخارجي فغالباً ما يعتمدون على المقارنات الاجتماعية لتوجيه سلوكهم.
ويختلف الفتيان عن الفتيات في طرق التوافق مع الجماعة، حيث تميل الفتيات للتركيز على مظهرهن ويشعرن كأن الضوء مسلطٌ عليهن دائماً ويأخذن النقد بحساسية شديدة. لقد تلقيت التعليق التالي من طالبة في إحدى أعرق عشر جامعات في " أمريكا " وأعتقد أن تعليقها يوضح الكثير: " كلما أعتقد أن مظهري ليس جيداً يزداد خجلي ولا أعرف ما الذي أقوله عندما أدخل في حوار ما ويصيبني الاكتئاب عندما لا أعتقد أن مظهري جيد وبالتالي لا ارغب في الكلام أو في أن يراني أحد ".
وغالباً ما تصبح مثل هؤلاء الفتيات سلبيات في علاقاتهن، وهناك أدلة تشير الى أن الفتيات الخجولات يعانين من مشاكل متعلقة بشكل أجسادهن أكثر من أقرانهن الانبساطيات. وقد يكون الخجل أكثر حدة في بداية مرحلة المراهقة.
ومن ناحية أخرى فإن الأولاد لهم معيار مختلف يحاولون التوافق معه، ألا وهو الخشونة. فلكي يحظى الفتى بشعبية كبيرة يجب أن يتصرف بخشونة وأن يكون رياضياً وعدوانياً ويرفض الإفصاح عن نقاط ضعفه ومغامراً دون وجود داعٍ للمغامرة. وإذا لم يتوافق الفتى المراهق مع ذلك القالب النمطي للسلوك فهو بذلك يجازف بفقدان احترام أقرانه وبالتالي يخسر الفرصة لإقامة علاقة مع فتاة. أما الأولاد المتأخرون في النمو والخجولون فيجدون تلك المرحلة صعبة للغاية ويعانون من الشعور بالدونية.
وتعد قضايا تقدير الذات أساس معضلة المراهق الخجول الذي يسعى للتوافق مع الآخرين ويتوق لأن يحظى بحبهم ولكنه يخشى أن يتصرف على طبيعته ومن ثم ينبذه الآخرون، ولكني أعتقد أنك إذا ساعدته على أن يجد بوصلته الداخلية وعلى تقوية قدرته على اتخاذ القرارات، فسوف تساعده على التأقلم بنجاح مع خجله وتقلل من حاجته للامتثال لمعايير وسلوكيات الجماعة. قم بتجربة تلك الطرق:
ناقش سلوكه: إذا كان يتبع سلوك الجماعة فاسأله لماذا لا يتخذ قراراته بنفسه. فإجباره على الدفاع عن أفعاله يجبره على التفكير فيها.
تحدث عن حسن الخُلق: بدون أن تتقمص دور الواعظ يمكنك إيجاد طرق مثيرة للتحدث عن القيم والخيارات وحسن الخلق. ناقش المرات في حياتك التي لم تتبع فيها سلوك الجماعة أو قم بالإشارة الى نماذج وأمثلة في الأخبار أو في المسلسلات أو الأفلام لأشخاص رفضوا الانصياع لسلوكيات في سبيل هويتهم وشخصيتهم.
قم بتحويل انتباهه: إذا كان طفلك المراهق مشتركاً بحماس في نشاط إيجابي فلن يقلق بشكل مبالغ فيه بشأن مظهره، وهل سيتقبله الآخرون أم لا، وسيتصرف على سجيته بدون الإحساس بالدونية الذي يضعفه.
وفي النهاية تذكر أن طفلك المراهق كائن حساس للغاية ويريد أن يحبه الآخرون ويتقبلوه على طبيعته، ولكنه يشك في قيمة ذاته وجاذبيته. قلل من نقدك الشخصي له وساعده على أن يعي نقاط قوته وتميزه.
الطالب الخجول
إن الطالب الخجول يشبه الصورة النمطية للمراهق الخجول الى حدٍ كبير – فهو طالب مثالي يتبع كل القواعد وهادئ للغاية ويخاف الوقوع في مشاكل كثيرة. ويصدق صحة هذا الرأي في الكثير من الأحيان. فقد توصلت إحدى الدراسات لـ د. " جاري إس. تروب " من جامعة " فلوريدا " الى أن الطلاب الجامعيين الخجولين يميلون للحصول على درجات أعلى من المتوسط الذي يحصل عليه أقرانهم الانبساطيون. وعلاوة على ذلك فحتى المراهقون الآخرون يميلون للتوافق مع هذا القالب النمطي كما هو ظاهر من تعليق لطالب في الصف النهائي من المرحلة الثانوية والذي قال فيه: " يمتاز الأطفال الخجولون بالتفوق الدراسي لأنه لا توجد لديهم مشتتات انتباه سواء كان صديقاً أم صديقة، ولكنهم يفقدون الكثير من المتعة والصداقات والإغراءات (الجيدة والسيئة) ".
وعلى الرغم من القالب النمطي " للطفل المطيع " فإن العديد من الطلاب الخجولين يعانون من الكثير من المشاكل، ولكن سلوكهم الهادئ أو النجاح في المدرسة يخفي كل تلك المشكلات، فهم يتخذون واجبهم المدرسي كوسيلة لتجنب الاختلاط بالآخرين، أو أنهم قد يعتقدون أنهم إذا قاموا بتطبيق القواعد والأداء بشكل ممتاز فلن يتلقوا أي انتباه سلبي. وينخدع الآباء والمعلمون والأصدقاء بذلك السلوك المثالي ولا يبحثون عن علامات أية مشكلات خطيرة أخرى مثل الاكتئاب والتوتر والعزلة.
بالإضافة الى ذلك فيما أن الطلاب الخجولين لا يسمحون لأنفسهم بأن يقوموا بتجربة التصرفات الجديدة أو التعامل مع الناس الجدد فهم لا يجتازون تجربة المراهقة بشكل كامل، كما أن منطقة الراحة المتصلبة الخاصة بهم لا تشكل خط دفاع صلداً ضد مشاكل واضطرابات المراهقة.
فإذا كان طفلك طالباً خجولاً فقد تشعر أنك لا ينبغي أن تعبث بنجاحه الدراسي، ولكن إذا كنت تعتقد أن طفلك المراهق يستخدم الواجب المدرسي لينأى بنفسه عن قضايا كثيرة وكبيرة تمثل له تهديداً، فأنا أنصحك بأن تجرب تلك الطرق التالية:
امنحه فترة راحة: إذا كان طفلك المراهق يقيس ذاته بمعايير مستحيلة الحدوث فدعه يعرف أن الحياة سوف تستمر حتى لو حصل على " جيد جداً " بدلاً من " امتياز " وهكذا.
قم بتسهيل تكوين الصداقات: حاول أن تدع طفلك المراهق يقضي وقتاً أطول مع أصدقائه وقدمه للأطفال الذين يشاركونه اهتماماته.
ساعده على إيجاد نوع من التوازن: تأكد من أنه يقضي الوقت الكافي مع الأصدقاء أو في أنشطة ممتعة ولا يكتفي بقضاء وقت فراغه في عمل الواجب المنزلي.
اسأل: إذا كنت تشك في أن طفلك المراهق يختبئ من بواعث الخجل بالمذاكرة فشجعه بلطف على البوح بمخاوفه لك لكي تتمكنا من إيجاد بعض الحلول الممكنة معاً.
وأنت أيضاً يجب أن تعيد التفكير في توقعاتك إزاء طفلك، فإذا كنت تحب الطالب الخجول لأنه لا يسبب لك المتاعب والمشاكل، أو إذا كان كل تركيزك منصباً على طفل آخر يعاني من مشكلات واضحة – وعلى ما يبدو أنها مشكلات مُلحَّة – فعليك أن تتأكد من أنك تمنح كماً مماثلاً من الوقت لطفلك الأكثر خجلاً، فقد يشعر أنه لا يمكنه إظهار نقاط ضعفه لأي شخص حتى أبويه اللذان يحبان سلوكه الحسن.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|